مع استقرار احتياطي النفط في مصر عند المستوى نفسه المسجل خلال آخر 3 سنوات، تزيد الاكتشافات الجديدة والمناطق التي تطرحها البلاد للمرة الأولى، مثل منطقة البحر الأحمر، الأمل في إمكان تعزيز الاحتياطيات.

وتستهدف مصر زيادة إنتاجها من النفط الخام إلى 637 ألف برميل يوميًا خلال العام المالي الذي سيبدأ في يوليو/تموز 2024 حتى 30 يونيو/حزيران 2025، مقابل 580 ألف برميل يوميًا في الوقت الراهن.

ويشار إلى أن إجمالي إنتاج مصر من النفط والغاز انخفض العام الماضي إلى 74 مليون طن (525.4 مليون برميل)، مقابل 97.5 مليون طن (692.25 مليون برميل) في 2022، وفقًا لبيانات حكومية حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ويوجد في مصر 3 أنواع من النفط، هي: الخام الخفيف والحلو الموجود في الحقول البرية بالصحراء الغربية، بينما يُستخرج النوعان الآخران -وهما من الخام المتوسط والحامض- من حقول خليج السويس وبلاعيم البحرية، ويُكَرَّر محليًا.

تاريخ النفط في مصر

تعدّ صناعة النفط في البلاد من الأقدم عالميًا، إذ تعود بدايتها إلى القرن الـ19، ومع ذلك كان أعلى مستوى سجله احتياطي النفط في مصر عام 1987، ولم يصله حتى الآن.

ونفّذت مصر في 1835 أول عملية مسح جيولوجي لاستكشاف النفط، لتنجح البلاد بعد مرور وقت طويل في حفر أول بئر نفطية عام 1886 بمنطقة “جمسة” الواقعة بخليج السويس، لكن إنتاج النفط تجاريًا من البئر بدأ عام 1910.

وتقع مصر في المركز السادس على مستوى القارة الأفريقية من حيث حجم احتياطيات النفط المكتشفة في باطن أراضيها، لتأتي بعد كل من ليبيا ونيجيريا والجزائر وأنغولا وجنوب السودان، وفقًا لإحصائيات معهد الطاقة البريطاني.

وبحسب أحدث البيانات المعلنة من أويل آند غاز جورنال، واصل احتياطي النفط في مصر استقراره بنهاية 2023 عند 3.3 مليار برميل، وهو المستوى نفسه المسجل في عامي 2022 و2021.

ويشار إلى أن مستوى احتياطي النفط في مصر المرصود في عام 2021 هو آخر ارتفاع سجّله حتى الآن، مقابل 3.1 مليار برميل في عام 2020.

ورغم الارتفاع المسجل في عام 2021، لم تصل الاحتياطيات النفطية للبلاد إلى أعلى مستوى سجلته في تاريخها، والبالغ 4.7 مليار برميل، مقابل أدنى مستوى بلغ 2.9 مليار برميل في عام 1980، وفقًا للأرقام التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) من معهد الطاقة البريطاني.

ومنذ عام 2013، لم يصعد احتياطي النفط في مصر فوق مستويات الـ4 مليارات برميل؛ إذ ظل يتراوح صعودًا وهبوطًا بعد أعلى مستوى سجّله في تاريخه ما بين مستويات 3.4 مليارًا و4.5 مليار برميل حتى عام 2012.

ويرصد الرسم البياني التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- احتياطي النفط في مصر حتى عام 2023:

اكتشافات نفطية في مصر

تعزّز الاكتشافات النفطية الجديدة -رغم صغر حجمها- الآمال بزيادة احتياطي النفط في مصر، وسط استمرار البلاد في طرح مناطق جديدة للبحث والاستكشاف لأول مرة.

وتأمل مصر تحقيق اكتشافات نفطية في البحر الأحمر، والتي تُصنَّف بالمنطقة “البكر”، إذ طرحت أول مزايدة عالمية للبحث والتنقيب فيها خلال شهر مارس/آذار 2019، والتي جاءت بعد ترسيم الحدود البحرية مع السعودية.

وفازت 3 شركات نفط عالمية، وهي شيفرون وشل ومبادلة، بـ3 مناطق بالبحر الأحمر لأول مرة في مصر، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات الحفر في المنطقة مطلع العام المقبل -بحسب تصريحات لوزير البترول طارق الملا-.

ومن جهة أخرى، بدأت مصر -في مطلع يناير/كانون الثاني 2024- الإنتاج المبكر من حقل شمال صفا النفطي الواقع في مناطق امتياز شركة بترول خليج السويس ” جابكو “.

ونجحت مصر العام الماضي بتحقيق 65 كشفًا جديدًا، انقسمت ما بين 51 كشفًا للنفط، و14 كشفًا للغاز، وعُثِر عليهما في الصحراء الغربية وخليج السويس ودلتا النيل وسيناء.

مصفاة المصرية للتكرير بمسطرد
مصفاة المصرية للتكرير- الصورة من وزارة البترول

وفي العام الماضي، استطاعت البلاد إضافة حقول جديدة على خريطة الإنتاج، منها 5 حقول للنفط الخام والغاز تنتج نحو 15 ألف برميل خام ومكثفات يوميًا، و144 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا.

وباستثمارات يبلغ حدّها الأدنى 1.2 مليار دولار، شهد عام 2023 توقيع 29 اتفاقية جديدة للبحث عن النفط والغاز، شملت حفر 87 بئرًا جديدة، ما قد يعزز احتياطي النفط في مصر.

وتسعى البلاد إلى زيادة الاستثمارات الأجنبية في قطاع النفط والغاز إلى 7.5 مليار دولار خلال العام المالي المقبل، مقابل 6 مليارات دولار متوقعة بنهاية العام المالي الحالي، الأمر الذي قد يدعم زيادة احتياطي النفط في مصر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.