ينتظر حقل بارس الجنوبي وهو أكبر حقل غاز مشترك في العالم، أعمال تطوير جديدة أعلنتها الحكومة الإيرانية لتعزيز إنتاج الغاز؛ بما يكفي لسد مستويات الطلب المحلي المتنامي على تلك السلعة الإستراتيجية.

وتخطط طهران لحفر عشرات الآبار الجديدة في الحقل المشترك مع قطر، في أعقاب أبحاث عديدة أثبتت جدوى أعمال الحفر تلك؛ ما يبشر بنتائج استكشافية واعدة.

ووفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) يُتوقع أن يقفز إنتاج إيران من الغاز بواقع 127 مليون متر مكعب يوميًا خلال العام الإيراني الجاري، الذي سينتهي في 20 مارس/آذار (2025)، إلى جانب 79 مشروعًا نفطيًا بقيمة 16 مليار دولار سيدخل حيز التشغيل خلال المدة ذاتها.

ويعاني قطاع الطاقة الإيراني قيودًا شديدةً حالت دون وصول المستثمرين الأجانب إليه منذ أن أعاد الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة المقبلة دونالد ترمب، فرض العقوبات على طهران في عام 2018.

حقل بارس الجنوبي

قال مدير عمليات الحفر في حقل بارس الجنوبي حميد رضا شافعي ماكواند، إن هناك خططًا لحفر 35 بئرًا جديدةً؛ ما سيدعم مستهدف إنتاج 36 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا خلال السنوات المقبلة.

وأضاف ماكواند أنه من الطبيعي أن تشهد حقول النفط والغاز، بما في ذلك بارس الجنوبي، تراجعًا في الإنتاجية في أعقاب سنوات عدة من التشغيل؛ ما يستلزم إطلاق مبادرات للحيلولة دون هبوط الإنتاجية، في تصريحات أدلى بها إلى وكالة شانا الإيرانية المعنية بأخبار النفط.

وتابع: “على أساس بحوثها ودراساتها، قررت شركة بارس للنفط والغاز (Pars Oil and Gas) حفر 35 بئرًا جديدةً في مراحل مختلفة في الحقل العملاق، في خطوة أولى لوقف تراجع إنتاج الغاز الطبيعي”.

وأشار إلى أن أعمال الحفر تلك ستنفذ على 17 منصة قائمة في حقل الغاز بوساطة 4 شركات محلية؛ بما في ذلك بيترو بارس (Petro Pars)، وشركة بترو إيران (Petroiran)، وشركة حفر الشمال (North Drilling)، وشركة باسارغاد إنرجي (Pasargad Energy) لتطوير الطاقة.

وباستثناء شركة بترو بارس التي تخطط لحفر 8 آبار، ستتولى الشركات الـ3 الأخرى حفر 9 آبار لكل منها، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتلامس التكلفة التقديرية الإجمالية لأعمال الحفر 1.2 مليار دولار، بحسب ما قاله مدير عمليات الحفر في حقل غاز بارس الجنوبي حميد رضا شافعي ماكواند.

ولفت ماكواند إلى أن شركة بترو إيران شرعت في تنفيذ عملية حفر البئر الأولى منذ 20 يوليو/تموز (2024)، وذلك من خلال تركيب جهاز الحفر (DCI2) على منصة المرحلة الـ12.

جانب من أعمال تطوير حقل بارس – أكبر حقل غاز مشترك في العالم – الصورة من شانا

إنتاج الغاز في إيران

في يوليو/تموز الماضي (2023)، توقّع وزير النفط جواد أوجي، أن يعزز إنتاج حقل بارس الجنوبي إنتاج إيران من الغاز؛ ما يدعم الاستهلاك المحلي، ويسهم في تعزيز مكانة طهران بصفتها مصدرًا مهمًا للطاقة، ولا سيما أن الهدف المحدد لإنتاج الحقل يلامس 56 مليون متر مكعب يوميًا.

ويتركز إنتاج حقل بارس الجنوبي على الغاز الطبيعي؛ إذ يُعَد حقل غاز طبيعي تتشارك فيه قطر وإيران، وتطلق عليه الدولة العربية الخليجية حقل الشمال، ويصنف من أكبر حقول النفط في العالم، حسب وكالة الطاقة الدولية.

ويستأثر حقل بارس بقرابة 70% من الغاز الإيراني، كما يُعد محركًا رئيسًا للصناعة وتنمية الاقتصاد في البلاد، ويوفّر مئات الآلاف من الوظائف.

وتضع تقديرات حجم احتياطيات حقل بارس الجنوبي -الذي يمتد على مساحة 3.7 ألف كيلومتر مربع- عند قرابة 14 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، و18 مليار برميل من مكثفات الغاز.

وتقع الطبقة النفطية في حقل بارس المشترك -الذي تلامس احتياطياته نحو 900 مليون برميل- على مسافة 90 كيلومترًا من ساحل إيران وعلى الحدود المشتركة مع قطر، وهي عبارة عن الامتداد الجانبي لحقل الشاهين في قطر.

79 مشروعًا جديدًا

تطور إيران 79 مشروعًا شبه منتهية بقيمة 16 مليار دولار، يُتوقع بدء تشغيلها خلال العام الإيراني الجاري، وفق تصريحات أطلقها وزير النفط الإيراني جواد أوجي في مايو/أيار (2024)، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف أوجي أن بلاده ستشرع -كذلك- في تنفيذ 50 مشروعًا جديدًا بقيمة 35 مليار دولار خلال العام الجاري، موضحًا: “هذا العام سنحقق قفزةً قويةً في الإنتاج عبر مختلف الأنشطة المرتبطة بصناعة النفط، ومنها النفط والغاز والتكرير والبتروكيماويات”.

وواصل: “لن يشهد العام الجاري صعودًا في إنتاج النفط والغاز في إيران فحسب، بل ستزيد -كذلك- السعة الإنتاجية للبتروكيماويات بواقع 6 ملايين طن، كما ستقفز سعة أنشطة التكرير بمعدل 50 ألف برميل يوميًا”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.