وقّع الأردن صفقة لتأجير وحدة تخزين عائمة للغاز المسال، في خطوة من شأنها أن تدعم أمن الطاقة في البلاد، وتوفر إمدادات مستدامة لتلبية الطلب المتزايد، خاصة في قطاع الكهرباء.

ووقّعت شركة الكهرباء الوطنية (نيبكو)، وفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، اليوم الخميس 5 سبتمبر/أيلول (2024) مع شركة “بي دبليو للغاز الطبيعي المسال” عقد إيجار لباخرة التخزين العائمة في العقبة مدّته 10 سنوات ينتهي بالتملك.

تأتي الصفقة الجديدة بعد أيام من توقيع شركة تطوير العقبة اتفاقية مع ائتلاف الشركات العالمية “إيه جي آند بي إنترناشيونال” و”بي تي إي آند غاز إنتيك” لتطوير ميناء الشيخ صباح للغاز المسال، وسط خطط لبناء وحدة إعادة تغويز (تحويل الغاز المسال إلى صورته الطبيعية).

تأتي التحركات التي ينفّذها الأردن لتجنّب أيّ أزمات طارئة يتعرّض لها قطاع الكهرباء، أو التأثير في موثوقية الإمدادات المقدمة إلى مواطنيه.

وحدة تخزين عائمة للغاز المسال

قال مدير عام شركة الكهرباء الوطنية الدكتور سفيان البطاينة، إن الكهرباء الوطنية ستستحوذ على ملكية باخرة التخزين العائمة عند انتهاء عقد الإيجار، إذ سترسو السفينة في ميناء الشيخ صباح للغاز المسال.

وشدد على أن وحدة تخزين الغاز المسال العائمة ستؤدي دورًا محوريًا بتعزيز أمن الطاقة الوطني في المملكة، قائلًا: “نحن سعداء بالعمل مع شركة بي دبليو للغاز المسال، لتقديم حل موثوق طويل الأجل لأمن الطاقة في المملكة”.

جانب من مراسم توقيع اتفاقية باخرة التخزين العائمة -الصورة من شركة الكهرباء الأردنية

ولفت إلى أن تعديلات ستُجرى على باخرة التخزين العائمة قبل بدء عقد الإيجار بمدة كافية، من أجل تحقيق متطلبات مشروع تطوير ميناء الشيخ صباح – وحدة التغويز الشاطئية.

وبيّن أن شركة الكهرباء الوطنية “ملتزمة بإستراتيجيتنا لتوفير أمن الطاقة وتنويع مصادر إمدادات الغاز، من خلال استعمال وحدة التخزين العائمة المقدمة من شركة (بي دبليو)، إلى جانب تنفيذ البنية التحتية لوحدة إعادة التغويز البرية، وهو ما يتوافق مع اتجاه العالم نحو مجتمع منخفض الكربون والبحث عن طاقة مستدامة، ميسورة التكلفة، وموثوقة”.

يشار إلى الباخرة كانت ناقلة غاز مسال، وستُحَوَّل إلى باخرة تخزين عائمة قبل بدء العقد، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيلها خلال (الربع الثالث- الرابع من عام 2026).

وتعدّ الباخرة واحدة من بين 34 سفينة في أسطول بي دبليو للغاز المسال، الذي يشمل 4 وحدات عائمة للتخزين وإعادة التغويز و4 سفن جديدة قيد الإنشاء.

علاقة مصر

من المرجّح أن تحلّ الباخرة العائمة الجديدة محلّ الوحدة الحالية المستأجرة، التي تستغلها مصر بموجب اتفاق مشترك سبق توقيعه بين القاهرة وعمان.

وفي 28 يوليو/تموز 2024، أشارت معلومات إلى أن الحكومة المصرية تسعى إلى التعاقد -بالشراكة مع الأردن- على تصنيع وحدة إعادة تغويز عائمة، مع شركة عالمية، بهدف استقبال شحنات الغاز المسال وإعادة تغويزه وإدخاله للشبكة القومية.

وكانت مصادر قد أشارت إلى أن الأردن ومصر في مرحلة دراسة لشراء سفينة “وحدة إعادة تغويز” مشتركة، لخدمة احتياجات القاهرة وعمان في حالة استيراد الغاز المسال، وذلك لإعادته إلى صورته الغازية، ليصلح للاستهلاك في محطات الطاقة والصناعات.

جانب من مراسم توقيع اتفاقية باخرة التخزين العائمة -الصورة من شركة الكهرباء الأردنية
جانب من مراسم توقيع اتفاقية باخرة التخزين العائمة -الصورة من شركة الكهرباء الأردنية

يُشار إلى أن مصر كانت قد وقّعت في مايو/أيار 2024 عقدًا لاستئجار وحدة إعادة تغويز وتخزين عائمة إف إس آر يو (FSRU)، من شركة هوج غاليون الأسترالية، وذلك ضمن جهودها لتأمين الغاز اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبدأت مصر في شهر أبريل/نيسان 2024، شراء شحنات غاز مسال، لتفادي انقطاع الكهرباء، إذ كانت الشحنات التي تشتريها شركة “إيجاس” تتجه مباشرة إلى محطة العقبة للتغويز في الأردن، قبل نقلها من خلال خطوط الأنابيب إلى مصر.

وكان الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة الأردنية حسين الصفدي قد أكد في تصريحات سابقة أن مشروع تطوير ميناء الشيخ صباح للغاز المسال يُعدّ إستراتيجيًا، ويمثّل نقلة نوعية بمنظومة المواني في العقبة.

ولفت إلى أن المشروع يأتي بتعاون وتنسيق مباشر مع اللجان المشتركة المشكلة من وزارتَي الطاقة والثروة المعدنية، والتخطيط والتعاون الدولي، وشركة الكهرباء الوطنية، لا سيما أن ميناء الشيخ صباح للغاز أصبح أحد أبرز خيارات مصادر التزود بالطاقة في البلاد.

ويستهدف المشروع الإبقاء على خيار استيراد الغاز المسال، واستعماله في توليد الكهرباء، بالإضافة إلى تزويد الصناعات بالغاز، بصفته خيارًا إستراتيجيًا في حالات انقطاع أيٍّ من مصادر الطاقة الحالية، وكذلك توفير تكاليف إنتاج الطاقة الكهربية.

ومن المقرر أن يتضمّن المشروع بناء وحدة إعادة تغويز عائمة، لتحويل الغاز المسال المخزّن في باخرة التخزين العائمة “إف إس يو” إلى الحالة الغازية المضغوطة، بقدرة إنتاجية تصل إلى 700 مليون قدم مكعبة يوميًا، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

بعد ذلك، سيُضَخّ الغاز الطبيعي المضغوط المنتَج في وحدة إعادة التغويز التي وقّع الأردن اتفاقية إنشائها، إلى خط الغاز العربي المتجه لمحطات توليد الكهرباء في المملكة، التي تماثل قدراتها قدرات الميناء، في حين ستستغرق مدة تنفيذ المشروع 22 شهرًا من بدء العمل.

يُشار إلى أن شركة تطوير العقبة كانت قد أنشأت ميناء الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للغاز المسال في عام 2015، بإمكانات تضمن استيراد الغاز المسال، بجانب استئجار وحدة تخزين وتغويز عائمة، لتخزين الغاز المسال وإعادة تحويله إلى الحالة الغازية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.