تترقّب احتياطيات الغاز في السعودية زيادة ضخمة خلال العام المقبل (2025)، في إطار مساعي المملكة لزيادة استكشاف الوقود الذي يُنظر إليه بصفته مصدرًا قيمًا وموثوقًا للطاقة لجميع العملاء في الحاضر والمستقبل.

وكشفت بيانات رسمية، اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، عن خطط لاستبدال وتعظيم احتياطيات المملكة من النفط والغاز بإحلال 100% مـن إنتاج عام 2024 من النفط الخام والمكثفات، وإضافـة 7.5 تريليـون قـدم مكعبة قياسية مـن الغاز خلال العام المقبل.

وتدعم خطط زيادة احتياطيات الغاز في السعودية رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى التحول من استهلاك الوقود السائل إلى استعمال الغاز، ليس لتوليد الكهرباء فحسب، وإنما لإنتاج المياه من البحر والعديد من الصناعات الحيوية.

وفي عام 2023، نجحت السعودية في زيادة احتياطياتها من الغاز إلى 335.9 تريليون قدم مكعبة (9.5 تريليون متر مكعب)، مقابل نحو 300.41 تريليون قدم مكعبة (8.5 تريليون متر مكعب) خلال 2022.

حقل الجافورة

تشمل خطط تطوير احتياطيات الغاز في السعودية خلال العام المقبل اكتمال أعمال إنشاء معمل الغاز في حقل الجافورة غير التقليدي، والمتوقع بدء إنتاجه في عام 2025.

وكشفت موازنة السعودية 2025، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة، عن أنه مـن المتوقـع وصول إنتاج حقل الجافورة إلى 2 مليار قدم مكعـبة من الغـاز يوميًا بحلـول عام 2030، ما يعزز من دخول المملكة إلى نادي الدول المصدرة للغاز خلال سنوات.

ووقعت أرامكو السعودية في 30 يونيو/حزيران، عقودًا بقيمة تتجاوز 25 مليار دولار لمواصلة توسعة إستراتيجيتها في مجال الغاز، التي تستهدف نمو إنتاج الغاز بأكثر من 60% بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات 2021.

منشآت الغاز في شركة أرامكو السعودية – الصورة من Aramco Life

وتضمنت العقود المرحلة الثانية من تطوير حقل الجافورة الضخم للغاز غير التقليدي، والمرحلة الثالثة من توسعة شبكة الغاز الرئيسة في أرامكو السعودية، ومنصات الغاز الجديدة، والمحافظة المستمرة على الطاقة الإنتاجية.

وشملت العقود التي أرستها أرامكو 16 عقدًا بقيمة إجمالية تُقدر بنحو 12.4 مليار دولار لتطوير المرحلة الثانية من مشروع حقل الجافورة، وسيشمل العمل إنشاء مرافق ضغط الغاز وخطوط الأنابيب المرتبطة بها، وتوسعة معمل غاز الجافورة، بما في ذلك بناء وحدات معالجة الغاز، والمرافق العامة، ومرافق الكبريت والتصدير.

ويتضمن المشروع إنشاء مرافق (رياس) الجديدة لتجزئة سوائل الغاز الطبيعي التابعة للشركة في الجبيل – بما في ذلك وحدات تجزئة سوائل الغاز الطبيعي ومرافق التخزين والتصدير لمعالجة سوائل الغاز الطبيعي المنتجة من الجافورة.

وتشير التقديرات إلى أن حقل الجافورة للغاز غير التقليدي يحتوي على احتياطيات بحجم 229 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الخام، و75 مليار برميل من المكثفات.

ويتم العمل في المرحلة الأولى من برنامج تطوير الجافورة، التي بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وفقًا للجدول الزمني مع توقع بدء التشغيل الأولي في الربع الثالث من عام 2025.

وتتوقع أرامكو السعودية أن يتجاوز إجمالي الاستثمار على مدى مسيرة العمل في حقل الجافورة 100 مليار دولار، إذ يُعد من المشروعات الكبرى عالميًا، وأن يصل الإنتاج إلى معدل مستدام لمبيعات الغاز يبلغ ملياري قدم مكعبة قياسية يوميًا بحلول عام 2030، بالإضافة إلى كميات كبيرة جدًا من الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي والمكثفات.

الإنفوغرافيك التالي من إعداد منصة الطاقة المتخصصة يستعرض أبرز المعلومات عن حقل الجافورة السعودي:

حقل الجافورة السعودي

الطاقة الذرية والمتجددة في السعودية

كما تستهدف، وفق خطط موازنة 2025، إلى إطلاق وتنفيذ ثالث حرم البرامج التعليمية والتدريبية لإعداد الكفاءات الوطنية ضمن مستهدفات إستراتيجية تأهيل الرأس المال البشري في قطاعي الطاقة الذرية والمتجددة في السعودية.

كما تواصل السعودية تنفيذ مستهدفات برنامج إزاحة الوقود السائل من خلال اكتمال تحويل محطة تحلية مياه من استعمال الوقود السائل إلى تقنية التناضح العكسي، والبدء بتنفيذ الأعمال الإنشائية لأعمال توسعة أنابيب الغاز الرئيس، وربط مصنعين اثنين بالشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى بدء بتنفيذ مشروعات توسعة الشبكة الكهربائية لربـط المصانع والمزارع.

وتنفذ المملكة حاليًا من خلال أرامكو مشروعًا ضخمًا لتوسعة شبكة الغاز الرئيسة، التي توفّر الغاز الطبيعي للعملاء في جميع أنحاء المملكة، وسط خطط لزيادة حجم الشبكة ورفع طاقتها الإجمالية بنحو 3.15 مليار قدم مكعبة قياسية إضافية يوميًا بحلول عام 2028 من خلال تركيب 4000 كيلومتر من خطوط الأنابيب، و17 وحدة جديدة لضغط الغاز.

وتتضمن إستراتيجية الشركة زيادة إنتاجها من الغاز بأكثر من النصف، مقارنةً بمستويات عام 2021، التي بلغت نحو 10.1 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا، بحلول عام 2030.

ويُعزز ذلك مواصلة الاستثمار في قدرات معالجة الغاز في السعودية، التي شهدت زيادة في طاقة المعالجة اليومية من ملياري قدم مكعبة قياسية في عام 2000، إلى نحو 19 مليار قدم مكعبة قياسية في نهاية عام 2023.

وبداية من عام 2024، تضم مرافق معالجة الغاز في السعودية: البري والفاضلي وحرض والحوية والخرسانية ومدين وشدقم والشيبة والعثمانية وواسط، بالإضافة إلى مرافق الموارد غير التقليدية في شمال المملكة وجنوب الغوار.

كما تخطط المملكة خلال العام المقبل (2025) لإطـلاق الإســتراتيجية المتكاملــة للطاقة فـي السعودية لتحقيــق الريادة فـي أسـواق الطاقـة، وتنميـة المحتـوى المحلـي، ورفـع أمـن وموثوقية الإمـدادات، وإدارة الانبعاثـات، وتعزيـز كفـاءة الاسـتهلاك والنمـو الاقتصـادي وتعظيم المنفعة الماليـة.

وتهدف المملكة للوصول إلى الريادة في مجال الطاقة النظيفة، والإسهام في الجهود العالمية لمُكافحة تغير المناخ، إذ تعمل على تنويع مزيج الطاقة الوطني المستعمل في إنتاج الكهرباء والمُكون من الطاقة المُتجددة والغاز بنسبة 50% للتخلص التدريجي من الوقود السائل.

توطين خدمات قطاع الطاقة

كشفت موازنة 2025 عن عدد من الإنجازات التي حققها قطاع الطاقة في السعودية، من أبرزها افتتـاح وتوسـعة 24 مصنعًا باستثمارات تتجاوز 2.2 مليـار ريال (0.59 مليار دولار) نتج عنها استحداث أكثـر مـن 730 وظيفـة، بمـا يُسهم فـي رفع نسـبة توطين مكونـات وخدمات قطـاع الطاقة.

كما أُعلن اكتشاف 4 حقول و4 مكامـن للنفط والغـاز، إذ تُعـد الاكتشافات ذات أهميـة عاليـة؛ نظـرًا إلى ما تحمله مـن أثـر إيجابي ينعكس على المملكة وموثوقيتها وقدراتها في قطـاع التنقيب والإنتاج، كمـا تكمن أهميتهـا في زيادة احتياطيـات المملكة بإضافة احتياطيات جديدة من النفط والغاز.

حقول النفط والغاز في السعودية

ويتوقع أن تشهد احتياطيات الغاز في السعودية خلال العام المقبل زيادة جديدة بعد ترسية 23 عقدًا إضافيًا منصف العام الجاري لمنصات الغاز بقيمة 2.4 مليار دولار، إلى جانب عقدين للحفر الاتجاهي بقيمة 612 مليون دولار.

كما شهد العام الجاري إعـلان توقيع 3 اتفاقيات لتوطين مكونات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وسلاسل إمدادها، للإسهام في الوصول لمستهدفات توطين مكونات قطاع الطاقة.

كما أصدرت وزارة الطاقة أول ترخيص لنشـاط بيع أسطوانات غاز النفط المسال بالتجزئة مـع خدمـة توصيـل الأسطوانات للمستهلك، وأول ترخيـص للتجـارة بالمنتجات النفطية لمحطـة وقـود بحريـة بمعاييـر عالميـة.

كما شهد عام 2024 إعـلان طـرح وقـودي البنزين والديزل النظيفيـن فـي الأسـواق المحليـة وتوفيـر مركبات نقـل ذات مواصفات عالميـة متوائمـة مـع الوقـود النظيف لتقليـل الانبعاثات الناتجة مـن حرق الوقـود في المركبات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.