وصل أكبر حقل غاز في أوروبا إلى فصل النهاية، إثر صدور قانون بإغلاقه رسميًا بعد أكثر من 60 عامًا أدى فيها دورًا مهمًا في إمدادات دول القارة العجوز بالطاقة.

فقد وافق مجلس الشيوخ الهولندي أمس الثلاثاء 16 أبريل/نيسان على قانون لإغلاق حقل غرونينعن للغاز بشكل دائم، في أعقاب تعهّد الحكومة بعدم استئناف الإنتاج أبدا للحدّ من المخاطر الزلزالية في المنطقة.

توقّف إنتاج الغاز الطبيعي في غرونينغن، أكبر حقل غاز في أوروبا، الواقع في شمال هولندا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد سنوات من تخفيضات الإنتاج للحدّ من النشاط الزلزالي المرتبط بعقود من الاستخراج، والذي ألحق أضرارًا بآلاف المباني.

ووفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، استُخرِج نحو 2.3 مليار متر مكعب من الحقل، وبلغت أرباح استخراج الغاز من حقل غرونينغن بين عامي 1963 و2020 نحو 429 مليار يورو (456.54 مليار دولار).

واستحوذت الخزانة الهولندية على نحو 363 مليار يورو (385 مليار دولار) من الإيرادات منذ بدء الإنتاج في الستينيات، في حين بلغت أرباح شل وإكسون من غرونينغن نحو 66 مليار يورو (70.24 مليار دولار) خلال تلك المدة.

حقل غرونينغن

أدى حقل غرونينغن، الذي كان في السابق أحد المورّدين الرؤساء لأوروبا، دورًا محدودًا خلال موجة البرد في الأشهر الأخيرة، رغم قرار الحكومة بإغلاقه كاملًا بحلول الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتسببت موجة البرد الشديدة مطلع العام الجاري بعودة أكبر حقل غاز في أوروبا إلى الإنتاج مؤقتًا، بعد إغلاقه خلال العام الماضي، لكنه ظلّ في وضع التشغيل تحسّبًا لحالات الطوارئ.

وأعلنت الحكومة الهولندية في يناير/كانون الثاني الماضي استخراج كميات ضئيلة من الغاز مؤقتًا من حقل غرونينغن، مع انتقال موجة الصقيع إلى شمال غرب أوروبا، ما يعزز الطلب على التدفئة والكهرباء.

حقل غرونينعن للغاز في هولند – الصورة من رويترز

وعلى مدى أكثر من عقدين، اشتكى سكان يقيمون قرب موقع الحقل من الزلازل التي نُسِبت مباشرةً الى عمليات الحفر، إذ تمّ ترميم، أو إعادة بناء، العديد من المنازل في منطقة غرونينغن، وألحقت بها هياكل مقاومة للزلازل.

في عام 1963 دخل حقل غرونينغن الإنتاج، وأصبح فيما بعد مركزًا رئيسًا لإنتاج الغاز في أوروبا، قبل أن تشهد المنطقة هزة أرضية عام 1986، بسبب عمليات الاستخراج، تلاها بعد ذلك مئات الهزات الأرضية.

وفي عام 2012، ضرب زلزال بقوة 3.6 درجة المنطقة التي يقع فيها الحقل، مسببًا أضرارًا في نحو 127 ألف منزل، الأمر الذي دفع بالحكومة الهولندية إلى اتخاذ قرار نهائي بإغلاق الحقل تدريجيًا.

ومنذ ذلك الوقت تراجع إنتاج الغاز في حقل غرونينغن من نحو 54 مليار متر مكعب عام 2013، إلى نحو 6.5 مليار متر مكعب في 2022.

احتياطيات ضخمة

سيترك القانون الذي أقرّه مجلس الشيوخ الهولندي احتياطيات ضخمة من الغاز في الأرض، وهو ما كان سببًا في انتقادات من قبل بعض السياسيين والمدافعين عن صناعة الغاز، الذين يقولون، إن القيام بذلك قد يعرّض أمن إمدادات البلاد للخطر.

ويمتلك الحقل نحو 450 مليار متر مكعب من احتياطيات الغاز القابلة للاستخراج، والتي تُقدَّر قيمتها بما يصل إلى تريليون دولار.

وكانت مجلس الشيوخ قد أجّل في وقت سابق من هذا الشهر التصويت النهائي على القانون بشكل غير متوقع، إذ قالت عدّة فصائل، إنها بحاجة إلى مزيد من الضمانات بشأن العرض.

وأثارت الخطوة غضب الحكومة، إذ قال وزير التعدين هانز فيغلبريف- الذي كان مدافعًا قويًا عن الإغلاق-، إنه سيستقيل إذا كان ذلك سيؤدي إلى تأخير طويل واستمرار عدم اليقين الزلزالي للأشخاص الذين يعيشون في المنطقة.

إذ إنه دون إقرار القانون، يمكن استئناف إنتاج الغاز من الحقل كما حدث في وقت سابق من هذا العام، عندما ضربت موجة البرد أوروبا، حسبما ذكرت رويترز.

يُشَغَّل الحقل من قبل شركة الغاز “نام” (NAM)، وهي مشروع مشترك لشركة شل وإكسون موبيل، والذين طلبوا من محكمة التحكيم أن تقرر ما إذا كان ينبغي على الدولة الهولندية تعويضهم عن وقف إنتاج الغاز في حقل غرونينغن.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.