اقرأ في هذا المقال
- تستورد باكستان الألواح الشمسية الصينية بكثافة
- تشهد أسعار الكهرباء في باكستان زيادات حادّة
- معدل استهلاك الكهرباء من الشبكة الباكستانية يتراجع
- تكلفة الألواح الشمسية قد هبطت إلى النصف
- تدفع باكستان الأموال نظير سعة كهرباء مركبة قوامها 40 ألف ميغاواط
تهدد الألواح الشمسية الصينية، التي تستوردها باكستان بكثافة، بزيادة أعباء الديون الواقعة على كاهل شبكة الكهرباء في البلد الواقع في جنوب آسيا، نتيجة تزايد تحول المستهلكين إلى الطاقة المتجددة.
ودفعت أسعار الكهرباء المرتفعة في باكستان الأسر الغنية والمصانع والمستشفيات إلى توليد الكهرباء بالألواح الشمسية بهدف توفير التكاليف؛ ما يزيد معاناة شبكة الكهرباء الرئيسة نتيجة تراجع الاستهلاك منها.
وتراجع استهلاك الكهرباء مرتفع التكلفة من الشبكة بنحو 9% في العام الماضي (2023)، إذ أدى التضخم المزدوج إلى خفض القدرة الشرائية، ودفعت الفواتير الباهظة المواطنين إلى اللجوء إلى الطاقة الشمسية وخيارات أخرى خارج الشبكة.
ومن شأن التراجع أن يفاقم المشكلات في قطاع الكهرباء المُثقَل بالأزمات، الذي تجاوزت ديونه 9 مليارات دولار، ويُستحَق الكثير منها إلى منتجي الطاقة الصينيين، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
أسعار الألواح الشمسية
تُسابِق الشركات في باكستان الزمن من أجل تغطية أسطح المصانع التابعة لها بالألواح الشمسية الصينية رخيصة الثمن، بعدما جعل الارتفاع في أسعار الكهرباء إمدادات الطاقة الحكومية من بين الأغلى في جنوب آسيا، وفق ما أوردته صحيفة فايننشال تايمز.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة فوروارد سبورتس (Forward Sports)، خواجة مسعود أختر: “كل مساحة متوافرة لدي، حتى وإن كانت لا تتجاوز أقدامًا قليلة، أرغب في تغطيتها بالألواح الشمسية”.
وضاعفت فوروارد سبورتس، التي يُعدّ مصنعها الواقع بالقرب من الحدود الهندية أحد أكبر مصنّعي كرات القدم في العالم، مستوى ألواحها الشمسية في مزيج الكهرباء لديها إلى 50% على مدار العامين الماضيين (2022 و 2023)، استجابةً منها للضغوط الواقعة عليها من قبل شركة أديداس للتحول إلى استعمال الطاقة النظيفة.
وكانت أديداس قد تعاقدت مع فوروارد سبورتس لإنتاج الملايين من كرة القدم سنويًا، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويستثمر أختر الآن حصة من الأرباح المتحققة خلال 2023 في استيراد شحنة أخرى من الألواح الشمسية من الصين لرفع حصة إمدادات الطاقة الشمسية في عملياته التجارية إلى 80% بحلول أبريل/نيسان (2025)، بهدف التخفيف من تأثير ارتفاع التعرفات الجمركية في الكهرباء التي تزوّدها الدولة.
وقال أختر: “تلك هي الوسيلة الوحيدة التي يمكننا بها هزيمة منافسينا في الصين والهند”، مضيفًا: “الله منحنا تلك الهبة للخروج من تلك الفوضى”.
الصين والفوضى
تنخرط الصين في الجانب الآخر من الفوضى الحاصلة في قطاع الطاقة الباكستاني؛ فلكي تضع نهاية لنقص الكهرباء الكبير الذي كانت تعانيه قبل عام، اقترضت إسلام آباد مليارات الدولارات من مقرضين صينيين وآخرين لإصلاح قطاع الطاقة لديها، مع تعهدات بدفع عوائد مدعومة من الدولة ومرتبطة بالدولار، والتزامات بدفع ثمن الكهرباء غير المستعملة.
وتدفقت معظم التمويلات إلى محطات الكهرباء العاملة بالفحم، كما تضاعفت تعرفة الكهرباء في باكستان إلى أكثر من الضعف خلال السنوات الـ3 الماضية وحدها؛ إذ قلّصت الحكومة التي تعاني نقص السيولة الدعم، ومررت مدفوعات السعة المستحقة لمنتجي الطاقة إلى المستهلكين.
وفي معرض استجابتهم لهذا الوضع، استغل الباكستانيون الأثرياء السطوع الشمسي القوي في بلادهم عبر استيراد الألواح الشمسية الصينية بنحو 1.4 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2024؛ ما يجعل البلاد ثالث أكبر وجهة لاستيراد الخلايا الشمسية الصينية في العالم، وفق شركة بلومبرغ نيو فاينانس إنرجي (BloombergNEF)، المعروفة اختصارًا بـ بلومبرغ إن إي إف (BloombergNEF).
وقال الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة الاستيراد شمس باور (Shams Power) -ومقرّها لاهور- إرتيزا عبيد، إن الشركات المتعددة الجنسيات في باكستان، بما في ذلك كوكا كولا ومونديليز (Mondelez) وهيونداي، تستعمل بكثافة الألواح الشمسية المستوردة من الصين؛ إذ تسعى تلك الشركات إلى تحقيق وفورات تصل إلى 70 % في فواتير الكهرباء.
وترى الحكومة الفيدرالية الباكستانية أن التحول إلى الألواح الشمسية الصينية يصُبّ في صالح البيئة في البلاد، بعد أن تسبَّب تغير المناخ في ظهور نوبات طقس متطرف، بما في ذلك موجات الحرارة القاتلة والفيضانات الكاسحة، التي خلّفت وراءها ما يزيد على 1500 قتيلًا في عام 2022.
تهديد الشبكة
قال وزير الطاقة الباكستاني عوبيس ليغاري، إن الاستعمال المكثف للألواح الشمسية الصينية يُهدد برفع أسعار الكهرباء المزودة بوساطة الشبكة في باكستان، وجعلها غير ميسورة.
وأضاف ليغاري في تصريحات إلى فايننشال تايمز، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة: “الطلب على الشبكة ينكمش، وهذا مصدر باعث للقلق بالنسبة لنا”.
وفي أوائل العام الحالي (2024)، اشتكت وزارة الطاقة من أن التحول إلى الطاقة الشمسية في باكستان قد تنامت وتيرته بأسرع من اللازم، نتيجة سياسة تطبّقها الحكومة وتجيز شراء بعض الفائض في الطاقة الشمسية من الأسر والصناعة بأسعار فوق أسعار السوق.
ويواجه المستهلكون ذوو الدخول المنخفضة في باكستان، والمقدَّر عددهم بـ30 مليون شخصًا، ممن لا يستطيعون تحمّل تكاليف شراء الألواح الشمسية الصينية، زيادة كبيرة في أسعار إمدادات الكهرباء المزودة من قبل الحكومة.
الشركات تشتكي
تشتكي المجموعات الصناعية المحلية من أن تكاليف الكهرباء تزيد بواقع الضعف على نظيراتها في الهند أو بنغلادش.
وتضطر بعض المصانع إلى الغلق بالكامل، حتى في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة إلى تعزيز الصادرات، من أجل تغيير نموذج الاقتصاد القائم على الاستيراد.
وقالت كبيرة محللي الألواح الشمسية في “بلومبرغ إن إي إف” جيني تشيس، إن تكلفة الألواح الشمسية قد هبطت إلى النصف، لتصل إلى قرابة 10 سنتات لكل واط، من 24 سنتًا في العام الماضي (2023).
وأوضحت تشيس: “أسعار الكهرباء في باكستان قد ارتفعت، ولذا أصبح مجديًا اقتصاديًا بالنسبة للمصانع والأسر الغنية أن تدفع تكلفة تركيب الألواح الشمسية”.
وتدفع باكستان الأموال نظير سعة كهرباء مركبة قوامها 40 ألف ميغاواط، رغم أن استهلاك سكانها البالغ عددهم 246 مليون نسمة لا يتجاوز قرابة نصف تلك السعة سنويًا، ومحاولة إعادة هيكلة تلك التكاليف عبر تمريرها إلى فواتير الكهرباء المنزلية.
ورغم أن الاستثمار في إمدادات الطاقة ساعد على تخفيف انقطاع الكهرباء في باكستان، فإنه أثقل كاهل الشبكة بديون تخطّت 9 مليارات دولار، بحسب فايننشال تايمز.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..