ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 16 أبريل/نيسان (2024) في محاولة لتعويض الخسائر التي لحقت بها في الجلسة الماضية وسط مؤشرات على زيادة الطلب ومخاوف قطع الإمدادات.

يأتي ذلك مع نمو الاقتصاد الصيني بوتيرة أسرع من المتوقع، في حين ظلت الأسواق متوترة بسبب التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط بعد أن قالت إسرائيل إنها سترد على هجوم إيراني بصواريخ وطائرات مسيرة في مطلع الأسبوع.

كانت أسعار النفط قد قلصت خسائرها في نهاية تعاملات أمس الإثنين 15 أبريل/نيسان، بعد إعلان إيران انتهاء عملية الرد على استهداف قنصليتها في سوريا بعد هجوم بطائرات مسيرة على إسرائيل.

أسعار النفط اليوم

بحلول الساعة 06:50 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:50 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفع سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يونيو/حزيران 2024، بنسبة 0.22%، لتصل إلى 90.30 دولارًا للبرميل.

في الوقت نفسه، زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم مايو/أيار 2024، بنسبة 0.23%، لتصل إلى 85.61 دولارًا للبرميل، وفق الأرقام التي قارنتها منصة الطاقة المتخصصة.

ارتفعت أسعار النفط الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوياتها منذ أكتوبر/تشرين الأول، لكنها انخفضت أمس الاثنين بعد أن تسببت الهجمات الإيرانية، التي وصفتها حكومتها بأنها انتقامية على غارة جوية على قنصليتها في دمشق، في أضرار متواضعة.

ناقلة نفط تستعد لتفريغ حمولتها في احد المواني الصينية – الصورة من رويترز

تحليل أسعار النفط

أشار المستشار والخبير بمجال الطاقة في سلطنة عمان، مدير عام التسويق بوزارة الطاقة والمعادن العمانية -سابقًا- علي بن عبدالله الريامي، إلى أن علاوة المخاطر موجودة منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة وهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، فضلًا عن الضربات الأوكرانية على مصافي النفط في روسيا، وكلّها عوامل أثّرت في أسعار النفط.

وأكد الريامي، في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة (مقرها واشنطن) أنه مع وجود المزيد من التوترات السياسية والجيوسياسية في المنطقة، سيؤدي ذلك إلى عدم استقرار أسعار النفط الخام، ولا يستبعد أن ترتفع الأسعار في حدود 4-5 دولارات، استنادًا إلى ردّ فعل إسرائيل على الهجوم الإيراني، ما قد يرفع الأسعار إلى 100 دولار أو أكثر، إذا تطوّر الأمر إلى حرب إقليمية بين الجانبين.

ومن جانبه، قال محلل أسواق النفط بالشرق الأوسط في منصة آرغوس ميديا المتخصصة في الطاقة، نادر إیتیّم، إن ارتفاع سعر برميل النفط إلى 100 دولار لن يكون واردًا، إلّا في حالة حدوث تصعيد واضح واتّساع الصراع في المنطقة، ما يعرّض تدفقات الخام للخطر.

وأضاف في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة أنه حال عدم الرد الإسرائيلي، فإن أسعار النفط ستظل حول مستوياتها الحالية، في أواخر الـ80 دولارًا، إلى أوائل الـ90 دولارًا”.

وقال محللون في إيه إن زد ريسيرش (ANZ Research): “رد إسرائيل سيحدد ما إذا كان التصعيد سينتهي أم سيستمر، إذ لا يزال من الممكن احتواء الصراع بين إسرائيل وإيران، مع احتمال مشاركة الولايات المتحدة”، حسبما ذكرت رويترز.

استدعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين مجلس الوزراء الحربي للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة لبحث كيفية الرد على أول هجوم مباشر لإيران على إسرائيل.

وتنتج إيران أكثر من 3 ملايين برميل يوميا من النفط الخام باعتبارها منتجا رئيسيا داخل منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).

من جهة أخرى ارتفع الخامان القياسيان على خلفية النمو الاقتصادي القوي في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، إذ أظهرت بيانات حكومية أن الناتج المحلي الإجمالي الرسمي نما بنسبة 5.3% في الربع الأول على أساس سنوي، متجاوزا توقعات المحللين بشكل مريح.

وفي حين يعتبر النمو علامة ترحيب لصناع السياسات الذين يحاولون تعزيز الثقة، فإن مجموعة من المؤشرات الأخرى بما في ذلك الاستثمار العقاري ومبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي أظهرت أن الطلب لا يزال ضعيفا في مواجهة أزمة العقارات التي طال أمدها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.