اقرأ في هذا المقال
- الصين تتجه إلى زيادة قدرة التحليل الكهربائي للمياه بنحو 2.5 غيغاواط في 2024
- إنتاج الهيدروجين الأخضر عالميًا ما زال ضئيلًا بسبب تكلفة المحللات الكهربائية
- وفرة الطاقة المتجددة في مقاطعتي منغوليا الداخلية وغانسو تدعم الإنتاج الأخضر للهيدروجين
- إنتاج مليون طن من الهيدروجين سنويًا يتطلّب 20 غيغاواط من طاقة الرياح البرية
- الصين تخطّط لتوسيع شبكتها من خطوط أنابيب الهيدروجين إلى 6 آلاف كيلومتر بحلول 2050
يتجه إنتاج الهيدروجين الأخضر في الصين لتسجيل طفرة قوية خلال عام 2024 تفوق المستهدفات الحكومية، مدفوعًا بزيادة تركيبات المحللات الكهربائية المستعملة في إنتاجه على مستوى البلاد.
وتوقع تقرير حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- أن يصل إنتاج الصين من الهيدروجين الأخضر إلى 220 ألف طن سنويًا بحلول نهاية العام الحالي (2024)، ما يزيد بأكثر من 6 آلاف طن عن الإنتاج المتوقع في بقية دول العالم مجتمعة.
كما تزيد قدرة إنتاج الهيدروجين الأخضر في الصين خلال عام 2024، عن مستهدفات الخطة الوطنية المعلنة سابقًا، التي كانت تستهدف الوصول إلى رقم 200 ألف طن سنويًا بحلول نهاية العام المقبل (2025).
وتتبنّى الخطة الوطنية في بر الصين الرئيس المعلنة أوائل عام 2022، الهيدروجين بوصفه عنصرًا أساسيًا في إستراتيجية التحول إلى مصادر الطاقة منخفضة الكربون ومسار الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
تعزيز قدرة التحليل الكهربائي للمياه
من المتوقع مضاعفة قدرة التحليل الكهربائي للمياه لزيادة إنتاج الهيدروجين الأخضر في الصين عبر تركيب 2.5 غيغاواط خلال 2024، ما يزيد مرة ونصف المرة عن القدرة المركبة البالغة 1 غيغاواط في عام 2023، بحسب التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.
ويُستخلص الهيدروجين الأخضر من الماء عبر عمليات التحليل الكهربائي التي تعمل على فصل ذرات الهيدروجين عن الأكسجين عبر كهرباء مولدة من الطاقة المتجددة، خلافًا للهيدروجين الأزرق أو الرمادي المستخلص عبر حرق الوقود الأحفوري، بحسب طرق الإنتاج التي ترصدها وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.
وما زال الإنتاج العالمي للهيدروجين الأخضر ضئيلًا للغاية، إذ بلغ 100 ألف طن عام 2022، ما يمثّل 0.1% فقط من إجمالي إنتاج الهيدروجين العالمي البالغ 95 مليون طن جاءت غالبيته العظمى من الأنواع المنتجة عبر حرق الوقود الأحفوري، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.
ويرجع السبب في تواضع إنتاج الهيدروجين الأخضر حتى الآن إلى ضعف القدرة العالمية للتحليل الكهربائي التي لم تتجاوز 2 غيغاواط في عام 2023، بسبب تكلفة المحللات الكهربائية الباهظة.
وبلغت قدرة تركيبات المحللات الكهربائية في الصين 1 غيغاواط في عام 2023، ما يشير تقدمها في هذا المجال الناشئ بخطى متسارعة مقارنة ببقية دول العالم.
ورغم ذلك، فما زال جزء كبير من إمدادات الهيدروجين في الصين مشتقًا من تغويز الفحم أو إصلاح غاز الميثان بالبخار، وهو ما يطلق عليه الهيدروجين الرمادي، بحسب تقديرات ريستاد إنرجي.
قدرة الطاقة المتجددة في الصين
تتمتع البلاد بإمكانات كبيرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في مناطقها الشمالية والشمالية الغربية، بما ذلك مقاطعات شينغيانع وغانسو ومنغوليا الداخلية، ما يسمح بتعزيز إنتاج الهيدروجين الأخضر في الصين.
وأضافت الطاقة الشمسية في الصين 217 غيغاواط من التركيبات الجديدة في عام 2023، ما يعادل 2.5 مرة القدرة المركبة في عام 2022.
كما أضافت مشروعات طاقة الرياح الجديدة 76 غيغاواط خلال العام الماضي، ما يعادل ضعف السعة المركبة عام 2022، كان معظمها في مقاطعة منغوليا الداخلية بنحو 24 غيغاواط، في حين بلغت القدرات في شينغيانغ وقانسو 5 غيغاواط لكل منهما، بحسب ريستاد إنرجي.
لهذا السبب، لم يكن مستغربًا إعلان معظم مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر في الصين بالمناطق التي تتوافر فيها مصادر الطاقة المتجددة بصورة كبيرة.
كما لم يكن غريبًا أن تعلن المقاطعات التي تتمتع بإمكانات قوية للطاقة الشمسية وطاقة الرياح أهدافًا أكثر طموحًا في إنتاج الهيدروجين، إذ تهدف منغوليا الداخلية إلى إنتاج 400 ألف طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2025.
أما مقاطعة غانسو فتهدف إلى إنتاج 200 ألف طن سنويًا، ما يجعل هذه المقاطعات ذات ثقل كبير في تحول المنطقة إلى مصادر الطاقة منخفضة الكربون وتحقيق الأهداف الوطنية على مستوى إنتاج الهيدروجين الأخضر في الصين.
ومن المتوقع أن يبلغ إنتاج مقاطعتي منغوليا الداخلية وغانسو والمقاطعات الأخرى مجتمعة مليون طن سنويًا بحلول عام 2025، ما يزيد 5 مرات عن الهدف المعلن في الخطة الوطنية الصينية.
تحديات تشغيل المحللات الكهربائية
رغم زيادة طموحات مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر في الصين، فإن تحديات تشغيل المحللات الكهربائية بكامل طاقتها ما زالت قائمة، بسبب ضخامة قدرة الطاقة المتجددة اللازمة لتشغيل هذه المحللات.
ويتطلّب إنتاج مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر -على سبيل المثال- ما يقرب من 20 غيغاواط من طاقة الرياح البرية، ما يجعل مشروعات الهيدروجين في منافسة مع القطاعات الأخرى التي تتطلب الكهرباء.
على الجانب الآخر، يمكن لتشغيل المحللات الكهربائية بأقل 30% من سعة التشغيل القصوى أن يؤدي إلى مخاطر تتعلق بالسلامة أو يضطر المشغلون إلى وقف الإنتاج لمنع اختلاط الغاز وتجنّب حدوث انفجارات محتملة، بحسب ريستاد إنرجي.
ورغم ذلك، تتوقع شركة الأبحاث استمرار نمو حصة إنتاج الهيدروجين الأخضر في الصين مع زيادة تركيبات المحللات الكهربائية في البلاد بدفع النمو الموازي للطاقة الشمسية والرياح.
كما يُتوقع أن تمثّل أكبر 4 مشروعات في البلاد أكثر من نصف إجمالي قدرة إنتاج الهيدروجين الأخضر في الصين بحلول عام 2030، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من ريستاد إنرجي.
خطوط أنابيب الهيدروجين في الصين
على الرغم من التقدم الذي أحرزته عمليات إنتاج الهيدروجين الأخضر في الصين فإن هناك تفاوتًا جغرافيًا واضحًا بين مراكز الطلب في الشرق وموارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الوفيرة في شمال البلاد التي أصبحت جاهزة لتطوير الإنتاج الأخضر.
وأسهم هذا التفاوت بين العرض والطلب بين الأقاليم والمقاطعات إلى تفكير الصين في توسيع شبكتها من خطوط أنابيب الهيدروجين، لسد هذه الفجوة وتسهيل نقل هذا الوقود مستقبلًا.
ومن أبرز هذه الخطط، تطوير شركة النفط والغاز الصينية المملوكة للدولة “سينوبك” لخط أنابيب بطول 400 كيلومتر لربط مدينة أولانتشاب في مقاطعة منغوليا الداخلية بمدينة يانشان في العاصمة بكين.
وتقدر السعة الأولية لهذا الخط بنحو 100 ألف طن سنويًا يمكن توسعتها فيما بعد إلى 500 ألف طن سنويًا، ما يجعله أول خط هيدروجين طويل المسافة في الصين.
كما يجري تطوير خط أنابيب آخر للهيدروجين بطول 737 كيلومترًا للربط بين مدينة تشانغجياكو وميناء كاوفيديان بتكلفة تصل إلى 845 مليون دولار، وإذا تحقق هذا الخط فسيكون أطول خط أنابيب للهيدروجين عالميًا.
وبصفة عامة، تخطط شركة هندسة خطوط أنابيب النفط الصينية التابعة لشركة سينوبك لتوسيع شبكة خطوط أنابيب الهيدروجين في البلاد إلى 6 آلاف كيلومتر بحلول عام 2050.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..