اقرأ في هذا المقال

  • أثر الإعصار رمال على محطة غاز مسال في بنغلاديش
  • تستقبل بنغلاديش 56 شحنة غاز مسال سنويًا من قطر وسلطنة عمان
  • تسببت التلفيات الحاصلة في المحطة المملوكة لشركة سوميت غروب، في حصول أزمة غاز
  • يصل الطلب على الغاز في بنغلاديش إلى 4 مليارات قدم مكعبة يوميًا

تعاني بنغلاديش أزمة غاز حادة نتيجة الأضرار الحاصلة في إحدى محطتي استيراد الغاز المسال بخليج البنغال بسبب الإعصار رمال (Remal)؛ ما يضع البلاد في مأزق بسبب نقص الإمدادات المقترن بالطلب المحلي المتزايد على هذا الوقود الإستراتيجي.

وأثّر انكسار رصيف عائم في خليج البنغال سلبًا بمحطة الغاز المسال -وحدة إعادة تغويز وتخزين عائمة- نتيجة الإعصار الذي ضرب سواحل بنغلاديش في 27 مايو/أيار (2024)؛ ما نتجت عنه تلفيات في خزانات الصابورة بالمحطة.

وخزانات الصابورة هي حجيرات في قاع السفينة أو على جوانبها مملوءة بالسوائل من أجل الثبات وصلاحية السفينة للإبحار.

وحسب خريطة تدفقات الغاز المسال العالمية التي تتابعها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، تستقبل بنغلاديش 56 شحنة غاز مسال سنويًا من قطر وسلطنة عمان بموجب عقود طويلة الأجل، وتغذّي تلك الشحنات الشبكة الوطنية، وتصل عبر محطتي الاستيراد في مدينة كوكس بازار.

أزمة الغاز في بنغلاديش

تسبّبت التلفيات التي نالت المحطة المملوكة لشركة سوميت غروب (Summit Group)، في أزمة غاز نتج عنها نقص بالإمدادات إلى الشبكة، بواقع 400 مليون قدم مكعبة، وفق ما أعلنته شركة بتروبانغلا (Petrobangla) المملوكة للدولة والمسؤولة عن إدارة موارد النفط والغاز الطبيعي والموارد المعدنية الأخرى في البلد الواقع جنوب آسيا.

وتلامس إمدادات الغاز المسال اليومية من المحطتين في بنغلاديش 1.100 مليون قدم مكعبة -في العادة- لكن في الأيام الـ8 الماضية، تراجع حجم تلك الإمدادات إلى ما دون 700 مليون قدم مكعبة، وفق صحيفة ذا بزنس ستاندرد (The Business Standard) البنغالية.

ناقلة غاز مسال – الصورة من marine-digital

إصلاح المحطة

قال مدير العمليات والمناجم في شركة بتروبانغلا قمر الزمان خان، إن إصلاح المحطة سيستغرق شهرًا على الأقل، مضيفًا أنهم يفكرون في نقل المحطة إلى سنغافورة للإصلاح.

وأشار قمر الزمان إلى أن شركة مقرها بلجيكا قد فحصت الجوانب التقنية للخزانات المعيبة، واقترحت إرسال المحطة إلى سنغافورة لإصلاحها.

وتابع: “طلبنا إصلاح المحطة التي أصابها التلف في البلاد حال توافرت الإمكانات، غير أننا نفتقد إلى المواصفات الفنية لإنجاز تلك العملية، وبناءً عليه سنأخذها إلى سنغافورة للغرض نفسه”.

في الوقت نفسه كشفت الصناعات ومحطات الكهرباء ومحطات تعبئة الغاز الطبيعي المضغوط عن معاناتها أزمة غاز حادة بسبب الأضرار التي لحقت بمحطة الغاز المسال.

وقال رئيس رابطة مصانع النسيج في بنغلاديش محمد علي خوكون، إن أيًا من تلك الصناعات ليست لديها القدرة على العمل منذ الصباح، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف: “تلقيت عدة مكالمات من القائمين على الصناعات الأعضاء في الرابطة، والموجودة في مناطق ميمينسينغ وغازيبور ونارايانغانج”.

وتساءل خوكون: “كيف يمكننا مواصلة عملنا حال لم تحصل الصناعة على إمدادات الغاز الكافية؟”.

وأشار إلى أنه تواصل مع كبار المسؤولين في شركة بتروبانغلا وشركة تيتاس غاز لنقل الغاز الطبيعي وتوزيعه في بنغلاديش Titas Gas Transmission and Distribution، لكنه لم يحصل على أي استجابة إيجابية بشأن هذا الموقف.

تحديات الصناعة

تواجه الصناعات في منطقة روباغانج التحديات الناتجة عن أزمة غاز حادة في بنغلاديش منذ مدة طويلة، وقالت شركة بتروبانغلا إنها تخطط لتقنين إمدادات الغاز خلال الوقت الراهن لمواجهة أزمة الغاز.

وفي الوقت نفسه أرسل الخبراء الفنيون تقريرًا إلى وزارة الكهرباء والطاقة والموارد المعدنية بشأن محطة الغاز الطبيعي المسال المتضررة، وفقًا لما أعلنته شركة روبانتاريتا براكريتيك للغاز المحدودة Rupantarita Prakritik Gas Company Limited المملوكة للدولة والمعروفة اختصارًا بـ”آر بي جي سي إل” (RPGCL).

وقال العضو المنتدب في شركة روبانتاريتا براكريتيك رفيق الإسلام: “هناك مساعٍ لاستئناف تشغيل محطة الغاز المسال التابعة لشركة سوميت غروب، وخلال الأيام القليلة المقبلة، سنقف على المدة الزمنية اللازمة لاستئناف تشغيل المحطة”، في تصريحات أدلى بها إلى صحيفة ذا بزنس ستاندرد.

محطة ماهيشكلي لاستيراد الغاز المسال
محطة ماهيشكلي لاستيراد الغاز المسال – الصورة من الموقع الرسمي لشركة إسكلريت إنرجي

تقع محطتا الغاز المسال الرئيستان في خليج البنغال، حيث توجد المحطة المملوكة لشركة سوميت غروب في منطقة ماهيشكلي في كوكس بازار، إلى جانب محطة أخرى بنتها شركة أكسيليريت إنرجي (Accelerate Energy) الأميركية.

ووفق بيانات صادرة عن شركة بتروبانغلا، فقد أتاحت إحدى المحطتين 600 مليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي المسال خلال الأيام الـ8 الأخيرة.

وخلال الأوقات الطبيعية تزود المحطتان أكثر من 1.1 مليار قدم مكعبة من الغاز إلى الشبكة الوطنية عبر تحويل الغاز المسال الطبيعي منهما.

الطلب على الغاز

يصل الطلب على الغاز في بنغلاديش إلى 4 مليارات قدم مكعبة يوميًا، يجري تلبية مليارين و635 مليون قدم مكعبة منها عبر الغاز المُنتَج محليًا، والذي شهد نقصًا بواقع مليار و365 مليون قدم مكعبة قبل أسبوع.

ونتيجة لغلق محطة الغاز الطبيعي التابعة لشركة سوميت غروب، تراجعت إمدادات الغاز المخصصة لمحطات الكهرباء -كذلك- ما أدى إلى هبوط في إنتاج الكهرباء المولدة بالغاز بنحو 1500 ميغاواط، مقارنةً بالأوقات الطبيعية.

يُشار إلى أن تلك ليست المرة الأولى التي ينقطع فيها إمدادات الغاز من المحطة العائمة نتيجة كارثة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ففي 12 مايو/أيار (2023)، وبسبب الإعصار موكا، توقفت الإمدادات من وحدتي إعادة تغويز الغاز الطبيعي المسال والتخزين؛ لأسباب أمنية.

وفي ذلك الوقت كانت هناك أزمة غاز حادة أثرت سلبًا في معدلات توليد الكهرباء والقطاعات الصناعية بالمناطق المختلفة في بنغلاديش، من بينها شيتاغونغ، ثاني أكبر مدينة في البلاد والتي تحتضن الميناء الضخم الذي يحمل الاسم نفسه.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.