اقرأ في هذا المقال

  • تحتضن إسبانيا أكبر مشرع لتوليد وتخزين الطاقة الشمسية في أوروبا
  • المشروع بوابة عبور إسبانيا إلى عصر الكهرباء النظيفة
  • الطاقة الشمسية فرس رهان مدريد في مجالات عديدة، مثل تحلية مياه البحر
  • تبلغ سعة توليد الكهرباء في المشروع 100 ميغاواط/ساعة
  • يعتمد تخزين الكهرباء في المشروع على التحول الحراري لثاني أكسيد الكربون

من شأن أكبر مشروع لتوليد وتخزين الطاقة الشمسية في أوروبا إتاحة الكهرباء النظيفة ليل نهار طوال أوقات العام تقريبًا، وذلك بمجرد تنفيذه خلال سنوات.

ويُعدّ المشروع الابتكاري بوابة عبور إسبانيا، البلد المنفّذ للمشروع، إلى عصر الكهرباء رخيصة التكلفة؛ ما سُيسهم في تلبية الطلب المتنامي محليًا على تلك السلعة الإستراتيجية.

ويعتمد أكبر مشروع لتوليد وتخزين الطاقة الشمسية في أوروبا على استبدال نظام صناعي بالبطاريات التقليدية، لديه القدرة على تخزين الفائض من الكهرباء المولّدة من المحطة الشمسية عبر التحويل الديناميكي الحراري لغاز ثاني أكسيد الكربون السائل.

ووفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة، تلامس الكلفة الاستثمارية لهذا المشروع نحو 120 مليون يورو (128 مليون دولار أميركي).

(اليورو = 1.07 دولارًا أميركيًا).

مشروع ينتظر النور

تخطط مجموعة الطاقة الشمسية الإسبانية سيفورتكس (Sivortex) لتنفيذ أكبر مشروع لتوليد وتخزين الطاقة الشمسية في أوروبا، يمزج بين توليد طاقة شمسية سعة 100 ميغاواط وبين تخزين الكهرباء المولدة عبر ثاني أكسيد الكربون السائل، وفق ما أورده موقع بي في ماغازين (pv magazine).

وقدّمت الشركة خططها لمشروع أكشويل سولار (Actuel Solar) هذا الأسبوع في مدينة تيرويل شرق إسبانيا إلى المسؤولين المحليين وممثلي حكومة إقليم آراغون -منطقة تتمتع بحكم ذاتي شمال إسبانيا-.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة كارلوس باديا، إن “سيفورتكس” تخطط لاستثمار 120 مليون يورو لبناء المحطة التي ستشغل مساحة 274 هكتارًا في متنزه أعمال لا باز، وإتاحة “الاستهلاك الذاتي المشترك بسعر ثابت إلى الشركات في الإقليم”.

(الهكتار = 10 آلاف متر مربع)

وبمجرد إتمام تطويره سيدعم أكبر مشروع لتوليد وتخزين الطاقة الشمسية في أوروبا أكبر اتفاقية شراء كهرباء في الاتحاد الأوروبي، وفق ما قالته الشركة.

يقول باديا: “ستُضَحّ الاستثمارات مبدئيًا عبر مطور، ولذا لن يكون لزامًا على الشريك أن يدفع أموال تلك الاستثمارات، على الرغم من أننا نتلقى طلبات من شركات في المنطقة ترغب بالاستثمار في هذا المشروع”.

وتابع: “سنقَيم، على أيّ حال، إذا كان بمقدورنا أن نفعل ذلك في هذا المشروع أو المشروع الذي يليه”، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضح أنه ما إن قدّمت الشركة مشروع محطة الطاقة الشمسية، حتى انهالت عليها رسائل البريد الإلكتروني تطالبها بالمشاركة في المشروع، مردفًا: “لكن هذا سيتحدّد لاحقًا”.

نظام تخزين ابتكاري

في نظام التخزين الخاص بالمشروع، يحلّ نظام صناعي محلّ البطاريات التقليدية، يخزّن الفائض من الكهرباء المولدة من المحطة الشمسية عبر التحويل الديناميكي الحراري لغاز ثاني أكسيد الكربون، وعبر جهاز ضاغط يبرد الغاز، ويُخزّن في حالة سائلة في خزانات محددة أو بطاريات ديناميكية حرارية.

وخلال الليل تُعكَس العملية؛ حيث يُحوّل السائل إلى غاز مضغوط يحرك التوربينات لتوليد الكهرباء.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة سيفورتكس، إن نظام تخزين الكهرباء يُظهِر كفاءةً تصل إلى 74.4%، كما يتمتع بالعديد من المزايا مقارنةً ببطاريات أخرى اختبرتها الشركة، مثل بطاريات الليثيوم وبطاريات الجاذبية التي “تعاني مشكلات تتعلق بدورات الشحن، إلى جانب كونها ملوِثة جدًا للبيئة”.

محطة شمسية تحمل علامة شركة سيفورتكس التجارية -الصورة من موقع الشركة

وعندما تتعطل عمليات توليد الطاقة الشمسية -بسبب ظروف الطقس على سبيل المثال- مع استمرار الطلب، تبرز أهمية تلك العملية.

وقال باديا: “الدورة لا نهائية، ويمكن عكسها مرات عدّة عند الحاجة”، مردفًا: “سيفورتكس صنعت نموذجًا أوليًا من أكبر مشروع لتوليد وتخزين الطاقة الشمسية في أوروبا قبل عامين ونصف العام في مدينة ساردينيا، وأثبت كفاءةً عالميةً، وهو تقنية مبتكرة قادرة على إتاحة الكهرباء طوال اليوم بأكمله -تقريبًا-، وفي كل أنحاء العام”.

وشددت الشركة على الأهمية الإستراتيجية لتخزين الكهرباء المتجددة في الأوقات التي ينعدم فيها -أو يقلّ- السطوع الشمسي.

وفي هذا الخصوص بيّن باديا أن “هذا التوجّه سيُحدث تحولًا في قطاع الطاقة خلال السنوات المقبلة، وبطارية ثاني أكسيد الكربون لديها سعة تخزين تصل إلى 200 ميغاواط/ساعة، إلى جانب سعة أداء وظيفي تصل إلى 10 ساعات”.

182 ألف وحدة شمسية

سيستَعمِل أكبر مشروع توليد وتخزين الطاقة الشمسية في أوروبا قرابة 182 ألف وحدة شمسية سعة 540 ميغاواط، إلى جانب 28 محولًا.

وفي هذا الخصوص، أفاد الرئيس التنفيذي لشركة سيفورتكس كارلوس باديا، بأن “ميزة تلك التقنية تتمثل في أن الشركات التي تتعاقد على إنتاج هذا المشروع ستكون متاحةً لديها كهرباء بأسعار أرخص مما قد تجده في سوق الكهرباء التقليدية، لأنها لن تعتمد على السعر المتذبذب في تلك السوق؛ إذ تعرض سيفورتكس أسعارًا ثابتة على مدار مدة تتراوح بين 5 و 10 أعوام”.

وتابع: “من حيث الأداء والتكلفة، والأهم من ذلك، الصيانة، نعتقد أنه لا توجد تقنية -الآن- تفوق نظيرتها المستعملة في أكبر مشروع لتوليد وتخزين الطاقة الشمسية في أوروبا، والذي يصل عمره التشغيلي إلى 30 سنة”.

ألواح شمسية على سطح أحد المباني
ألواح شمسية على سطح أحد المباني -الصورة من موقع شركة سيفورتكس

تقنية غير مسبوقة

يعتمد أكبر مشروع لتوليد وتخزين الطاقة الشمسية في أوروبا على تقنية ستُستعمَل للمرة الأولى في إسبانيا، والتي تقوم على برنامج يُطلق عليه أكشويل (Actuel) لإدارة وتعظيم الإنتاج والاستهلاك، كما سيستعمِل الذكاء الاصطناعي لتعزيز الفاعلية والكفاءة.

وتعكف سيفروتيكس حاليًا على إنجاز خطط المشروع الذي سيُقدَّم إلى حكومة إقليم آراغون للحصول على التراخيص الإدارية والبيئية الضرورية.

ومن الممكن أن تستغرق تلك العملية ما بين 6 و8 شهور، ومن المتوقع بدء العمل بأكبر مشروع لتوليد وتخزين الطاقة الشمسية في أوروبا بحلول نهاية العام المقبل (2025).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.