من المقرر إطلاق منصة لتداول أرصدة الكربون في السعودية خلال العام الجاري (2024)، في خطوة من شأنها أن تدعم جهود المملكة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060.

ووفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أعلنت شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية اليوم الخميس 25 أبريل/نيسان (2024) اختيارها شركة “إكسبانسيف” لتقديم خدمات البنية التحتية التقنية لمنصّتها لتداول أرصدة الكربون.

ويأتي اختيار شركة إكسبانسيف للعمل على أول منصة لتداول أرصدة الكربون في السعودية، كونها الشركة الأبرز في مجال خدمات البنية التحتية لسوق تحوّل الطاقة العالمية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس”.

ويشكّل التعاون خطوة مهمة لشركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية في رحلتها نحو تحقيق تطلعاتها لزيادة العرض والطلب العالمي، سعيًا إلى توفير التمويل المناخي للدول التي هي بأمسّ الحاجة إليه، خاصةً الدول النامية الفقيرة، من أجل مواجهة التغيّر المناخي.

أكبر مزاد لتداول أرصدة الكربون

يأتي إنشاء منصة لتداول أرصدة الكربون في السعودية بعد نجاح الشركة في تنظيم أكبر مزادَين على الإطلاق لتداول أرصدة الكربون الطوعية في العالم، إذ نظّمت المزاد الأول في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2022، والثاني في شهر يونيو/حزيران من عام 2023.

ونظّمت شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية مزادَين لتداول أرصدة الكربون الطوعي في وقت سابق، إذ انتهى المزاد الأول عام 2022 ببيع 1.4 ملايين طن من أرصدة الكربون، وأقفل المزاد الثاني عام 2023 ببيع 2.2 مليون طن منها، الأمر الذي عزز الطلب في المنطقة.

وكان صندوق الاستثمارات العامة قد أعلن في أكتوبر/تشرين الأول 2022 تأسيس شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية، بملكية 80% للصندوق، و20% لمجموعة تداول السعودية القابضة، بهدف دعم الشركات والقطاعات في المنطقة، لتمكينها من الوصول إلى الحياد الكربوني، بالإضافة إلى ضمان شراء أرصدة الكربون لتخفيض الانبعاثات الكربونية في سلاسل القيمة.

شعار مبادرة السعودية الخضراء التي أطلقتها المملكة – الصورة من واس

منصة لتداول أرصدة الكربون في السعودية

باختيار شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية لشركة إكسبانسيف، ستُوَفَّر بنية تحتية فعّالة للمشترين والبائعين تتيح لهم تنفيذ المعاملات بسرعة وأمان، إذ تمتلك إكسبانسيف منصة “سي بي إل” أكبر منصة لتداول أرصدة الكربون الفوري في العالم.

وستطوّر الشركة منصة لتداول أرصدة الكربون في السعودية، مستندة إلى بُنيتها التحتية لسوق ذات الوصول المفتوح، بما يشمل منصة تسوية في اليوم ذاته، ونظامًا لإدارة المحافظ مؤتمتة بالكامل متصلَين بأهم السجلات العالمية.

وستفرض شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية إرشادات صارمة لمنصة التداول، لضمان إدراج مشروعات أرصدة الكربون عالية النزاهة، وستستعين لهذا الغرض بجهات مستقلة تُعنى بوضع المعايير لدعم التحوّل العالمي في مجال الطاقة.

كما ستنفّذ الصفقات بما يتماشى مع أفضل الممارسات المتّبعة في السوق، ومنها التحوّل التدريجي نحو إزالة الكربون.

يشار إلى أن الأسواق الناشئة والدول النامية تحتاج إلى استثمارات بقيمة 2.4 تريليون دولار في العمل المناخي سنويًا حتى عام 2030، لتتمكن من تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ والمستهدفات العالمية لبلوغ الحياد الكربوني.

وتؤدي أسواق الكربون الطوعية العالمية، التي يمكن أن تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار بحلول نهاية عام 2024، دورًا مهمًا في سدّ فجوة التمويل، إذ من المتوقع أن تزداد قيمتها إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030.

الرئيسة التنفيذية لشركة سوق الكربون الطوغي الإقليمية ريهام الجيزي
الرئيسة التنفيذية لشركة سوق الكربون الطوغي الإقليمية ريهام الجيزي – الصورة من حسابها على لينكد إن

التغير المناخي

من شأن إطلاق الشركة منصة لتداول أرصدة الكربون في السعودية المساعدة بتوسيع نطاق تداول أرصدة الكربون في المملكة والعالم، ما يسهم في دعم التزام المملكة بمواجهة التغيّر المناخي بما يتماشى مع مبادرة السعودية الخضراء ورؤية السعودية 2030، من خلال توجيه التمويل المناخي إلى المناطق الأمسّ حاجة إليه.

وقالت الرئيسة التنفيذية للشركة ريهام الجيزي: “لا بد من استعمال كل أداة متاحة لمعالجة المخاطر التي يسبّبها تغيّر المناخ، والمزادان السابقان اللذان أقمناهما يُظهران الطلب المتزايد من الشركات الرائدة في المملكة على أداء دورها في هذا العمل”.

وأضاف: “تطوير منصة لتداول أرصدة الكربون هو الخطوة التالية في مساعي الشركة، لكي تصبح إحدى أكبر أسواق الكربون الطوعية في العالم بحلول عام 2030، وسيساعدنا عملنا مع شركة إكسبانسيف على تطوير البنية التحتية لمنصة يمكنها تعزيز دور تعويضات الكربون في مواجهة تغيّر المناخ في الجنوب العالمي، والتي نحتاج إليها لبناء سوق مزدهرة ذات شفافية وتمتاز بالسيولة”.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة إكسبانسيف، جون ميلبي: “يشرّفنا أن نعمل مع شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية لتحقيق رؤيتها بإنشاء سوق جديدة للكربون في الشرق الأوسط، ونتطلع إلى دعم رسالة الشركة لإنشاء سوق من شأنها توفير تمويل الكربون على نطاق واسع، لما في ذلك من أهمية بتحقيق أهداف التحوّل العالمي في مجال الطاقة بوتيرة متسارعة”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.