بعد ساعات من انتهاء اجتماعات تحالف أوبك+، التي أقرت عددًا من القرارات المرتبطة باستمرار خفض إنتاج النفط، سواء التخفيضات الرسمية من جانب التحالف، أو التخفيضات الطوعية التي اتفقت عليها بعض دوله، بدأت الأخبار والتحليلات المغرضة تنتشر بتوقعات غير صحيحة.
ويوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن الأخبار المغرضة المتعلقة بالتخفيض، وبالقرارات التي صدرت خلال اجتماعات التحالف كثيرة، يتضح منها أن البعض لم يفهم القرارات بصورة واضحة.
جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج “أنسيّات الطاقة“، قدّمها الدكتور أنس الحجي على مساحات منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، تحت عنوان “أسواق النفط وقرارات أوبك+.. لماذا انخفضت أسعار النفط؟”.
ولفت إلى أن تحالف أوبك+ أجرى 3 تخفيضات، كان الأول منها في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2022، وهو تخفيض لكل الدول بالتساوي، وهذا التخفيض مُدّد في السابق، والآن جرى تمديده حتى نهاية 2025.
تخفيضات إنتاج دول أوبك+
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) الدكتور أنس الحجي، إن التخفيض الأول الذي اتفقت عليه دول أوبك+ في أكتوبر/تشرين الأول 2022 بلغ نحو مليوني برميل يوميًا، ومُدّد حتى نهاية العام المقبل 2025.
أما التخفيض الثاني فهو تخفيض طوعي من جانب بعض الدول الأعضاء في التحالف، التي يبلغ عددها 9 دول في ذلك الوقت، وهو بحدود 1.65 مليون برميل يوميًا تقريبًا، وهذا التخفيض مُدّد أيضًا حتى نهاية العام المقبل.
وأوضح الدكتور أنس الحجي، أن التخفيض الثالث طوعي أيضًا، وهو بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا، وكان من المقرر أن ينتهي بنهاية شهر يونيو/حزيران الجاري 2024، ولكنه مُدّد لربع واحد، حتى نهاية شهر سبتمبر/أيلول المقبل.
وأضاف: “المفاجئ في الأمر أن دول أوبك+ قررت إنهاء هذا التخطيط تمامًا، الخاص بالتخفيض الثالث، بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا، بداية من نهاية سبتمبر/أيلول 2024، على أن يجري التخلص من هذا التخفيض بالكامل خلال عام”.
ومن ثم، وفق الحجي، ستكون هناك زيادة تدريجية في حصص هذه الدول، لإنتاج المزيد من النفط الخام، بداية من شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024، حتى نهاية شهر سبتمبر/أيلول 2025، وهذه الزيادة ستكون بحدود 180 ألف برميل يوميًا، خلال الأشهر الـ3 الأخيرة من العام الجاري.
وتابع: “بعد ذلك، من المقرر أن ترتفع هذه الزيادة إلى 212 أو 213 ألف برميل يوميًا، خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام المقبل 2025، وهذا يُبقي الإنتاج على ما هو عليه بعد ذلك، لأن باقي التخفيضات مستمرة حتى نهاية 2025”.
ويوضح الجدول التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ في عام 2025، قبل إضافة أيّ تخفيضات طوعية:
ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن ما أثار البعض هو موضوع زيادة الإنتاج بعد انتهاء التخفيض، وإعادة كمية 2.2 مليون برميل يوميًا إلى السوق، إذ فهموا الأمر بصورة خاطئة، ما أسهم في انخفاض أسعار النفط، إذ توقع البعض أن تضيف دول أوبك+ خفضًا إضافيًا.
لماذا انخفضت أسعار النفط؟
قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أسعار النفط تراجعت بعد كل القرارات السابقة التي اتخذتها دول تحالف أوبك+ منذ عام 2022، إذ إن انخفاض الأسعار بوجه عام ليس مفاجئًا في هذه الحالة.
وأوضح أنه يمكن النظر إلى انخفاض أسعار النفط من ناحية إيجابية تمامًا، وهي أنه كان هناك قلق من جانب البعض بشأن إمدادات النفط في المستقبل، ولكن الآن يمكن لهؤلاء أن يرتاحوا بعدما أيقنوا أنه لا توجد مشكلة على الإطلاق، ولا يوجد داعٍ للاستثمار أو شراء العقود، لأن الوضع مستقر.
وأضاف: “الإشكالية الآن -التي يثيرها البعض- هي: هل تتحمل السوق هذه الإضافة؟ ولماذا خفّض محللو بنك غولدمان ساكس وغيرهم توقعاتهم لأسعار النفط؟”، مجيبًا بأن هؤلاء يرون أن إعادة هذه الكميات إلى السوق ستخفض الأسعار.
ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن هناك أخطاء منهم -أيضًا- تتعلق بهذا التخفيض، من ضمنها تجاهلهم لأمر مهم جدًا، وموجود في نص الاتفاق والتصريح الصحفي أيضًا، وهو أن هذا التخفيض مشروط بوضع السوق.
وتابع: “رأينا مرونة كبيرة من قبل هذه الدول، فهناك شرط أن وضع السوق إذا لا يتحمل فهم لن يعيدوا التخفيضات ولن يزيد الإنتاج، أو سيزيدونه بكميات أقل، لذلك فهم تجاهلوا هذه العبارة تمامًا، وتجاهلوا أيضًا أن الزيادات على مدى 12 شهرًا، ولن تأتي إلى السوق فجأة، في البداية ستعود بمقدار 180 ألف برميل، ثم تأتي بعدها 212 ألف برميل يوميًا”.
وأشار إلى أن هذا الأمر يأتي على افتراض أن كل الدول ستزيد الإنتاج بالفعل، لأن هناك شكوكًا كبيرة حول هذا الأمر، فالشكوك تدور حول قدرة روسيا على زيادة الإنتاج، وكذلك الإمارات، والعراق الذي قرر قبل شهرين تثبيت الإنتاج.
وعن تثبيت إنتاج النفط في العراق، قال الدكتور أنس الحجي إنه إذا كان لدى العراق معلومات بشأن إنهاء تحالف أوبك+ للتخفيضات وزيادة الإنتاج فعليه تثبيت الإنتاج على سبيل التعويض، لأن هذا من الشروط الأساسية للدول التي زادت الإنتاج فوق الحصص المقررة لها، وهي العراق وقازاخستان وروسيا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..