يعتزم البنك المركزي الإيراني إطلاق عملته الرقمية، الريال الرقمي، في المستقبل القريب كجزء من جهد أكبر لتحديث النظام المصرفي في البلاد وتحسين التعاون المالي الدولي.

وكشف محمد رضا فرزين، محافظ البنك المركزي الإيراني، عن الخطط القادمة لإطلاق الريال الرقمي خلال المؤتمر السنوي الحادي عشر حول الأنظمة المصرفية والدفع الحديثة.

وفي حديثه وصف فرزين المؤتمر بأنه فرصة لمراجعة السياسات وتحديد المسار المستقبلي للنظام المصرفي.

وقال: “بصفتي المحافظ، تسمح لي هذه المنصة بتقييم الاستراتيجيات وتحديد المسار إلى الأمام. وسنقوم بدمج الأفكار المشتركة هنا في صنع السياسات لدينا”.

سلط فرزين الضوء على نقاط القوة والتحديات التي يواجهها النظام المصرفي الإيراني، مؤكداً على بنيته التحتية الرقمية القوية.

وأشار إلى أن “شبكة الدفع الإيرانية شتاب، التي تتم فيها معالجة المعاملات في أقل من ثانيتين، تعد من بين الأكثر كفاءة في المنطقة”.

وأكد على التشغيل الوشيك للريال الرقمي، مشددًا على التزام البنك المركزي بتطوير الممارسات المصرفية الحديثة.

وأضاف فرزين: “إن تطوير أنظمة مصرفية مبتكرة هو مسؤولية البنك المركزي في جميع أنحاء العالم، ونحن عازمون على الوفاء بهذا الواجب في إيران”.

وفي معرض حديثه عن التفاعلات المصرفية الدولية، أقر فرزين بالتحديات التي تفرضها العقوبات لكنه أشار إلى التقدم في الحلول البديلة.

وقال: “لا تزال العقوبات تشكل عقبة كبيرة، لكننا قطعنا خطوات ملحوظة في السنوات الأخيرة”، مستشهدًا بتنفيذ نظام “ACU-MIR”.

تم وضع هذه المنصة، المصممة للتعاون المالي الآسيوي، كبديل لـ SWIFT، مما يتيح إجراء المعاملات مع دول مثل الهند وباكستان.

وأوضح فرزين أن نظام ACU-MIR أصبح جاهزًا للعمل بشكل كامل في 2 أكتوبر وعزز قدرة إيران على إدارة العقوبات بشكل فعال.

وقال “لقد استبدلنا سويفت بهذه المنصة وعززنا علاقاتنا مع مجموعة البريكس، التي تشكل التجارة العالمية بخطة استراتيجية حتى عام 2025″، مضيفًا أن الخطة تركز على توسيع استخدام العملات المحلية، وخلق فرص لإيران للاندماج في النظام.

وأشار فرزين إلى أن “الصين وروسيا تتقدمان بالفعل في هذا الاتجاه، ونحن نهدف إلى تسوية المعاملات باستخدام عملات البريكس”. كما ذكر منصة تسوية عبر الحدود في مراحلها المبكرة حاليًا، والتي يمكن أن تسهل التبادلات المالية الدولية بشكل أكبر.

وفيما يتعلق بالاتصال الإقليمي، قدم فرزين تفاصيل الجهود المبذولة لربط شبكة الدفع الإيرانية شتاب بنظام مير الروسي.

وقال “مؤخرًا، تم ربط شتاب بنظام مير الروسي، والعديد من البنوك تعمل الآن على النظام”.

وبينما لا يزال الطرح في مراحله الأولية، أعرب عن تفاؤله بشأن التوسع التدريجي.

وتشمل الخطط المستقبلية تمكين السياح الروس من استخدام أنظمة نقاط البيع الإيرانية هذا الشتاء والسماح للسائحين الإيرانيين بالوصول إلى خدمات نقاط البيع الروسية بحلول أوائل عام 2025.



رابط المصدر

شاركها.