حقق اكتشاف هيدروجين طبيعي نسبة نقاء تُعدّ من بين أعلى المستويات عالميًا، في ظل السعي إلى إيجاد حلول منخفضة الكربون من أجل الحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري.

ووفق تحديثات قطاع الهيدروجين لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، توصلت شركة غولد هيدروجين الأسترالية الرائدة (Gold Hydrogen) إلى الهيدروجين الطبيعي بمستويات نقاء تصل إلى 95.8% بمواقع الحفر التابعة لها في جنوب أستراليا، وكذلك الهيليوم بنقاء يصل إلى 17.5%.

وبحسب هذه الدرجة من النقاء للهيدروجين، تبقى دولة مالي في غرب أفريقيا هي الأولى عالميًا بالنسبة لدرجة النقاء، خاصة أنه أول اكتشاف بدأ الإنتاج فعلًا.

ويُعدّ مشروع “غولد هيدروجين” في شبه جزيرة يورك أكثر تقدمًا من أيّ مشروع جديد للهيدروجين الطبيعي على مستوى العالم، كما أنه مشروع واعد لإنتاج غاز الهيدروجين الطبيعي على نطاق تجاري.

وكانت الشركة قد أشارت إلى أن “أفضل تقديراتها” لحجم الهيدروجين الطبيعي في مشروعها هو 1.3 مليون طن، وما يصل إلى 96 مليار قدم مكعّبة من الهيليوم.

نتائج اكتشاف الهيدروجين الطبيعي

أوضحت شركة “غولد هيدروجين” في تحديث للسوق عن اكتشاف هيدروجين طبيعي: “نواصل تحقيق نتائج مذهلة من جولتنا الثانية من اختبارات الآبار في حقل الهيدروجين الطبيعي الخاص بنا في جنوب أستراليا”.

وتابعت: “النتائج رائعة.. يُعتقد أن مستويات النقاء هي من بين أعلى المستويات في العالم بالنسبة للهيليوم والهيدروجين الطبيعي”.

من جانبه، صرّح المدير الإداري نيل ماكدونالد بأن مستوى 95.8% الموجود في بئر رامزي 2 هو الثاني بعد مستويات 98% التي شوهدت في مالي بغرب أفريقيا، في بئر الهيدروجين الطبيعي المستغلة الوحيدة في العالم، حيث يُحرق الهيدروجين لتوليد الكهرباء لقرية مجاورة.

وأضاف: “نحن سعداء للغاية، لأننا نحصل باستمرار على مستويات عالية من النقاء تتجاوز 73%”.

موقع اكتشاف هيدروجين طبيعي في جنوب أستراليا – الصورة من الموقع الرسمي لشركة “غولد هيدروجين”

وكشفت الشركة أنها وجدت “نفاذية عالية بشكل غير متوقع” في التكوينات الصخرية تحت الأرض، بالإضافة إلى الهيدروجين في جميع المناطق السبع التي اختُبِرَت في بئر رامزي 2 (أي في أعماق مختلفة)، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة “هيدروجين إنسايت” (Hydrogen Insight).

ويشير هذا إلى أن التكوينات “تنتج السوائل والغازات المرتبطة بها”، أي ما يشير إلى أن الهيدروجين والهيليوم يُنتَجان باستمرار؛ وهو إنجاز مهم في إزالة المخاطر بالنسبة للشركة.

وأوضح ماكدونالد: “البحث عن نظام غير نفطي يعتمد على الهيدروجين والهيليوم أمر جديد تمامًا.. جزء من هذه المرحلة الأولى كان يدور حول تأكيد وجود ضغط، وتأكيد وجود مسامية، وتأكيد وجود نفاذية، والتي كانت أفضل مما كنا نعتقد”.

مراحل اكتشاف الهيدروجين الطبيعي

قال المدير الإداري نيل ماكدونالد، إن المرحلة الثانية من المشروع تنطلق “في بداية الأسبوع الثاني من شهر يوليو/تموز تقريبًا”، التي ستشهد تركيب مضخات لاستخراج “مياه التكوين” الموجودة، و”رفع تلك المياه لتدفق الغاز بكل حرية”.

وتابع: “ما تعلمناه من عملنا هو أن هناك نقاطًا أفضل للمضي قدمًا.. لم نحفر في أفضل المواقع حتى الآن، على الرغم من أننا حصلنا على هذه النتائج الجيدة حقًا”.

وأوضح أنه في منتصف يونيو/حزيران، ستبدأ الشركة برنامجًا زلزاليًا ثنائي الأبعاد، “ما سيساعد بتأكيد العديد من المواقع الإضافية في منطقة التصريح هذه”.

وأضاف: “مواردنا المحتملة لا تتجاوز 25% من هذا التصريح.. لذا فإن ما نعرفه هو أننا حصلنا على كمية هائلة من الهيدروجين الطبيعي والهيليوم في نسبة مئوية صغيرة من تصريحنا”.

وقال ماكدونالد: “نحن نعمل على التخلص من مخاطر هذا المشروع في الوقت الحالي، ونتطلع إلى تدفّق كميات تجارية جيدة في المستقبل.. هذه الأشياء لا تحدث أبدًا في يوم واحد، أو بين عشية وضحاها، ولكننا بالتأكيد سنصل إلى هناك”.

وأضاف أن شركة غولد هيدروجين “ترغب في البداية في تحويل الهيدروجين إلى كهرباء بوصفه حدثًا تجاريًا أو نقله إلى خط أنابيب الغاز” ليُمزج بالغاز الطبيعي.

معدات الحفر في موقع اكتشاف هيدروجين طبيعي
معدّات الحفر في موقع اكتشاف هيدروجين طبيعي – الصورة من الموقع الرسمي لشركة “غولد هيدروجين”

ما هو الهيدروجين الطبيعي؟

حسب تعريفه من جانب منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يُطلق الهيدروجين الطبيعي على الغاز الموجود بصورة حرة في طبقات الأرض الجوفية، وعادةً ما يُستخرج عبر عمليات الحفر، مثل التكسير المائي وحقن مزيج من المياه والرمال والمواد الكيميائية، في ضغط مرتفع، بهدف إطلاق الغاز من الصخور.

كما يُطلق عليه الهيدروجين الأبيض تمييزًا له عن الهيدروجين الأخضر المستخلص من الماء، والهيدروجين الأزرق المستخلص عبر حرق الوقود الأحفوري، مع استعمال تقنية احتجاز الكربون وتخزينه، وغيره من الأنواع.

وتشير دراسة حديثة إلى وجود ما يصل إلى 5 تريليونات طن من احتياطيات الهيدروجين الطبيعي داخل الخزانات الجوفية تحت الأرض في جميع أنحاء العالم، ما زالت غير مكتشفة حتى الآن.

وقد زاد الاهتمام باستخراج الهيدروجين من مكامنه الطبيعية في طبقات الأرض، نظرًا لأن أغلب الإنتاج المتداول عالميًا حاليًا يأتي من مصادر الوقود الأحفوري، ما يؤدي إلى زيادة الانبعاثات خلال إنتاجه، بينما يأتي جزء ضئيل من عملية التحليل الكهربائي للماء باهظة التكاليف.

كما يتميز بانخفاض التكلفة مقارنةً بالهيدروجين الأزرق المنتج عبر حرق الوقود الأحفوري، مع احتجاز الكربون أو الأخضر المنتج عبر التحليل الكهربائي للماء.

كانت احتياطيات الهيدروجين الطبيعي غير معلومة، أو يصعب التحقق منها، خلال العقود الماضية؛ حتى أعلنت مالي اكتشاف أحد مواقع إنتاجه في عام 2012، ثم توالت المشروعات في مختلف أنحاء العالم.

وتعدّ سلطنة عمان أول دولة عربية تفكّر باستخراج الهيدروجين الطبيعي واستغلاله تجاريًا، ومن بعدها المغرب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.