اقرأ في هذا المقال

  • تتزايد الاكتشافات النفطية في سورينام خلال السنوات الأخيرة
  • تمتلك سورينام أكثر من 12.5 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي
  • تأمل سورينام في أن تكرر سيناريو جارتها غايانا
  • من المتوقع أن تتخذ توتال إنرجي قرار الاستثمار النهائي بشأن مشروعها في المربع 58 بحلول نهاية هذا العام
  • يقع المربع رقم 52 الذي يغطي مساحة قدرها 4 آلاف و749 كيلومترًا مربعًا شمال عاصمة سورينام

تتسارع وتيرة الاكتشافات النفطية في سورينام خلال السنوات الأخيرة على أيدي المطورين الأجانب، ما يمكن أن يساعد البلاد على الخروج من أزمتها الاقتصادية الطاحنة.

ووفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يتجاوز إجمالي اكتشافات النفط في سورينام -حاليًا- 2.5 مليار برميل من الخام والسوائل، ولدى البلد الواقع في شمال أميركا الجنوبية ما يزيد على 12.5 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.

وتأمل حكومة سورينام تكرار سيناريو جارتها غايانا التي نجحت في أن ترتقي إلى مكانة عالية في لعبة إنتاج النفط وتصديره في العالم، ما وضعها على مسار يقودها إلى أن تصير واحدة من أغنى الدول في القارة اللاتينية.

لكن سورينام قد تواجه بعض التحديات في استخراج المواد الهيدروكربونية الموجودة أسفل مياهها الإقليمية، مع تسارع الجهود المناخية والدفع نحو تحقيق الحياد الكربوني.

اكتشافات جديدة

يقترب حجم الاكتشافات النفطية في سورينام التي أعلنتها شركة بتروناس (Petronas) الماليزية في بئري النفط رويستونيا (Roystonea) وفوسايا (Fusaea)، الواقعتين في المربع 52 البحري، من 400 مليون برميل.

ومن الممكن أن تُستعمَل تلك الاكتشافات في تزويد سفينة عائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ بنحو 100 ألف برميل يوميًا من سعة معالجة النفط، ما يفتح الباب أمام أول مشروع تطوير مُعتمَد في البلاد، وفق ما أوردته بلومبرغ، نقلًا عن شركة أبحاث السوق “وود ماكنزي”.

وقال المدير التنفيذي لقطاع التنقيب والإنتاج نائب الرئيس التنفيذي لشركة بتروناس، أديف ذو الكفل: “عززت النتائج الإيجابية التي تحققت من بئر استكشاف فوسايا-1 مكانة بتروناس في سورينام حول ما يتعلق بالموارد الهيدروكربونية، بعد اكتشافات سلونيا-1 (Sloanea-1) ورويستونيا-1”.

من جهته، قال نائب رئيس الاستكشاف في بتروناس، محمد ريداني عبدالرحمن: “إن نجاح فوسايا-1 هو شهادة على التقدم في فهمنا الجيولوجي لتلك المنطقة، مدعومًا بالنجاح الأخير المتحقق في رويستونيا-1 وسلونيا-1”.

وأضاف عبدالرحمن: “أسفرت تلك الاكتشافات عن توسيع الآفاق بصورة كبيرة وإمكانات تطوير النفط والغاز المتكاملة داخل المربع 52”.

وتابع: “في مساعيها الرامية لتحقيق موارد مادية مستدامة وعالية القيمة، تظل بتروناس ملتزمة بأنشطة الاستكشاف في المربعات المهمة بصفتها جزءًا من جهود الترشيد في محفظتها”.

ويقع المربع رقم 52، الذي يغطي مساحة قدرها 4 آلاف و749 كيلومترًا مربعًا، شمال ساحل العاصمة السورينامية باراماريبو، ويقع داخل حوض سورينام-غايانا البحري.

وتُعد بتروناس المشغل للمربع 52 بنسبة 50%، في حين تبرز شركة إكسون موبيل الشريك الرئيس لها، في معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وبالإضافة إلى المربع 52، تتولى بتروناس تشغيل المربعين 48 و63، ولديها حصة مشاركة نسبتها 100% وحصة غير تشغيلية بنسبة 30% في المربع 64.

منصة نفطية بحرية في سورينام – الصورة من موقع “أويل برايس”

نموذج غايانا

تقترب شركتا توتال إنرجي (TotalEnergies) الفرنسية وشريكتها أباتشي الأميركية “إيه بي إيه كورب” (APA Corp) من الموافقة على تطوير وحدة إنتاج وتخزين وتفريغ عائمة في المربع 58، في حين من الممكن أن يشهد المربع 53 الواقع شمال رويستونيا، تطويرات أوسع.

ومن المتوقع أن تتخذ توتال إنرجي قرار الاستثمار النهائي بشأن مشروعها في المربع 58 بحلول نهاية العام الحالي (2024)، وتتطلع إلى بدء الإنتاج في عام 2028، ما سيرفع مع معدل الاكتشافات النفطية في سورينام.

وغالبًا ما يُنظر إلى سورينام على أنها مرشحة لتكرار الطفرة النفطية التي شهدتها غايانا، إذ إن البلدين المتجاورين يشتركان في حوض هيدروكربوني واحد.

ومع ذلك، استغرقت جهود الاكتشافات النفطية في سورينام وقتًا أطول، كما أن النجاح الهائل الذي حققته شركة إكسون موبيل في حقل ستابروك (Stabroek) واكتشافاتها الـ10 لم يتكرر بعد في جارتها غايانا.

وفي غايانا تصل قيمة تطوير وحدة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة في مربع ستابروك إلى أكثر من 150 مليار دولار، على فرضية أن أسعار مزيج خام برنت القياسي تلامس 65 دولارًا للبرميل، مقسمةً بين الحكومة والملاك الـ3 الآخرين، بحسب وود ماكنزي.

وفي شهر أبريل/نيسان (2024) منحت عملاقة الطاقة الأميركية إكسون موبيل الضوء الأخضر لتطوير سادس وحدة إنتاج وتخزين وتفريغ عائمة في مربع ستابرويك .

نتائج غير مرضية

قبل عامين كشفت شركتا بتروناس وإكسون موبيل، النقاب عن نتائج غير مرضية من مشروع الحفر في المربع رقم 52.

ولكن هذا الأسبوع، اكتشفت الشركتان الخام في المربع نفسه، ما أحيا الآمال بحدوث طفرة في الاكتشافات النفطية في سورينام.

ولم تحدد الشركتان حجم الاكتشافات النفطية في سورينام، غير أنها ستكون الثالثة في المربع نفسه، وفي المجمل، استغلت بتروناس وإكسون موبيل نحو 400 مليون برميل من الاحتياطيات.

وخلال السنوات الـ6 الماضية شهد سورينام 9 اكتشافات في المياه العميقة، لكن التطوير التجاري لأي منها ما يزال مسألة مستقبلية، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتحرص الحكومة على تحفيز صناعة النفط والغاز، ومنحت حوافز ضريبية لشركتي بتروناس وإكسون لتطوير مشروع المربع 52 الخاص بهما.

موضوعات متعلقة:

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.