يثير أكبر منجم ليثيوم في أوروبا -الذي تديره واحدة من كبريات شركات التعدين العالمية- كلًا من نشطاء البيئة، ولعاب الحكومة التي تأمل في تحقيق مكاسب مليارية من تشغيله، خاصة بعد قرار محكمة يسمح بتطوير المشروع.

ويطالب المحتجون شركة ريو تينتو الأسترالية، المسؤولة عن المشروع الذي يقع في صربيا، بخطة استثمارية تبلغ قيمتها 2.4 مليار دولار، وتعليق نشاطه، حتى قبل بدء التشغيل، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ومنجم الليثيوم الصربي يمثل جزءًا من أدوات الدولة وأوروبا في تأمين موارد خام رئيسة في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، التي تعول عليها في كهربة قطاع النقل والإسهام في تحقيق الحياد الكربوني.

كما يدعم هذا المشروع وغيره، القارة العجوز في كسر هيمنة الصين على خامات ومعادن إنتاج السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة، والتي بدأت تثير كثيرًا من الحروب التجارية بين الطرفين مؤخرًا.

مشروع ريو تينتو في صربيا

ينظم عدد من مجموعات المعارضة ونشطاء البيئة وقفة احتجاجية، اليوم السبت 10 أغسطس/آب 2024، ضد منجم الليثيوم الصربي، الذي يُعَد الأكبر في أوروبا، حال تشغيله، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ.

وتكشف هذه الاحتجاجات عن مشكلات تواجهها صناعة التعدين الأوروبية، خلال وقت تسعى فيه القارة إلى تأمين احتياجاتها من مواد تحول الطاقة.

ومنجم الليثيوم الصربي، بالنسبة لـ”ريو تينتو” الأسترالية، وهي ثاني أكبر شركة تعدين في العالم، يمثل ركيزة أساسية لتحويل اعتمادها على خامات الصلب إلى معادن أخرى.

وبسبب الاحتجاجات العارمة والناجمة عن مخاوف لدى نشطاء البيئة من أن منجم الليثيوم الصربي سيؤدي إلى تلوث واسع النطاق، اضطرت الحكومة إلى حظر العمل به عام 2022، لكن قرار محكمة صادرًا الشهر الماضي ألغى الحظر.

ويأتي الاحتجاج واسع النطاق اليوم ضد أكبر منجم ليثيوم في أوروبا، بعد نحو 12 وقفة احتجاجية أصغر حجمًا من قبل، ليس ضد الشركة الأسترالية فحسب، بل أيضًا ضد الرئيس ألكسندر فوتشيتش، أكبر الداعمين للمشروع، الذي يأمل في أن يدعم اقتصاد بلاده به.

وكان وزير المالية سينيسا مالي، قد قال، في وقت سابق، إن منجم الليثيوم قد يدر على البلاد إيرادات سنوية تبلغ 12 مليار يورو (13 مليار دولار أميركي)، إذ اكتمل نشاطه مع صناعة بطاريات السيارات الكهربائية المحلية.

اليورو = 1.09 دولارًا أميركيًا.

وزير المالية الصربي سينيسا مالي – الصورة من فيجيستي

الليثيوم في صربيا

وقّعت صربيا مع الاتحاد الأوروبي، اتفاقًا، الشهر الماضي، لتزويدها بالمعادن الحيوية، بالتركيز على الليثيوم، كما وقّعت شركات سيارات عالمية مثل “مرسيدس بنز” و”ستيلانتيس” خطابات نوايا مع مسؤولين صرب لتطوير مشروعات بطاريات سيارات كهربائية في الدولة الأوروبية.

وتمثل هذه الخطوات دافعًا قويًا لبدء العمل في منجم الليثيوم الصربي، ومقاومة المحتجين، غير أن مناهضي المشروع قد يكونون عائقًا ضد استكماله، خاصة أنهم يعتقدون أن له آثارًا مدمرة في البيئة المحيطة.

وفي وقت سابق من أغسطس/آب 2024، أشارت ورقة بحثية بعنوان “تأثير أنشطة الاستكشاف لمشروع تعدين الليثيوم المحتملة على البيئة في غرب صربيا”، إلى أن منجم الليثيوم الصربي سيُلحِق ضررًا كبيرًا بالبيئة، فضلًا عن تأثيره المدمر في المياه الجوفية والتربة، وفقدان التنوع البيولوجي بالمنطقة، وتراكم كميات كبيرة من المخلفات الخطرة.

وتوقّعت الورقة البحثية، التي نشرتها مجلة نيتشر العلمية، أن يودي استخراج خامي الليثيوم والبورون ومعالجتهما داخل المجمع الصناعي، بحياة 20 ألف مواطن صربي.

وأفاد العلماء المسؤولون عن الورقة البحثية بأن رواسب تعدين الليثيوم في صربيا لا تستحق التطوير؛ بالنظر إلى المخاطر البيئية، التي قد تؤدي إلى تدمير واحدة من 3 مناطق فقط تحتوي على المياه في البلاد.

وفي فبراير/شباط 2022، نصب المتظاهرون خيامًا أمام مبنى رئاسة صربيا، مطالبين بوقف التنقيب عن الليثيوم؛ لأسباب بيئية.

وفي عام 2021، أغلق آلاف الأشخاص الطرق في مظاهرات ضد دعم الحكومة لمشروع “جادار” التابع لشركة ريو تينتو، وهو ما انتهى إلى تعليق التراخيص، وأعلنت ريو تينتو قلقها، خاصة أن المشروع سيجعل الشركة من أكبر 10 منتجين لليثيوم في العالم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.