اقرأ في هذا المقال
- سيبنى المشرع في ميناء لوبمين الصناعي المطلّ على بحر البلطيق
- محطة لوبمين لاستيراد الهيدروجين الأخضر تمهّد الطريق لتوسيع تجارة هذا الوقود
- تواجه ألمانيا تحديات كبيرة تعرقل تحول الطاقة لديها
- يُنتِج المشروع قرابة 30 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا
- يستعمل المشروع أول وحدة عائمة لتكسير الأمونيا الخضراء في العالم
تفتح أول محطة عائمة لاستيراد الهيدروجين الأخضر في العالم الباب أمام تداول تجارة هذا الوقود المستقبلي النظيف على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا؛ ما يُسهم بجهود تحول الطاقة في القارة العجوز.
وسيُبنى المشروع في ميناء لوبمين الصناعي المطلّ على بحر البلطيق شمال شرق ألمانيا، ومن المقرر أن يدخل حيز التشغيل أوائل عام 2026.
وما تزال ألمانيا تواجه تحديات كبيرة تعرقل تحول الطاقة لديها، عبر التخلص -تدريجيًا- من استعمال الوقود الأحفوري، ويبرز الهيدروجين النظيف بديلًا مثاليًا لسدّ احتياجات الطاقة وتحقيق أهداف برلين في إزالة الانبعاثات الكربونية، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتعوّل دول وسط أوروبا على أول محطة عائمة لاستيراد الهيدروجين الأخضر في العالم بتقليص البصمة الكربونية في العديد من القطاعات التي تَصعُبْ إزالة الكربون منها، مثل تصنيع الفولاذ والمواد الكيميائية.
خطوة عملية
أبرمت شركة هوج للغاز الطبيعي المسال (Höegh LNG) النرويجية ونظيرتها الألمانية دويتشه ريغاز (Deutsche ReGas) المشغّلة لمحطات الغاز المسال اتفاقية لتطوير أول محطة عائمة لاستيراد الهيدروجين الأخضر في العالم.
ومن المخطط أن يكون المشروع -كذلك- أول وحدة عائمة لتكسير الأمونيا الخضراء في العالم، وسيكون لديه القدرة على إنتاج قرابة 30 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، ستُغذَّى بها الشبكة الرئيسة في ألمانيا، وفق بيان صحفي حديث منشور في الموقع الإلكتروني لشركة دويتشه ريغاز.
وبموجب اتفاقية أول محطة عائمة لاستيراد الهيدروجين الأخضر في العالم، ستتيح شركة هوج للغاز المسال تقنية تكسير الأمونيا الخضراء المُستعمَلة في المشروع، بينما ستكون دويتشه ريغاز مسؤولة عن توفير البنية التحتية البرية للمشروع، إلى جانب تولّي أعمال التنسيق العام للمشروع بأكمله، بما في ذلك استصدار التراخيص ذات الصلة ومهام التسويق في المحطة.
تقنية تكسير الأمونيا
يمثّل المشروع تحركًا مهمًا نحو استعمال وحدة تكسير الأمونيا الخضراء وتحويلها إلى هيدروجين أخضر، بوصفها بنية تحتية رئيسة لاستيراد الهيدروجين الأخضر في كل أنحاء الدول الأوروبية.
ويعكف مطوّرو المشروع -حاليًا- على تجربة تلك التقنية الابتكارية في مدينة ستورد الواقعة في في مقاطعة فيستلاند النرويجية.
ويجمع مشروع تطوير أول محطة عائمة لاستيراد الهيدروجين الأخضر في العالم عددًا من الشركاء البارزين، أمثال: وارتسيلا الفنلندية (Wärtsilä) لمقاولات الطاقة المحدودة، ومعهد تقنيات الطاقة (the Institute for Energy Technology)، وشركة بي إيه إس إف (BASF) الألمانية متعددة الجنسيات وأكبر مُنتِج للكيماويات في العالم، ومركز كاتابولت النرويجي للطاقة المستدامة (the Sustainable Energy Norwegian Catapult Centre)، وجامعة جنوب شرق النرويج.
قواعد اللعبة تتغير
لا تمثّل أول محطة عائمة لاستيراد الهيدروجين الأخضر في العالم إنجازًا تقنيًا فحسب، بل إنها تجسّد -أيضًا- خطوة مهمة بتسريع جهود إزالة الكربون في أوروبا.
ومن خلال تسهيل استيراد الهيدروجين بتكلفة منخفضة، ستمكّن تلك المبادرة ألمانيا، وربما بلدانًا أوروبية أخرى، من الوصول إلى هذا الوقود النظيف؛ ما يساعد على تسريع التحول إلى مصادر الطاقة المستدامة.
كما يُعوَّل على التعاون الوثيق بين شركة هوج للغاز المسال الطبيعي وشركة دويتشه ريغاز في تغيير قواعد اللعبة في صناعة الطاقة النظيفة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
فعبر تعظيم الاستفادة من القدرات المتطورة لشركة هوج في مجال تكسير الأمونيا وتحويلها إلى هيدروجين، تستهدف أول محطة عائمة لاستيراد الهيدروجين الأخضر في العالم تلبية الطلب المطّرد على هذا الوقود المستقبلي منخفض الكربون، مع الإسهام في تحقيق أهداف المناخ الأوسع في أوروبا.
ومع تقدُّم أعمال تنفيذ المشروع التجريبي في النرويج، ستتركّز الأنظار على مدى تحقيق النتائج المرجوة؛ ما قد يمهّد الطريق أمام تنفيذ حلول مماثلة على الصعيد العالمي.
ومن المخطط أن تصبح محطة استيراد الهيدروجين العائمة تلك نموذجًا لمشروعات استيراد الهيدروجين المستقبلية؛ ما يعكس الدور الحاسم الذي يمكن أن تؤديه تلك التقنية الإبداعية في إشعال ثورة الطاقة النظيفة.
تضافر الجهود
يسلّط المشروع الضوء على أهمية التعاون الدولي وتطوير الإبداع التقني في مواجهة قضايا المناخ.
كما تمثّل الشراكة بين هوج للغاز المسال الطبيعي ودويتشه ريغاز شهادةً لما يمكن تحقيقه عندما تتضافر جهود قادة الصناعة لتحقيق هدف مشترك يتمثل في مستقبل أكثر نظافة واستدامة.
وقال العضو المنتدب في شركة دويتشه ري غاز إنغو واغنر: “اتفاقيتنا مع هوج للغاز المسال تفتح صفحةً جديدةً مهمة في إستراتيجية تحول الطاقة في ألمانيا ومسيرة التطوير في شركتنا”.
وأضاف واغنر: “ولذلك فإن مشروع أول محطة عائمة لاستيراد الهيدروجين الأخضر في العالم هو بمثابة حجر أساس لإزالة الكربون من المناطق الصناعية في شرق ألمانيا وجنوبها”.
وتابع: “يعزز المشروع الواقع في مدينة لوبمين مكانة ولاية مكلنبورغ فوربومرن شمال ألمانيا بصفتها قوةً في قطاع الطاقة الخضراء، ونحن متحمسون لهذه الخطوة التالية في تعاوننا مع شركة هوغ للغاز الطبيعي المسال”.
يُشار إلى أن شركة دويتشه ريغاز هي مشغّل محطات الغاز المسال الوحيدة المموّلة بوساطة القطاع الخاص في ألمانيا، وتحديدًا في بلدة موكرن، وقبل ذلك في لوبمين.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة هوغ للغاز الطبيعي المسال إريك نيهايم: “استيراد الهيدروجين من منتجين عالميين لا غنى عنه في تحقيق إزالة الكربون من القطاع التصنيعي”، بتصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح نيهايم: “عبر استعمال عناصر بنية تحتية بحرية قائمة مع حلول التكسير الإبداعية لدينا، سنكون قادرين على الوصول إلى هيدروجين ذي تكلفة تنافسية في غضون السنوات القليلة المقبلة”.
وتابع: “العناصر الرئيسة الضرورية مثل الخبرات والتقنيات والبنية التحتية موجودة، ونحن سعداء بالتعاون والشراكة مع دويتشه ريغاز لإنجاز هذا المشروع، وتسريع تحول الطاقة في ألمانيا”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..