حققت السيارات الكهربائية على مدار السنوات القليلة الماضية انتشارًا ملحوظًا، مستندة في ذلك على دعم كبير كانت تقدّمه الحكومات لهذا النوع من وسائل النقل النظيف، إلّا أن هذا الدعم أصبح يمثّل أزمة بالنسبة لصنّاع السياسات.

ويوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة، الدكتور أنس الحجي، أن هذه السيارات أصبحت لها انعكاسات على أشياء كثيرة في حياة البشر خلال السنوات القليلة الماضية.

جاء ذلك خلال حلقة من برنامج “أنسيات الطاقة“، قدّمها الحجي من دولة الكويت، بمنصة “إكس” (تويتر سابقًا)، وذلك تحت عنوان “هل ستنفجر فقاعة السيارات الكهربائية؟”، وحلّ ضيفًا عليه خلالها الباحث في وحدة أبحاث الطاقة الدكتور رجب عز الدين.

وقال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن هناك تطورات كبيرة حدثت مؤخرًا في مجال صناعة السيارات الكهربائية وانتشارها، ولكن عند الحديث عن هذه التطورات يجب إدارة بعض الحقائق على أرض الواقع، وهي كالتالي:

إعانات السيارات الكهربائية

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) الدكتور أنس الحجي، إن الأمر الأول الذي يجب إدراكه -وتكرَّر على مدار السنوات الماضية في مساحات “أنسيات الطاقة” المختلفة- أن الدول بدأت الآن تفكر في فرض ضرائب على السيارات الكهربائية.

وأضاف: “في السابق، كانت هذه الدول تمنح هذا النوع من السيارات الذي يعتمد على الكهرباء بالكامل إعانات، ولكنها الآن خسرت، لأن عدد هذه السيارات توسّع وزاد بشكل كبير، فخسرت الدول إيرادات الضرائب من البنزين والديزل”.

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن الضرائب على البنزين والديزل كانت هائلة، إذ تجاوزت حاجز الـ500 مليار دولار سنويًا في أوروبا وحدها، لذلك فإن هناك خسائر ضخمة لهذه الدولة.

ولفت الحجي إلى أن السياسيين في النهاية يريدون الترشح للانتخابات، لأنهم يمكنهم التحكم في كثير من الأشياء، وهذه الأشياء والأمور لن يتحكموا فيها إلّا بوجود الأموال، فإذا غابت هذه الأموال لسبب أو لآخر نقصت قوّتهم.

لذلك، وفق الحجي، هناك تطور كبير على المستوى العالمي فيما يخص السيارات الكهربائية، وفي الولايات المتحدة وحدها توجد 17 ولاية تفرض ضرائب إضافية على هذه السيارات.

وتابع: “الأمر الأخر الذي يجب إدراكه هو ارتفاع أسعار النحاس بشكل كبير، والحقيقة أنه لا يمكن الحديث عن الكهرباء بأيّ مكان في العالم دون الحديث عن النحاس، ولا يمكن الحديث عن السيارات الكهربائية دون الحديث عن النحاس”.

عاملان في إحدى شركات تصدير النحاس في زامبيا
عاملان بإحدى شركات تصدير النحاس في زامبيا – الصورة من بلومبرغ

أزمة ارتفاع أسعار النحاس

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن ارتفاع أسعار النحاس بشكل كبير أدى إلى قطع اللصوص أسلاك الكهرباء لشواحن السيارات الكهربائية في أماكن وجودها، لكن الغريب أنّ هذا يحدث في أميركا.

وأضاف: “يحدث هذا في الولايات التي تعدّ الأكثر دعمًا للسيارات الكهربائية، وهي كاليفورنيا، كما أنه يحدث في بعض المدن الأوروبية، إذ تذهب السيارات إلى أماكن الشواحن، فلا يمكنها الشحن على الإطلاق، لأن اللصوص قطعوا الأسلاك التي تحتوي على النحاس لبيعها في السوق السوداء بأسعار مجزية”.

ولفت إلى أن هناك مشكلة كبيرة أخرى تتعلق بموضوع النحاس، إذ إن كل الدراسات التي أجريت على الحاجة إلى النحاس، كشفت أنه في حالة الرغبة بتحويل كل شيء، والتحول إلى الطاقات الشمسية والرياح والكهرومائية، وكذلك السيارات والشاحنات الكهربائية، فلا يوجد نحاس يكفي في العالم.

محطة لشحن السيارات الكهربائية
محطة لشحن السيارات الكهربائية

لذلك، وفق الدكتور أنس الحجي، فإنه بغضّ النظر عن الاستثمار في مجال التنقيب عن النحاس، فإن كمياته نفسها لن تكفي، أي إنه إذا توافرت الاستثمارات وتوفر النحاس بأسعار رخيصة، لا توجد كميات كافية من النحاس في العالم.

ويرى الحجي أن التطور المتعلق بالضرائب مهم، وكذلك التطور المتعلق بالنحاس، وسبق أن غطّت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) موضوع الارتفاع الهائل في تكاليف التأمين، وهذا ينطبق على كل السيارات الكهربائية، ما عدا شركة تيسلا.

وتابع: “الآن في بعض الدول الأوروبية، يبلغ تكليف التأمين على السيارات الكهربائية ما يعادل 8000 دولار سنويًا، وهو رقم ضخم للغاية بالنظر إلى مختلف التكاليف الأخرى، أو منفردًا”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.



رابط المصدر

شاركها.