تواصل شركة أرامكو السعودية مساعي حجز موقع رائد لها في سوق الغاز المسال العالمية، في ظل توقعات زيادة الطلب لمستويات قياسية بحلول نهاية العقد الجاري.

وتدريجيًا، تُحوِّل الشركة العملاقة خططها إلى خطوات تنفيذية؛ إذ سبق أن أبدت -في سبتمبر/أيلول 2023- عزمها شراء حصة أقلية في شركة ميد أوشن إنرجي (MidOcean Energy)، وأنجزت الاستحواذ بنجاح العام الجاري (2024).

وبحسب معلومات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، تدرس الشركة السعودية خطوة جديدة في سوق الغاز المسال الواعدة، تضمن شراء حصة لا بأس بها في أصول أميركية.

وتؤسس الشركة طموحاتها في القطاع على التوقعات القوية لنمو الطلب العالمي على الغاز المسال؛ ما دفعها إلى ضخ استثمارات مباشرة وعبر شراكات في مشروعات لتعزيز إستراتيجيتها العالمية، طبقًا لما ورد في تقرير الشركة السنوي عن العام الماضي.

خطط محتملة

تأخذ شركة أرامكو السعودية على عاتقها بناء محفظة أعمال في قطاع الغاز المسال العالمي، وتضع على أجندتها الحالية دراسة استثمار مهم لمشروعين في أميركا.

وجاءت الخطوات المدروسة بوصفها مرحلةً لاحقةً لإنجاز صفقة شراء حصة أقلية في شركة “ميد أوشن إنرجي” الخاضعة لإدارة شركة الأسهم الخاصة إي آي جي (EIG)، بقيمة 500 مليون دولار، العام الماضي.

محطة ريو غراندي للغاز المسال – الصورة من Offshore Energy

ويبدو أن أرامكو تلقّت دعمًا من استحواذ شركة “ميد أوشن إنرجي” على حصص في مشروعات بأستراليا وبيرو مؤخرًا، لتدرس بعدها استثمارًا أكبر.

وتخطط الشركة للحصول على حصص في أصول إنتاجية بقطاع الغاز المسال الأميركي، وتشمل هذه الأصول الحصول على خطوط إنتاج في: “محطة بورت آرثر التابعة لشركة سيمبرا Sempra، محطة ريو غراندي التابعة لشركة نيسكت ديكيد Next Decade”.

ولا يقتصر طموح الشركة السعودية على الاستثمار في الغاز المسال الأميركي فقط، بل يمتد إلى مشروعات أفريقية أيضًا غير أنها لم تُفصِح -حتى الآن- عن أي مؤشرات لهذا الاتجاه.

إستراتيجية قوية

بصورة محددة، تستهدف شركة أرامكو السعودية التعاقد على شراء سعة تعادل خط إسالة كاملًا من محطة بورت آرثر، بجانب سعة تتجاوز نصف خط إسالة من محطة ريو غراندي.

ورغم أن الصفقتين ما زالتا محتملتين ولم تصل الأطراف المشاركة إلى اتفاق نهائي حتى الآن؛ فإن الإقدام على الخطوة في حد ذاته وُصف بأنه “قوي ويمتاز بالجرأة”، طبقًا لما نقلته ستاندرد أند بورز غلوبال (S&P Global) عن مصادر ذات صلة.

ومن شأن الصفقات طويلة الأجل التي تخطط لها أرامكو في قطاع الغاز المسال أن تعزز علاقات الطاقة بين السعودية وأميركا، فضلًا عن أن التمويل الذي ستوفره الشركة الرائدة خليجيًا ودوليًا لدعم هذه المشروعات سيسهم في إنجازها وتوسعاتها.

ويتفق هذا الاتجاه مع ما أكده المدير المالي لأرامكو زياد المرشد، خلال الإعلان عن الأرباح في مايو/أيار الجاري، موضحًا أن الشركة تتبنّى إستراتيجية تركز على “جودة الاستثمارات” والانتقاء.

الأصول الأميركية.. وموقف بايدن

جذبت الاستثمارات الأميركية في قطاع الغاز المسال اهتمام شركة أرامكو السعودية، بعدما وصلت المرحلة الأولى لمشروعي “سيمبرا” و”نيكست ديكيد” لقرارات الاستثمار النهائي، العام الماضي، مع احتفاظ الشركتين بمهمة تشغيل محطتي “بورت آرثر” و”ريو غراندي”.

أما المرحلة الثانية من تطوير المشروعين فتتضمن:

  1. إضافة خطي إنتاج لمحطة “بورت آرثر”؛ ما يضاعف سعة الإنتاج المقدرة بنحو 13.5 مليون طن سنويًا، وهو معدل طموح لمشروع قد ينطلق على المستوى التجاري بحلول عام 2027.
  2. إضافة خطي إنتاج أيضًا لمحطة “ريو غراندي”، لترتفع سعة إنتاج المحطة -بعد اكتمال البناء- إلى 27 مليون طن متري سنويًا.
مشهد علوي لمحطة بورت آرثر
مشهد علوي لمحطة بورت آرثر – الصورة من الموقع الإلكتروني للمحطة

وكانت شركة أدنوك الإماراتية قد أعلنت، في وقت سابق من الشهر الجاري، استحواذها على حصة ضمن المرحلة الأولى من مشروع محطة “ريو غراندي”، بالإضافة إلى صفقة توريد لمدة 20 عامًا من الخط الرابع المرتقب.

ويبدو أن التعاقدات طويلة الأجل في مشروعات الغاز المسال الأميركي تشهد تراجعًا، العام الجاري؛ ما يعكس حالة عدم اليقين التي خلّفها قرار الرئيس جو بايدن -نهاية يناير/كانون الثاني الماضي- بتجميد الموافقات على بناء المحطات الجديدة.

السوق العالمية

شهدت سوق الغاز المسال العالمية تغييرات حيوية، السنوات الماضية، أثرت في خريطة العرض والطلب وكذلك عمليات الشراء والاستحواذ.

وانخفضت مستويات الأسعار العالمية في الآونة الحالية عن مستويات عام 2022 القياسية، بعد اندلاع الحرب الأوكرانية، لكن أسعار التسليم إلى شمال آسيا سجّلت 12 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

وجاء قرار بايدن في توقيت حيوي للسوق؛ إذ تعول دول أوروبا على الغاز المسال الأميركي لتعويض غياب الغاز الروسي، ودفعت زيادة الطلب نحو اشتعال المنافسة بين المطورين.

وكانت موافقات المرحلة الثانية لمشروع “بورت آرثر” قد وقعت ضحية هذا القرار؛ ما يثير التساؤلات حول مصير مشروعاتها التي لم تصل إلى قرارات استثمار نهائي.

ويبدو الأمر أفضل حالًا بالنسبة لمشروعات شركة “نيكست ديكيد”؛ إذ أفلت خطا إنتاجها الرابع والخامس من التعليق، وحصلت بالفعل على الموافقات قبل إعلان القرار، وتعتزم التوصل لقرارات الاستثمار النهائي للخطين بحلول نهاية العام الجاري والعام المقبل على التوالي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.