يستعد قطاع الطاقة النظيفة في أميركا لتحقيق نمو غير مسبوق، خلال العام الجاري (2024)، مع احتمال إضافة 65 غيغاواط من السعة الجديدة؛ ما يمثل زيادة بنحو 25% عن مستويات 2023.
ويأتي ذلك رغم التحديات المستمرة التي يواجهها قطاع الطاقة، مثل المشكلات المتعلقة بالتراخيص ودمج المشروعات الجديدة في شبكة الكهرباء.
وبحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، من المتوقع أن يبلغ متوسط تركيبات الطاقة النظيفة السنوية في الولايات المتحدة 102 غيغاواط بحلول عام 2035، وهو ما يمثل زيادة 4 أضعاف عن متوسط 26 غيغاواط على مدى العقد الماضي.
ورغم أن تقدم قطاع الطاقة النظيفة في أميركا ليس خاليًا من التحديات، وخاصة في ضوء الانتخابات المرتقبة خلال نوفمبر/تشرين الثاني؛ فإن زخم النمو يشير إلى استمرار ازدهار القطاع؛ مدفوعًا بالأسعار التنافسية والمتطلبات البيئية وزيادة الطلب من الشركات والمرافق.
أرقام قياسية
يتوقّع تقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس إضافة أكثر من 950 غيغاواط من طاقتي الشمس والرياح إلى شبكة الكهرباء الأميركية بين عامي 2024 و2035، إلى جانب 231 غيغاواط إضافية من سعة تخزين الكهرباء.
وسيؤدي مزيج من الدعم السياسي القوي والمزايا الاقتصادية للطاقة المتجددة وأهداف الشراء للشركات والمرافق إلى ترسيخ هذا النمو.
وكشف تقرير “توقعات سوق الطاقة النظيفة في أميركا للنصف الثاني من عام 2024” عن توقعات بنشر 34.2 غيغاواط من الطاقة الشمسية على نطاق المرافق لعام 2024، بزيادة 6% عن التوقعات السابقة في تقرير النصف الأول من عام 2024، وبارتفاع 28% مقارنة بعام 2023.
ومن المقرر أن تقود تكساس وجنوب شرق البلاد النمو في قطاع الطاقة الشمسية واسعة النطاق؛ حيث من المتوقع أن تضيف كل من المنطقتين 8 غيغاواط.
بينما ستتجاوز الإضافات الجديدة في قطاع تخزين الكهرباء 10 غيغاواط لأول مرة في عام 2024، بقيادة كاليفورنيا وتكساس.
على النقيض من ذلك، ستواجه طاقة الرياح البرية بعض التحديات، مع إضافة 6.9 غيغاواط فقط من السعة الجديدة عام 2024، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ويسهم العديد من العوامل الرئيسة في تباطؤ نمو طاقة الرياح؛ من بينها تأخير مواعيد تسليم التوربينات، ونقص المعدات الكهربائية مثل المحولات، فضلًا عن ارتفاع أسعار الفائدة.
مستقبل الطاقة النظيفة في أميركا
تثير الانتخابات المرتقبة حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل الطاقة النظيفة في أميركا، وخاصة فيما يتعلق بقانون خفض التضخم، والإعانات الضريبية الضخمة لمطوري الطاقة النظيفة والمصنعين، وسط تعهدات من الرئيس السابق دونالد ترمب والحزب الجمهوري بإلغائهما.
ويشير تقرير شركة أبحاث الطاقة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس إلى أنه من غير المرجّح إلغاء الإعانات الضريبية بالكامل، لكن إدخال أي تعديلات قد يؤثر في تطوير مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء.
وفي حالة إلغاء الإعفاءات الضريبية، قد يؤدي ذلك انخفاض بنسبة 17% في الإضافات التراكمية بين عامي 2025 و2035، وستواجه طاقة الرياح، على وجه الخصوص، تحديات ضخمة.
وفي هذا السيناريو، من المقرر بناء 927 غيغاواط من القدرات الجديدة خلال المدة من 2025 إلى 2035، مقارنة بتوقعات أكثر تفاؤلًا تبلغ 1118 غيغاواط حال بقاء الإعفاءات سارية المفعول، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ورغم أن إلغاء الإعفاءات الضريبية من شأنه أن يخلق تحديات؛ فمن المتوقع أن يستمر الزخم لتطوير الطاقة النظيفة في أميركا على المدى الطويل.
وتتوقع بلومبرغ استقرار الإضافات السنوية لطاقة الرياح والطاقة الشمسية وسعة تخزين الكهرباء عند مستويات 2024 بحلول عام 2028، ويُعزى ذلك إلى الاقتصاد التنافسي والطلب المستمر على اتفاقيات شراء الكهرباء.
سياسات الإدارة المقبلة
ستؤدي سياسات الإدارة الأميركية دورًا حاسمًا في تشكيل مسار قطاع الطاقة النظيفة في أميركا، ومن المتوقع أن تواجه الحكومة المقبلة قرارات يمكن أن تؤثر في مشهد الطاقة المتجددة.
ومن بين جوانب الخلاف، النهج المتبع في فرض تعرفات جمركية على المعدات اللازمة في طاقة الرياح والطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء؛ إذ يميل الحزب الجمهوري إلى فرض قيود أكثر صرامة.
وقد تمتد آثارها إلى سلاسل التوريد لصناعة الطاقة الشمسية، وخاصة إذا استنفد المطورون مخزوناتهم من الموارد المستوردة.
فضلًا عن ذلك، ثمة قضايا تحظى بدعم من كلا الحزبين، مثل التراخيص، إلا أن نتيجة الانتخابات المقبلة قد تؤدي إلى انقسام الكونغرس؛ ما يعقد الجهود الرامية إلى إحراز تقدم في المبادرات والسياسات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..