يحظى أكبر مصدري المنتجات النفطية إلى أوروبا بأهمية بالغة، في الوقت الراهن؛ لدعم احتياجات القارة العجوز من الطاقة، وسط تطور المشهد الجيوسياسي بوتيرة متسارعة.
ففي أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، واجهت أوروبا أزمة غير مسبوقة لتأمين إمدادات الطاقة، خاصة مع حظر النفط والمنتجات المكررة من روسيا.
وبحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، بلغ متوسط واردات أوروبا من المنتجات النفطية 2.23 مليون برميل يوميًا خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول 2024، دون تغيير ملحوظ على أساس سنوي.
وتشهد الواردات الأوروبية زيادة ملحوظة خلال عامي 2023 و2024 مقارنة ببداية عام 2022، وتربّعت الولايات المتحدة والسعودية على قائمة أكبر مصدري المنتجات النفطية إلى أوروبا خلال تلك المدة، مع تفاوت طفيف في الواردات على أساس شهري.
وثمة زيادة واضحة في واردات أوروبا من الكويت والإمارات والهند، خاصة خلال عام 2023 وما بعده؛ ما يشير إلى توجه القارة لتنويع واردات المنتجات النفطية.
أكبر مصدري المنتجات النفطية إلى أوروبا في 2024
خلال الأشهر الـ10 الأولى من العام الجاري، كانت الولايات المتحدة أكبر مصدري المنتجات النفطية إلى أوروبا، بنسبة 21% من إجمالي الواردات الأوروبية، بمتوسط 477 ألف برميل يوميًا، وهو ارتفاع من 274 ألف برميل يوميًا خلال المدة نفسها من عام 2023، بحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة.
وتأتي المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية، بحصة تبلغ 17%، بمتوسط 381 ألف برميل يوميًا، مقارنة بـ364 ألف برميل يوميًا عام 2023.
وجاءت الهند والكويت في المراكز التالية ضمن قائمة أكبر مصدري المنتجات النفطية إلى أوروبا بحصة تبلغ 12% لكل منهما، خلال أول 10 أشهر من 2024.
وبلغت واردات المنتجات النفطية الأوروبية من الهند 271 ألف برميل يوميًا، انخفاضًا من 297 ألف برميل يوميًا خلال المدة نفسها لعام 2023، لتحتل المركز الثالث، في حين بلغت الواردات الأوروبية من الكويت 262 ألف برميل يوميًا، ارتفاعًا من 229 ألفًا، لتأتي في المركز الرابع.
الرسم البياني التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- يرصد أكبر الدول المصدرة للمنتجات النفطية إلى أوروبا خلال عام 2024:
وجاءت الإمارات في المركز الخامس ضمن قائمة أكبر مصدري المنتجات النفطية إلى أوروبا خلال الأشهر الـ10 الأولى من العام الجاري؛ إذ أسهمت بنسبة 8% من إجمالي الواردات الأوروبية، بمتوسط 179 ألف برميل يوميًا، انخفاضًا من 198 ألفًا خلال المدة المقابلة عام 2023.
وحلّت الجزائر في المرتبة السادسة ضمن قائمة أكبر مصدري المنتجات النفطية إلى أوروبا؛ فقد شكّلت قرابة 6% من إجمالي الواردات الأوروبية، بمتوسط 127 ألف برميل يوميًا، ارتفاعًا من 108 آلاف برميل يوميًا خلال المدة نفسها في عام 2023.
وخلال الأشهر الـ10 الأولى من العام الجاري بلغ متوسط الواردات الأوروبية من الدول الأخرى نحو 523 ألف برميل يوميًا، ويشكّل ذلك 24% من إجمالي الواردات، انخفاضًا من 581 ألف برميل يوميًا.
أسباب زيادة الواردات الأوروبية
لجأت دول الكتلة إلى الاعتماد على واردات المنتجات النفطية في ظل تراجع قدرة التكرير الأوروبية تدريجيًا، الذي تفاقم بسبب التوترات الجيوسياسية، ولا سيما الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي أوجد تحديات كبيرة أمام المصافي المملوكة لروسيا داخل أوروبا.
في الوقت نفسه، أجبر فرض العقوبات على النفط والمشتقات الروسية القارة على البحث عن بدائل من أسواق بعيدة، وزيادة حجم الواردات، وفق تقرير حديث صادر عن شركة “إنرجي أوتلوك أدفايزرز”.
الرسم البياني التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- يرصد واردات أوروبا من المنتجات النفطية شهريًا حسب الدولة المصدرة (2022-2024):
ورغم التوقعات السائدة من الوكالات المعنية، مثل وكالة الطاقة الدولية، بانخفاض الطلب داخل أوروبا؛ فإن الواقع يبدو مختلفًا.
فقد أشار تقرير إنرجي أوتلوك أدفايزرز إلى أن أوروبا ستبقى نقطة إيجابية للطلب على النفط، خاصة مع تباطؤ نمو الطلب من الصين والهند والولايات المتحدة عن التوقعات السابقة.
وتوقع التقرير أن تصبح الكويت ثالث أكبر مصدري المنتجات النفطية إلى أوروبا بحلول نهاية عام 2024، مع زيادة الصادرات من مصفاة الزور، متجاوزة الهند.
ورغم أن الهند تصدّر -حاليًا- منتجات نفطية إلى أوروبا مشتقة من الخام الروسي؛ فإن هذه الصادرات قانونية بسبب الثغرات المدرجة في العقوبات التي فرضتها مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي.
وفي تعليق على ترتيب قائمة أكبر مصدري المنتجات النفطية إلى أوروبا، أوضحت إنرجي أوتلوك أدفايزرز أن المملكة العربية السعودية قد تكون المصدّر الأكبر، متجاوزة أميركا، خاصة أن الواردات المصنفة على أنها قادمة من مصر تأتي من دول الخليج، مع جزء كبير يأتي من السعودية عبر خط أنابيب سوميد.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..