أمر قاض بإبقاء رئيس مصرف لبنان المركزي السابق رياض سلامة قيد الاحتجاز في إطار تحقيق في جرائم مالية مزعومة ارتكبت أثناء فترة ولايته، بما في ذلك اختلاس أموال عامة، حسبما ذكرت ثلاثة مصادر قضائية.

اتخذ قاضي التحقيق بلال حلاوي القرار بعد استجواب سلامة لأول مرة منذ احتجازه الأسبوع الماضي بتهم قالت وسائل إعلام رسمية إنها تشمل اختلاس وتزوير وإثراء غير مشروع.

وقال مكتب سلامة الإعلامي إنه لن يعلق علناً على القضية، بما يتماشى مع القانون. وقال في بيان إنه تعاون في الماضي مع أكثر من 20 تحقيقاً جنائياً في بيروت وجبل لبنان، ويتعاون مع التحقيق بعد اعتقاله، ونفى سلامة اتهامات الفساد السابقة.

وإذا استمرت المحاكمة، فستكون حالة نادرة لمسؤول لبناني كبير في الخدمة أو متقاعد يواجه المساءلة في نظام يقول المنتقدون إنه حمى النخبة لفترة طويلة.

وهتف مجموعة من المحتجين “لص!” عندما دخل موكب اعتقدوا أنه كان ينقل سلامة إلى مبنى وزارة العدل. وضرب بعضهم إحدى المركبات بأيديهم.

كان سلامة يحظى بالتقدير لفترة طويلة باعتباره ساحرًا ماليًا في لبنان، لكنه ترك منصبه وقد تمزقت سمعته بسبب اتهامات الفساد في الداخل والخارج والانهيار الكارثي للنظام المالي اللبناني في عام 2019.

وقالت مصادر قضائية لرويترز الأسبوع الماضي إن سلامة مشتبه به في جمع أكثر من 110 ملايين دولار من خلال جرائم مالية تتعلق بشركة أوبتيموم إنفست، وهي شركة لبنانية تقدم خدمات الوساطة في الدخل.

وقالت أوبتيموم إنفست إنها تساعد السلطات القضائية في تحقيقاتها وتزودها بجميع المعلومات المطلوبة، وأن تعاملاتها مع البنك المركزي تتم وفقًا للقانون تمامًا.

ولم تنشر السلطات اللبنانية التهم.

والتهم الموجهة إلى سلامة الأسبوع الماضي منفصلة عن التهم السابقة بارتكاب جرائم مالية مرتبطة بشركة فوري أسوشيتس، وهي شركة يسيطر عليها شقيقه راجا، وقد اتُهم الأخوان – اللذان ينكران ارتكاب أي مخالفات – باستخدام فوري لتحويل 330 مليون دولار من الأموال العامة من خلال العمولات.

وكانت عدة دول أوروبية، بما في ذلك فرنسا وألمانيا، تحقق فيما إذا كانت عشرات الملايين من الدولارات من الأموال التي يُزعم اختلاسها من البنك المركزي قد تم غسلها في أوروبا.

وفي العام الماضي، أصدرت السلطات الفرنسية والألمانية مذكرات اعتقال بحقه. وقال مكتب المدعي العام في ميونيخ في يونيو، إن السلطات الألمانية ألغت مذكرة اعتقالها لأسباب فنية لكنها تواصل تحقيقاتها وتبقي على أصول سلامة مجمدة.



رابط المصدر

شاركها.