اقرأ في هذا المقال

  • أرامكو وأدنوك تسعيان لتنويع محفظتهما الاستثمارية
  • بحلول عام 2030 من المرجح أن يرتفع الطلب على الليثيوم بواقع 5 أضعاف
  • تنفق السعودية التي يعتمد اقتصادها على النفط منذ عقود المليارات سعيًا لتحويل نفسها إلى مركز للسيارات الكهربائية
  • تُعد شركات صناعة السيارات الرئيسة من بين أولئك الذين يبحثون عن إمدادات ليثيوم جديدة
  • تعمل شركة التعدين العربية السعودية “معادن” على استخراج الليثيوم من مياه البحر

تخطط عملاقة النفط السعودية الحكومية أرامكو (Aramco)، ونظيرتها الإماراتية أدنوك (Adnoc)، لاقتحام سوق الليثيوم، في خطوة تستهدف تنويع محفظتهما الاستثمارية، لتضم هذا المعدن الحيوي الذي لا غنى عنه لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية.

وتتسق جهود الشركتيْن الخليجيتيْن مع خطط السعودية والإمارات الطموحة الرامية للتحول إلى السيارات الكهربائية صديقة البيئة، في إطار مساعِ أوسع لتحقيق الحياد الكربوني، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبحلول عام 2030 من المرجح أن يرتفع الطلب على الليثيوم، بواقع 5 أضعاف، بدعم من تنامي الطلب على السيارات الكهربائية في السنوات الأخيرة.

ولكونه المعدن الأخف وزنًا في العالم يُعد الليثيوم الملقب بالذهب الأبيض مثاليًا في بطاريات الهواتف المحمولة والسيارات متعددة البطاريات.

استخراج الليثيوم

تخطط أرامكو، وشركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك”، لاستخراج الليثيوم من المياه المالحة في حقولهما النفطية، في خُطوة تتسق مع جهود الشركتيْن لتنويع اقتصاداتهما والتربح من التحول إلى السيارات الكهربائية، وفق ما قالته 3 مصادر مطلعة إلى وكالة رويترز.

وتخطط شركات نفط أخرى -من بينها إكسون موبيل (Exxon Mobil) الأميركية ومواطنتها أوكسيدنتال بتروليوم (Occidental Petroleum)- لاستغلال التقنيات الناشئة لاستخراح الليثيوم من المياه المالحة، في حين يسعى العالم إلى فطم نفسه -تدريجيًا- عن الوقود الأحفوري الحساس بيئيًا.

وتنفق السعودية التي يعتمد اقتصادها على النفط منذ عقود المليارات، سعيًا لتحويل نفسها إلى مركز إقليمي للسيارات الكهربائية، في إطار محاولات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإيجاد مصادر بديلة للثروة.

وأوضحت المصادر الـ3، أن أرامكو ونظيرتها الإماراتية أدنوك ما تزالان في مراحل مبكرة جدًا فيما يتعلق بالعمل على استخراج الليثيوم، الذي تنظر إليه الاقتصادات الكبرى على أنه معدن حيوي بفضل استعماله في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية.

غير أن المصادر نفسها التي تحفظت على كشف هويتها، رفضت الإدلاء بأي تصريحات بشأن نوع تقنية استخراج الليثيوم المباشرة، التي من المقرر أن تستعملها الشركتان العربيتان، علمًا بأن تقنية استخراج الليثيوم المباشرة ما تزال في مهدها، كما أن جدواها الاقتصادية غير مؤكدة، قياسًا بمثيلتها الخاصة بالنفط.

منشأة تابعة لشركة أدنوك – الصورة من موقع الشركة

خبرات السعودية والإمارات

بمقدور المملكة العربية السعودية والإمارات الاستعانة بالخبرات في مجال التعامل مع المياه المالحة ومياه الصرف في مواقع إنتاج النفط، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولعل إحدى الميزات المقترنة باستخراج معدن بطارية خفيف الوزن من المياه المالحة هي أن تلك العملية لا تحتاج إلى اللجوء لمناجم مفتوحة باهظة التكلفة، إلى جانب أثرها البيئي، كما هو الحال في أستراليا وتشيلي، أكبر دولتين منتجتين لمعدن الليثيوم في العالم.

وتبرز الصين بصفتها أكبر معالج ومستهلك في العالم لمعدن الليثيوم، الذي تشتد إليه الحاجة لتصنيع المركبات الكهربائية والهجينة.

انهيار الأسعار

يُسهم الاقتصاد العالمي المتباطئ -حتى الآن- في تراجع الإقبال على اقتناء المركبات الجديدة، ما يقود بدوره أسعار الليثيوم إلى الهبوط.

وإلى ذلك هبطت أسعار الليثيوم بنحو 80% منذ أن لامست ذروتها في نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، في حين فاقم النزول في مبيعات السيارات الكهربائية التُخمة التي تشهدها إمدادات هذا المعدن.

ومع ذلك تُعد شركات صناعة السيارات الكبرى من بين أولئك الذين يبحثون عن إمدادات ليثيوم جديدة ترقبًا لزيادة الطلب على هذا المعدن في المستقبل.

وقال محللون، إن صناعة السيارات الكهربائية ستعتمد على الليثيوم لسنوات مقبلة، رغم أن هناك دراسات حالية لاستكشاف بدائل تقنية بطاريات أرخص تكلفة تستعمل كميات قليلة من الليثيوم أو حتى لا تستعمله.

جانب من عمليات تعدين الليثيوم
جانب من عمليات تعدين الليثيوم – الصورة من موقع سي إم سي ماركتس

معضلة التركيز

تتمثّل معضلة استخراج الليثيوم من المياه المالحة في أن مستويات التركيز يمكن أن تكون منخفضة للغاية، ما قد يجعل الجدوى الاقتصادية المقترنة بتلك العملية غير مؤكدة.

وتعمل أرامكو على استعمال تقنية الترشيح الجديدة التي تسعى إلى حل مشكلة التركيز، في حين تعكف شركة أدنوك كذلك على التعامل مع هذا الأمر، وفق تصريحات المصادر التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتعني الثروة النفطية، التي تنعم بها السعودية، قدرتها على تحمل المخاطر المالية، وتشمل خطط تنويع الاقتصاد لديها إثبات نفسها بصفتها مركزًا للسيارات الكهربائية للاستفادة من أي نوع من الليثيوم تنتجه.

يُشار إلى أن السعودية كانت قد صنّعت سيارة كهربائية خاصة بها تحمل اسم “سير”، كما بنت مصنعًا لإنتاج معادن السيارات الكهربائية.

وفي هذا السياق يستهدف صندوق الثروة السيادية السعودي ممثلًا في صندوق الاستثمارات العامة، إنتاج نصف مليون سيارة كهربائية سنويًا بحلول نهاية العقد الحالي (2030).

تجارب عملية

تعمل شركة التعدين العربية السعودية “معادن”، أكبر شركة تعدين في الخليج، على استخراج الليثيوم من مياه البحر.

وفي هذا السياق قال نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد بن صالح المديفر: “هناك أبحاث جيدة تُجرى في السعودية مع شركتي معادن وأرامكو، لأن مياه الصرف في الحقول النفطية بها ملوحة جيدة وآثار معدنية”، في تصريحات أدلى بها إلى وكالة رويترز على هامش مؤتمر صحفي في الرياض خلال ديسمبر/كانون الأول (2023)، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف المديفر: “حسنًا ما فعلوه حينما استخرجوا الصوديوم والمغنيسيوم وآثار الليثيوم، ورغم أن التقنيات في مرحلة مبكرة، يبرز هناك عمل جيد واستثمارات جيدة”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.