عادت أسعار النفط للانخفاض بأكثر من 1.5%، خلال تعاملات اليوم الإثنين 11 نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الثانية على التوالي وسط ترقب لتطورات أوضاع السوق.
استهلت أسعار الخام تعاملاتها الصباحية على انخفاض مع انحسار التهديد بتعطل الإمدادات بسبب عاصفة أميركية، قبل أن ترتفع هامشيًا، قبل أن تتراجع ثانية وسط مخاوف من تراجع الطلب عالميًا.
وخيبت خطة التحفيز الصينية آمال المستثمرين الذين يأملون في نمو الطلب على الوقود في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم كما ضغط ارتفاع الدولار الأميركي على أسعار الخام.
ولا تزال السوق تدرس مدى تأثير سياسات دونالد ترمب في الإمدادات؛ إذ يُتوقع أن يعيد الرئيس الأميركي المنتخب فرض “سياسة الضغط الأقصى” للعقوبات على النفطَين الإيراني والفنزويلي.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، يوم الجمعة 8 نوفمبر/تشرين الثاني، على انخفاض بأكثر من 2% مع انحسار خطر تأثير إعصار في خليج المكسيك بشكل كبير، لكنها سجلت مكاسب أسبوعية.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 11:40 صباحًا بتوقيت غرينتش (02:40 مساءً توقيت مكة المكرمة)، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يناير/كانون الثاني 2025، بنسبة 1.58%، لتصل إلى 72.70 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم ديسمبر/كانون الأول 2024، بنسبة 1.80%، لتصل إلى 69.11 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
سجل الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط) خلال الأسبوع الماضي مكاسب بنسبة 1% و1.3% على التوالي وسط مخاوف من نقص الإمدادات بعد أن أغلق إعصار رافائيل ما يزيد على 20% من إنتاج النفط والغاز في خليج المكسيك.
وتلقّت أسعار النفط، خلال الأسبوع الماضي، دعمًا أيضًا من إعلان مجموعة الدول الـ8 في تحالف أوبك+، بقيادة السعودية وروسيا، تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط، البالغ نحو 2.2 مليون برميل يوميًا لمدة شهر واحد حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024، دون تغيير.
تحليل أسعار النفط
قال محلل السوق في آي جي (IG) توني سيكامور، إن حزمة التحفيز التي أعلنتها بكين في اجتماع اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، يوم الجمعة، كانت أقل من توقعات السوق، مضيفًا أن توجيهاتها المستقبلية الغامضة تشير إلى تحفيز متواضع للإسكان والاستهلاك.
وقال محللو إيه إن زد (ANZ) إن الافتقار إلى التحفيز المالي المباشر يشير ضمنًا إلى أن صناع السياسة الصينيين تركوا مجالًا لتقييم تأثير السياسات التي ستقدمها الإدارة الأميركية القادمة، حسبما ذكرت رويترز.
وأضافوا في مذكرة: “ستحول السوق حاليًا تركيزها إلى اجتماع المكتب السياسي ومؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في ديسمبر/كانون الأول؛ إذ نتوقع الإعلان عن المزيد من الإجراءات المضادة للتقلبات الدورية المؤيدة للاستهلاك”.
ولم ينمُ استهلاك النفط في الصين، المحرك العالمي لنمو الطلب العالمي لسنوات، إلا قليلًا في عام 2024 مع تباطؤ نموها الاقتصادي، وانخفض استعمال البنزين مع النمو السريع للسيارات الكهربائية وحل الغاز المسال محل الديزل بصفته وقودًا للشاحنات.
وتراجعت أسعار النفط أيضًا بعد انحسار المخاوف بشأن تعطل الإمدادات بسبب العاصفة رافائيل في خليج المكسيك الأميركي.
وظل أكثر من ربع إنتاج النفط في خليج المكسيك و16% من إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة متوقفًا عن العمل يوم الأحد، وفقًا لهيئة تنظيم الطاقة البحرية.
وأعلنت شركتا شل وشيفرون إنهما ستبدآن في إعادة نشر الأفراد في منصاتهما بخليج المكسيك لاستئناف العمليات.
وبالنظر إلى المستقبل؛ فإن حالة عدم اليقين التي تكتنف السياسات في عهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ألقت بظلالها على آفاق الاقتصاد العالمي، على الرغم من أن التوقعات بأنه قد يشدد العقوبات على منتجي أوبك إيران وفنزويلا ويخفض إمدادات النفط إلى الأسواق العالمية تسببت جزئيًا في ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 1% الأسبوع الماضي.
وقال مسؤولون تنفيذيون وخبراء في الصناعة إن أسواق النفط تتلقى الدعم أيضًا من الطلب القوي من مصافي التكرير الأميركية التي من المتوقع أن تدير مصافيها بأكثر من 90% من طاقتها لمعالجة الخام بسبب انخفاض المخزونات وتحسن الطلب على البنزين والديزل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..