اقرأ في هذا المقال

  • وقود الطائرات المستدام رقم مهم في معادلة الحياد الكربوني
  • وقود الطيران المستدام هو نوع من الوقود الحيوي المصنّع من مواد نباتية
  • قد يسهم وقود الطيران المستدام بنحو 65% من خفض الانبعاثات في قطاع الطيران العالمي
  • ارتفاع تكلفة الإنتاج هو العائق الأول أمام التوسع في استعمال هذا الوقود
  • أعلنت الإمارات خريطة طريقة وطنية لوقود الطائرات المستدام

رصد تقرير حديث لمنظمة أوابك تسارع وتيرة تحول الدول نحو تطوير وقود الطائرات المستدام، الذي أضحى رقمًا مهمًا في معادلة التحول الأخضر العالمية خلال السنوات الأخيرة.

وهذا الوقود الإستراتيجي هو نوع من الوقود الحيوي المُنتَج من مواد نباتية، مثل الذرة وزيت الطهي والدهون الحيوانية والنفايات الزراعية.

غير أن وقود الطائرات المستدام الذي يُراهَن عليه لإزالة الانبعاثات من قطاع النقل العالمي، ما زال يواجه تحديات تعوق التوسع في إنتاجه مثل ارتفاع تكلفة تصنيعه إلى جانب انعدام البنية التحتية والدعم اللوجستي ذات الصلة.

ووفق تقديرات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) من الممكن أن يسهِم وقود الطيران المستدام بنحو 65% من خفض الانبعاثات التي يستهدفها قطاع الطيران العالمي لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

تحديات وفرص

يبرز وقود الطائرات المستدام بصفته خيارًا واعدًا كمصدر طاقة منخفض الكربون في قطاع النقل العالمي؛ ما يؤدي دورًا حاسمًا في تسريع الجهود المناخية التي تحتل أولويةً على أجندات الدول.

وترصد دراسة حديثة صادرة عن منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) التحديات التي تعترض فرص تطوير وقود الطائرات المستدام واستعماله على نطاق واسع، بما في ذلك ارتفاع تكلفة تصنيعه، إلى جانب انعدام البنية التحتية اللازمة لكافة مراحل إنتاجه.

وتُعد تكلفة الإنتاج العائق الأول أمام التوسع في استعمال هذا الوقود في قطاع الطيران العالمي؛ إذ يتراوح السعر من نحو ضعفين إلى 8 أضعاف سعر وقود الطيران التقليدي.

لكن من المتوقع أن تضيق الفجوة بين تكلفة النوعين تدريجيًا مستقبلاً، لا سيما بعد تطبيق نظام تجارة الانبعاثات، حسب تقرير أوابك.

كما أن بعض التقنيات المُستعمَلة في إنتاج وقود الطيران المستدام تتسم بارتفاع التكاليف الاستثمارية التي تمثل ما يتراوح من 50% إلى 70% من إجمالي تكاليف الإنتاج مثل تقنية فيشر- تروبش المُستعمَلة لمعالجة الغازات بهدف إنتاج الوقود.

كما أن استعمال الزيوت النباتية في تصنيع وقود الطائرات المستدام قد أدى إلى مخاوف بيئية ناجمة عن استعمال الأراضي الزراعية لأغراض غير غذائية؛ ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية الأخرى.

إلى جانب ذلك يحتاج وقود الطائرات المتجدد إلى بنية تحتية باهظة التكاليف.

وضربت دراسة “أوابك” مثالاً بدولة البرازيل التي شرعت في إنتاج الإيثانول الحيوي منذ عام 1970، وعلى الرغم من الدعم الحكومي السخي، فقد استغرق البلد اللاتيني ما يزيد على 30 عامًا لبناء سلاسل إمدادات حتى وصل معدل إنتاجها إلى مستوى يلبي قرابة 40% من إجمالي الطلب على وقود وسائل النقل.

كما يتطلب إنتاج وقود الطائرات المستدام عملية عالية الكفاءة لتحويل المواد الخام إلى وقود قابل للاستهلاك، من حيث ارتفاع معدل استهلاك الطاقة، وصعوبة التخلص من النفايات الناتجة عن العملية، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

طائرة تعمل بالوقود المستدام – الصورة من WSP

7 دول عربية تتنافس

على الرغم من امتلاك معظم الدول العربية احتياطيات نفط وغاز ضخمة، إلا أن العديد من تلك الدول تمضي قدمًا نحو تنويع مزيج الطاقة وتقليص الانبعاثات؛ إذ تسنح لها فرصة ذهبية لأن تصبح من الدول الرائدة في إنتاج وتصدير وقود الطائرات المستدام.

وما يعضد أهداف الدول العربية في هذا الخصوص هو امتلاكها بنية تحتية وموارد تمويل لمشروعات الطاقة المتجددة، ونباتات صالحة لإنتاج الوقود المستدام مثل الطحالب التي يمكن زراعتها في المياه المالحة، وبعض النباتات المقاومة للجفاف مثل الجاتروفا، من بين عوامل أخرى عديدة.

وفيما يلي 7 دول عربية خطت خُطوات واسعة في مجال إنتاج وقود الطيران المستدام، وفق دراسة أوابك:

1-الإمارات

أعلنت الإمارات خريطة طريقة وطنية لتطوير وقود الطائرات المستدام، حددت بموجبها هدفًا لتحقيق إنتاج سنوي يصل إلى 700 مليون لتر من هذا الوقود بحلول نهاية العقد الحالي (2030)؛ ما يسهم في خفض قرابة 4.8 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون.

2-البحرين

شرعت البحرين في استعمال وقود الطائرات المستدام من خلال شركة طيران الخليج، شركة الخطوط الجوية الرسمية في البلاد، وفق تقرير أوابك الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتأتي تلك المبادرة من منطلق التزام المملكة بالمتطلبات الدولية لخفض الانبعاثات الكربونية لقطاع الطيران.

3- السعودية

أبرمت شركتا أرامكو السعودية الحكومية ونظيرتها الإيطالية إيني اتفاقيةً مع شركة يونايتد إيرلاينز الأميركية، أكبر شركة طيران في العالم، للانضمام إلى جهود شركة أو إكس سي سي يو (OXCCU) البريطانية لبحث سًبُلْ خفض التكلفة الباهظة المرتبطة بوقود الطائرات المستدام.

طائرة تتزود بوقود الطائرات المستدام
طائرة تتزود بوقود الطائرات المستدام -الصورة من agro-chemistry

4-قطر

أبرمت شركة الخطوط الجوية القطرية اتفاقيةً مع شركة شل متعدة الجنسيات لتوريد 3 آلاف طن متري من وقود الطائرات المستدام النقي في مطار شيفول في العاصمة الهولندية أمستردام، حسب تقرير أوابك.

وتهدف الخطوة إلى تمكين شركة الخطوط الجوية القطرية من مزج وقود الطيران المستدام بنسبة 5% على الأقل خلال السنة المالية 2023-2024 كخطوة أولى من المستهدف المحدد بنسبة 10% من إجمالي كمية الوقود المستَهلَك بحلول عام 2030.

5- الكويت

نجحت شركة البترول الكويتية المتفرعة من مؤسسة البترول الكويتية كيه بي سي (KPC)، والتي تعمل تحت اسم كيو8 (Q8) في أوروبا، في إثبات حضورها بقوة في سوق وقود الطائرات المستدام.

واحتلت المؤسسة من خلال شركة كيو8 أفييشن (Q8Aviation)، موقعها كمورد رئيس لوقود الطائرات المستدام في أوروبا، مستفيدةً من تراجع صناعة تكرير النفط في تلك المنطقة.

6- عمان

أبرمت هيئة الطيران المدني مذكرة تعاون مشتركة مع شركتي أوكيو العمانية وسكاي إنرجي (Sky Energy)، لدراسة تطوير منشأة لتصنيع وقود الطيران المستدام في السلطنة.

ويأتي هذا المشروع في إطار خُطط تستهدف تعزيز انتشار الوقود الأخضر في سلطنة عمان، والاستفادة من مقوماتها الهائلة لدعم إنتاج وقود الطائرات المستدام عالميًا، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

7- مصر

أبرمت الشركة المصرية لتدوير النفايات الصلبة إيكارو (ECARU) وشركة القلعة القابضة، وشركة أكسنس (Axens) الفرنسية اتفاقية لإعداد دراسات اقتصادية وفنية لمشروع إنتاج الإيثانول الحيوي ووقود الطائرات المستدام.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.