اقرأ في هذا المقال
- إجمالي استثمارات التقنيات النظيفة في الاتحاد الأوروبي أقلّ من الصين في 2023
- توقعات بتجاوز أميركا إجمالي إنفاق الاتحاد الأوروبي على الطاقة النظيفة في 2030
- انتخابات الاتحاد الأوروبي قد تؤثّر في مستقبل استثمارات التقنيات النظيفة
- ما تزال المحللات الكهربائية في أوروبا دون مستوى الأهداف الطموحة
- خسر الاتحاد الأوروبي قدرته التصنيعية لصالح المنافسة الصينية والأميركية
من الممكن أن يؤدي ضعف استثمارات التقنيات النظيفة في الاتحاد الأوروبي إلى فشل الكتلة في تحقيق أهدافها الطموحة في مجال تحول الطاقة.
وبلغ إجمالي النفقات الرأسمالية للاتحاد الأوروبي في التقنيات النظيفة، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة، واحتجاز الكربون واستعماله وتخزينه، والهيدروجين، والبطاريات، والطاقة النووية، 125 مليار دولار في عام 2023.
وبالمقارنة بالقطاعات نفسها، فإن الصين تخطو خطوات كبيرة، إذ بلغت استثمارات التقنيات النظيفة 390 مليار دولار، في العام الماضي، ما يجعلها تتفوق على نظيرتها في الاتحاد الأوروبي، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وعلى الرغم من أن أميركا متخلفة حاليًا عن الاتحاد الأوروبي في الإنفاق السنوي على التقنيات النظيفة، فإنها تستعد لزيادة استثماراتها في هذا المجال خلال السنوات المقبلة.
استثمارات التقنيات النظيفة في أميركا
بلغت استثمارات التقنيات النظيفة في أميركا 86 مليار دولار في عام 2023، بحسب تقرير حديث صادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.
ومن المتوقع أن يعزز قانون خفض التضخم في أميركا لعام 2022 الاستثمارات في هذا المجال، في حين إنه من المرتقب استقرار إنفاق الاتحاد الأوروبي خلال السنوات المقبلة.
ونتيجة لذلك، من المرجح أن تضاهي أميركا إجمالي إنفاق الاتحاد الأوروبي على الطاقة النظيفة بحلول عام 2030، وأن تتجاوزه في السنوات اللاحقة، وفق ما رصدته حدة أبحاث الطاقة.
وفي وقت سابق من هذا العام، أقرّ الاتحاد الأوروبي قانون الصناعة صافية الانبعاثات (The Net-Zero Industry Act)، مع هدف طموح لخفض الانبعاثات بنسبة 92% بحلول عام 2040، مقارنة بمستويات عام 1990، واستهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ولدعم هذه الرؤية، التزم الاتحاد الأوروبي بالعمل لتحفيز الصناعات الناشئة وسلاسل التوريد المحلية واستثمارات التقنيات النظيفة، ووضع الكتلة بصفة مركز استثماري من خلال توفير حوافز الجاذبة للمورّدين، لكن هذه الطموحات الكبيرة ما تزال غير واقعية.
انتخابات الاتحاد الأوروبي
مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة للاتحاد الأوروبي، يبدو احتمال حدوث تحولات كبيرة في السياسات واضحًا للعيان، وأحد المجالات الحاسمة التي قد تتأثر هي استثمارات التقنيات النظيفة ومدى الالتزام بها في الكتلة، والتي يمكن أن يكون لها عواقب بعيدة المدى على جهود القارة في مجال تغير المناخ.
ويشكّل صعود تيار اليمين خطرًا كبيرًا على قدرة الاتحاد الأوروبي بمواكبة أميركا والصين في قطاع الطاقة النظيفة، ما قد يؤدي إلى فجوة تمتد لعقود من الزمن.
وكما يشير كبير محللي أنظمة الطاقة في شركة ريستاد إنرجي لارس نيتر هافرو، فإن السنوات القليلة المقبلة ستكون حاسمة في سباق الطاقة النظيفة، وأيّ تردُّد من قبل صنّاع السياسة قد يؤدي إلى تخلّف الاتحاد الأوروبي عن منافسيه.
قطاع البطاريات في أوروبا
يهدف الاتحاد الأوروبي إلى تسريع وتطوير الاستثمارات في التقنيات النظيفة ونشرها، بما في ذلك البطاريات واحتجاز الكربون واستعماله وتخزينه والمحللات الكهربائية لإنتاج الهيدروجين.
وتعدّ هذه الجهود ضرورية لتحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي الطموحة لخفض الانبعاثات وأمن الطاقة، إلّا أن قطاع البطاريات هو الوحيد الذي أظهر تقدمًا ملحوظًا حتى الآن.
ومع ذلك، يفكر بعض مصنّعي البطاريات الأوروبيين في الانتقال للاستفادة من البيئات السياسية المواتية، فعلى سبيل المثال، نقلت شركة فرير باتري (FREYR Battery) مقرها الرئيس من النرويج إلى الولايات المتحدة، وتنشئ مصنعًا عملاقًا في جورجيا.
وبالمثل، تستكشف شركة السيارات الألمانية العملاقة فولكس فاغن فرصًا في كندا للاستفادة من الإعفاءات الضريبية إلى أقصى حدّ، وفي الوقت نفسه، تعمل الشركات الصينية مثل إي في إي إنرجي (EVE Energy) على زيادة وجودها في الاتحاد الأوروبي، ويؤكد هذا الاتجاه الحاجة إلى شروط تنافسية للمطورين للحفاظ على استثمارات التقنيات النظيفة في المنطقة.
المحللات الكهربائية واحتجاز الكربون
على الرغم من نضوج تقنيات احتجاز الكربون، فإن بطء تطوير البنية التحتية للحقن ومواقع التخزين يعوق نمو قدرة الحقن، التي تعدّ خطوة حاسمة نحو خفض مستويات الكربون في الغلاف الجوي.
ومن المتوقع أن تقلّ قدرة حقن الكربون المتوقعة عن هدف الاتحاد الأوروبي في قانون الصناعة بنحو 63% بحلول عام 2030، ما يسلّط الضوء على الحاجة إلى تسريع تطوير البنية التحتية لتحقيق الأهداف الطموحة لإزالة الكربون.
ومن جهة أخرى، تدفّقت استثمارات التقنيات النظيفة إلى المحللات الكهربائية، مع مبادرات مثل مزاد بنك الهيدروجين الأوروبي الذي يهدف إلى زيادة إنتاج الهيدروجين، ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الاستثمارات ودعم السياسات، ما تزال قدرة المحللات الكهربائية لإنتاج الهيدروجين دون مستوى الأهداف الطموحة.
وتسلّط نتائج المزاد الأخير، الذي شهد حصول 1.5 غيغاواط من قدرة المحللات الكهربائية على الدعم، الضوء على التحديات التي تواجه تحقيق هدف الاتحاد الأوروبي المتمثل في 100 غيغاواط بحلول عام 2030.
وتقلّ قدرة المشروعات المخططة لإنتاج الهيدروجين عبر المحللات الكهربائية المعتمدة على الطاقة المتجددة بنسبة 45% عن هذا الهدف، ما يُعزى إلى عوامل مختلفة، بما في ذلك التحديات التقنية والتكاليف الأولية المرتفعة وبطء تطوير البنية التحتية اللازمة.
وفي السياق نفسه، يهدف الاتحاد الأوروبي إلى توليد 42.5% من احتياجاته من الكهرباء عبر مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، ولتحقيق هذا الهدف، يجب أن تصل القدرة الإجمالية 1.050 تيراواط، وهو ما يزيد قليلًا عن 975 غيغاواط المتوقعة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مجتمعة.
ويتوقف نجاح كل الأهداف الطموحة سالفة الذكر في الهيدروجين واحتجاز الكربون والطاقة المتجددة على زيادة الدعم السياسي والمالي المستمر للتقنيات المتجددة.
وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي حاليًا، فإنه حتى الآن يخسر قدرته التصنيعية في التقنيات النظيفة لصالح المنافسة الصينية والأميركية، خاصةً أن إنشاء سلسلة توريد مرنة في أوروبا يمثّل تحديًا كبيرًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..