تؤدي اكتشافات النفط والغاز في الجزائر دورًا مهمًا لدعم قطاع الطاقة؛ إذ تواصل الدولة الأفريقية الرائدة المضي قدمًا باتجاه زيادة إنتاج الهيدروكربونات محليًا، والتوسع في الصادرات.

ووفق تحديثات قطاع الطاقة الجزائري لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وقّعت شركة سوناطراك الحكومية 6 اتفاقيات تعزز القطاع داخليًا وخارجيًا، خلال 7 أشهر منذ مطلع العام الجاري 2024 حتى الآن.

وتنوعت الاتفاقيات بين استكشاف المواقع الهيدروكربونية وتطويرها، وتوسعة مواقع قائمة، بالإضافة إلى التمهيد لطموح قوي بالربط الكهربائي مع السوق الأوروبية، خاصة إيطاليا.

وتتناغم الاتفاقيات مع طموح زيادة الإنتاج ووتيرة الاكتشافات، التي تنتهجها الشركة الجزائرية منذ سنوات، ودعمتها بخطّة خمسية واستثمارات بمليارات الدولارات.

مستهدفات الطاقة في الجزائر

شهدت اكتشافات النفط والغاز في الجزائر نموًا ملحوظًا، ومنذ بداية العام الجاري حتى الآن، أعلنت سوناطراك ما يقرب من 8 اكتشافات أضافت إلى احتياطيات البلاد المزيد من الموارد، وأسهمت في تأمين الطلب المحلي وزيادة الصادرات.

وتُقدَّر احتياطيات الجزائر -حاليًا- بنحو 12.2 مليار برميل نفط و159 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، في حين يصل الإنتاج اليومي إلى 910 آلاف برميل نفط، و9.9 مليار قدم مكعبة غاز.

ويكشف الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم إنتاج النفط الجزائري خلال آخر 5 سنوات:

وتخطّط الدولة الأفريقية الرائدة لرفع إنتاج الغاز إلى 200 مليار متر مكعب سنويًا خلال السنوات الـ5 المقبلة؛ ما يعمّق مكانة الجزائر في سوق الطاقة العالمية مع زيادة الصادرات، طبقًا لموقع إنرجي كابيتال آند باور (Energy Capital & Power).

وبحسب ما أُعلن شهر يوليو/تموز الماضي، تعتزم الجزائر طرح جولة تراخيص للتنقيب عن النفط والغاز خلال الربع الرابع من العام الجاري، التزامًا باتفاقيات وشراكات التطوير بين سوناطراك وكبريات شركات الطاقة العالمية.

وفي السطور اللاحقة، تستعرض منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) 6 اتفاقيات بارزة، لإثراء اكتشافات النفط والغاز في الجزائر، جرى توقيعها العام الجاري، وأنعشت خطط قطاع الطاقة في البلاد.

1) الاتفاق مع توتال إنرجي

عزّزت شركة سوناطراك خطط التوسع في اكتشافات النفط والغاز لدى الجزائر بتوقيع مذكرة تفاهم مع شركة توتال إنرجي الفرنسية، في أبريل/نيسان الماضي.

ووفق مذكرة التفاهم، تتعاون الشركتان في تقييم إمكانات الغاز وتطويرها بمنطقة الشمال الشرقي لولاية تيميمون، بجانب تفعيل مرافق معالجة قيد التشغيل حاليًا.

وتدير سوناطراك وتوتال بصورة مشتركة أصولًا عدّة، من بينها حقلا “تين فوي تبنكورت 2″، و”تين فوي تبنكورت” وأصول في حوضي تيميمون وبركين.

ويُتيح اتفاق التفاهم تقييم نتائج اكتشافات النفط والغاز في الجزائر، ويغطي الاتفاق عقود الشراكة للأصول الـ4.

وبدأ حقل تيميمون التطوير المشترك عام 2018، ووصل إنتاجه اليومي إلى 5 ملايين متر مكعب من الغاز.

ويأتي إنتاج حقل تيميمون (الخاضع لإدارة سوناطراك بنسبة 51، وتوتال 37.75%) من 37 بئرًا، ويشمل مرافق معالجة وخطوط أنابيب تنقل الإمدادات إلى حقل حاسي الرمل.

وتحظى بعض الأصول بضخ استثمارات جديدة بموجب الاتفاق، منها تعزيز منطقة تين فوي تبنكورت 2 “تي إف تي 2” بـ332 مليون دولار، للمساعدة في استرداد بعض الاحتياطيات التي تُقدَّر بنحو 43 مليار متر مكعبة من الغاز، و4.3 مليون طن مكثفات، و5.7 مليون طن غاز نفط مسال.

ويُمنح مشروع تين فوي تبنكورت جنوب “تي إف تي ساوث” بنحو 407 ملايين دولار، تُسهم في استعادة احتياطيات قدرها 11.5 مليار متر مكعب من الغاز، و1.3 مليون طن من المكثفات، و1.6 مليون طن من غاز النفط المسال.

ومن شأن مذكرة التفاهم والاستثمارات المرتقب ضخّها زيادة إنتاج المنطقتين من 60 ألف برميل مكافئ يوميًا حاليًا، إلى 100 ألف برميل مكافئ بحلول عام 2026.

2) اتفاق الغاز مع إيني

شهد شهر مايو/أيّار الماضي نقلة لمستقبل اكتشافات النفط والغاز في الجزائر، بتوقيع مذكرة تفاهم بين سوناطراك وشركة إيني الإيطالية، بهدف تعزيز شراكتهما القائمة، ودعمها ببرنامج بحثي جديد.

ويركّز الاتفاق على تطوير إمكانات النفط والغاز في مناطق عدّة، من بينها: (الزمول، ورورد اللوح، ورورد مسعود)، استكمالًا لاتفاق جرى بين الشركتين -بجانب الشريك الثالث إكوينور النرويجية- في مارس/آذار الماضي.

وتعدّ إيني أكبر منتج أجنبي يستهدف تطوير اكتشافات النفط والغاز في الجزائر، إذ يصل صافي إنتاجها إلى 95 ألف برميل مكافئ يوميًا؛ ما يدفعها إلى توسعة محفظتها بصورة مستمرة، عبر الاستحواذ على المزيد من المربعات، خاصة في حوض بركين ومحيطه.

وتسيطر الشركة الإيطالية حاليًا على 45.89% من مربع عين أمناس، و33.15% من مربع عين صالح.

من مراسم توقيع صفقة بين سوناطراك وإيني وإكويتور
من مراسم توقيع صفقة بين سوناطراك وإيني وإكوينور

3) الاتفاق مع إكسون موبيل

دخلت شركة إكسون موبيل الأميركية في اتفاق مع سوناطراك في مايو/أيّار الماضي أيضًا، وبموجب مذكرة التفاهم الموقّعة استهدفت الشركتان استكشاف أصول غاز وتطويرها في حوضَي أحنت وقورارة، ويأتي الاتفاق عقب عام من إعلان سوناطراك اكتشافيْن في الحوضيْن.

وسلّط الاتفاق الضوء على تطوير الغاز الصخري، للاستفادة من موارده الضخمة في الحوضيْن المذكوريْن، بما يُقدَّر بنحو 60 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج، مع مراعاة معايير البيئة والاستدامة.

ويكتسب الاتفاق أولوية أوسع نطاقًا، إذ يُعدّ بمثابة عودة لإكسون موبيل إلى قطاع الطاقة في الجزائر، عقب مفاوضات ومشاورات استغرقت أشهرًا، بمشاركة مسؤولي الشركتين.

وفي ظل تخوّف شركة إكسون موبيل من قانون المحروقات، وفّرت الجزائر الضمانات اللازمة لجذب استثمارات الشركة الأميركية لاستكشاف الغاز الصخري في حوض أحنت الذي يعود إلى العصر السيلوري.

4) الاتفاق مع سينوبك

جذب قطاع الطاقة في الجزائر أنظار شركة سينوبك الصينية -أيضًا-، ولم يقتصر على الشركات الأميركية والفرنسية والإيطالية.

ووافقت سوناطراك وسينوبك على مذكرة تفاهم لتطوير النفط والغاز لدى الدولة الأفريقية، وسيمتد الاتفاق ليشمل توسعة الشراكة في مجالات: الاستكشاف، وتطوير الخزانات، والمكامن، والطاقة المتجددة، والبتروكيماويات، وفق ما نشرته رويترز آنذاك.

وجاء هذا الاتفاق -الموقّع في يونيو/حزيران الماضي- عقب 3 أشهر من اتفاق آخر بين الشركتين الجزائرية والصينية، للاتفاق على ركائز تطوير منطقة استكشاف حاسي بركين.

5) الاتفاق مع شيفرون

جذبت موارد حوضي أحنت وبركين شركة شيفرون الأميركية، ووقّعت الشركة مذكرة تفاهم مع سوناطراك في يونيو/حزيران الماضي.

وتهتم الشركتان بتطوير موارد النفط والغاز في الحوضين، مع التركيز على الغاز الطبيعي والصخري، وفق معايير تراعي الكفاءة التقنية والتشغيلية ومبادئ الاستدامة.

مسؤولون من سوناطراك وشيفرون على هامش التوقيع على مذكرة التفاهم
مسؤولون من سوناطراك وشيفرون على هامش توقيع مذكرة التفاهم – الصورة من موقع الشركة

وأثرى الاتفاق خطط تعزيز اكتشافات النفط والغاز في الجزائر، خاصة أنه يشكّل حجر زاوية للتعاون بين الشركتين في مجالات استكشاف المحروقات وإنتاجها.

وتنظر الشركة الأميركية إلى الجزائر بوصفها تملك نظامًا عالميًا للنفط وموارد هائلة من الهيدروكربونات.

6) اتفاق الكهرباء مع إيني

لم يقتصر استثمار الشركات الأجنبية في قطاع الطاقة ودعم اكتشافات النفط والغاز لدى الجزائر على التنقيب عن الهيدروكربونات فقط، إذ امتد إلى قطاع الكهرباء أيضًا.

وفي نهاية شهر يوليو/تموز الماضي، أُزيح الستار عن تقدّم في مشروع الربط الكهربائي بين الجزائر وإيطاليا، عبر مدّ خط كهرباء بين البلدين.

ويُعدّ المشروع، الذي تعكف الشركات الـ3 -سونلغاز وسوناطراك الجزائريتان وإيني الإيطالية- على دراسة جدواه الفنية والبيئية والاقتصادية، الأول من نوعه، إذ يكتسب أبعادًا إستراتيجية واقتصادية.

وبموجب مذكرة التفاهم الموقّعة الشهر الماضي، تُنقل إمدادات الكهرباء المتجددة عبر الخط، وتُسوَّق في السوق الأوروبية، عقب دراسة جدوى الربط الكهربائي مع إيطاليا والقارة العجوز.

ويأتي المشروع خطوة إضافية لتعزيز مشروع الربط الكهربائي بين إيطاليا وأوروبا الذي شهد اتفاقًا أوليًا في يناير/كانون الثاني عام 2023، وبذلك يُحرز قطاع الطاقة في الجزائر نجاحًا إضافيًا بصفته موردًا رئيسًا للغاز والكهرباء إلى القارة العجوز.

ومن شأن الاتفاقية الاستفادة من اكتشافات النفط والغاز في الجزائر، خاصة أن الدولة الأفريقية تعتمد على الغاز وقودًا لإنتاج الكهرباء بكثافة حتى الآن، وتوفر الموارد الجديدة المحتملة مستقبل أكثر موثوقية لضمان إمدادات الكهرباء.

وأُسِّس المشروع على فائض إنتاج الكهرباء في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، بوصفها أحد أكبر منتجي الكهرباء على الصعيد الأفريقي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.