أعلنت نيودلهي خطة جديدة تستهدف زيادة حصة الطاقة النووية في الهند بمزيج الكهرباء المحلي الذي يهيمن عليه الفحم بنسبة 75% حاليًا.
وتستهدف الهند تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070، ومن أجل ذلك أعلن وزير الدولة لشؤون الفضاء والعلوم والتقنية جيتندرا سينغ، أن قدرات إنتاج الطاقة النووية ستزيد بنسبة 70% عبر إضافة 7 مفاعلات جديدة خلال السنوات الخمس المقبلة.
ووفق بيانات حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، من شأن الخطوة أن ترفع إجمالي القدرات المركبة من 7.48 غيغاواط حاليًا إلى 13.08 غيغاواط.
ولدى الهند -حاليًا- 22 مفاعلًا قيد التشغل تنتج قرابة 6.8 غيغاواط من الكهرباء.
كهرباء الطاقة النووية في الهند
أكدّ الوزير جيتندرا سينغ، خلال اجتماع رفيع المستوى لاستعراض خط عمل الـ100 يوم لإدارة الطاقة الذرية، الذي عُقد بالأمس 25 يونيو/حزيران (2024)، الأهمية الإستراتيجية للطاقة النووية في تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.
واستعرض الوزير حجم التقدم الذي أحرزته الهند في قطاع الطاقة النووية والطاقة المتجددة، والمشروعات قيد التشغيل، وأعطى توجيهاته بشأن الخطط المقبلة، داعيًا الإدارة إلى التعاون لاستغلال الإمكانات النووية الكاملة عبر بناء القدرات وتبادل المعرفة والموارد والخبرات.
وأكّد سينغ تطوير القدرات المحلية وتحقيق أمن الطاقة بوصفهما أولوية، قائلًا إن الحكومة سمحت بالتعاون في وحدات تابعة للقطاع الحكومي ورفعت الميزانية عبر التعاون واستعملت تقنيات الجيل الجديد، وأزالت العقبات أمام إجراء البحوث وزيادة الأنشطة ذات الصلة من خلال إصدار الموافقات من جهة واحدة.
وأوضح أن خطة التوسع بالقدرات النووية جزء من مبادرة أكبر لتعزيز أمن الطاقة ودعم الاحتياجات المتزايدة للاقتصاد الذي يشهد نموًا سريعًا، وفق بيان صحفي نشره المكتب الإعلامي للحكومة عبر موقعه الرسمي.
وحثّ سينغ إدارة الطاقة الذرية على استعمال التقنية النووية في قطاعات مختلفة مثل الصحة والزراعة وحفظ الأغذية لتعظيم الاستفادة من منافعها للمجتمع والاقتصاد.
كما شهد الاجتماع وضع خطة استشرافية لسياسة الطاقة النووية في الهند، بهدف زيادة قدرات الإنتاج والتطور التقني فيها بحلول عام 2029.
وسجّل الحاضرون للاجتماع إحراز تقدم كبير في مشروعات رئيسة، من بينها مفاعل الماء الثقيل المضغوط بقدرة 220 ميغاواط، المقرر استعماله في مفاعل بهارات الصغير، لتلبية احتياجات الكهرباء المحلية، وتطوير مفاعل بهارات المعياري الصغير بقدرة 220 ميغاواط، واستعمال مفاعلات الماء الخفيف لتعزيز السلامة والكفاءة.
وناقش الحضور تطورات تشغيل أول مفاعل تجريبي سريع التوليد في الهند الذي تطوره شركة بهافيني (BHAVINI).
وحضر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بدء تحميل الوقود في المفاعل الواقع بولاية تاميل نادو في مارس/آذار (2024).
أكبر منتج للكهرباء في الهند
تعتزم شركة “إن تي بي سي”، التي تديرها الدولة في الهند (NTPC)، بناء أسطول نووي ضخم، ليساعد البلاد في التحول بعيدًا عن الفحم وخفض الانبعاثات.
وكشف مسؤولون في الشركة، التي هي أكبر منتج للكهرباء في الهند اليوم (26 يونيو/حزيران 2024)، النقاب عن هدف أولي لتركيب ما يتراوح بين 20 و30 غيغاواط من القدرات النووية بحلول عام 2040، وفق تقرير نشرته صحيفة “ذا إيكونوميك تايمز” (The economic times)، الذي رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتصل قدرات الإنتاج في الشركة إلى 70 غيغاواط يأتي 80% منها من الفحم، ومن المتوقع بحسب الخطة أن تستعين بالمفاعلات المعيارية الصغيرة بقدرة تتراوح بين 100 و300 ميغاواط.
بالإضافة إلى ذلك، تخطط الشركة، التي يقع مقرّها في العاصمة نيودلهي، لمواصلة المشاركة في مشروعات كبرى مشتركة مع شركة الطاقة النووية الهندية المحدودة.
ويقول أحد المسؤولين المطلعين على الخطة، إن شركة “إن تي بي سي” تفضل المفاعلات المعيارية الصغيرة، لأنها سريعة البناء وسهلة الربط بالشبكة، كما يمكن تركيبها في المناطق النائية البعيدة عن شبكة الكهرباء.
وتسعى دول آسيوية وأوروبية لاستغلال الطاقة النووية في إزالة الكربون وتعزيز استقلال الطاقة وتخفيف الضغط على الغاز الطبيعي والمصادر الأخرى التي تعرّضت لأزمة بعد الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022.
ورغم مميزاتها، ما زالت المفاعلات المعيارية الصغيرة تخطو خطواتها الأولى ويندر انتشارها عالميًا، إذ يوجد فقط مفاعلان بقدرة 35 ميغاواط لكل منهما في مشروع نووي عائم في روسيا، بالإضافة إلى مفاعلات قيد الإنشاء وأخرى قيد الترخيص في الولايات المتحدة وكندا والصين والأرجنتين.
وتقول وكالة الطاقة الذرية، إن المفاعلات المعيارية الصغيرة ما زالت بحاجة إلى إثبات فاعليتها عمليًا رغم انخفاض تكاليف رأس المال الأولية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..