تعهدت مجموعة السبع الصناعية بالتخلص من الفحم في توليد الكهرباء بحلول عام 2035، في خطوة بارزة على طريق خفض الانبعاثات، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
ورغم أن حصة الفحم ضئيلة بمزيج الكهرباء في بلدان المجموعة (إيطاليا والولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، واليابان، وكندا، وألمانيا)، مقارنة بالمتوسط العالمي، لكن يُتوقع أن تشكّل نحو 44% من إجمالي الناتج المحلي العالمي في 2024، وهو ما يجعل القرار مؤثرًا في تجارة الفحم الدولية.
وعلى نحو خاص، يُحدِث التعهد الجديد تغييرات داخل تجارة الفحم في اليابان وألمانيا والولايات المتحدة التي يبلغ اعتمادها على الفحم 29% و25% و16% على الترتيب.
ويكشف ذلك الاعتماد الكبير في أكبر 3 اقتصادات تصنيع عالمية، أن مجموعة السبع ما زالت تواجه تحديًا كبيرًا في تحقيق تعهدها الجماعي بالتخلص من الفحم على مدار العقد المقبل.
توليد الكهرباء بالفحم
جاء قرار مجموعة السبع الصناعية بالتخلص من الفحم خلال اجتماع المجموعة في إيطاليا المنتهي أمس (30 أبريل/نيسان 2024)، بوصفه تعهدًا جديدًا رفيع المستوى تجاه تحول الطاقة بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري.
وتشكّل 5 مصادر -هي الطاقة الكهرومائية والنووية والمتجددة والفحم والغاز الطبيعي- مزيج توليد الكهرباء في مجموعة السبع.
وبلغت نسبة الغاز الطبيعي 34%، والطاقة النووية 18%، والطاقة المتجددة 18%، والطاقة الكهرومائية 11%.
وجاء الفحم في المركز الرابع على قائمة أكبر مصادر توليد الكهرباء بالمجموعة في عام 2023 المنصرم، بما يمثل 15% من المزيج الإجمالي هناك، وفق بيانات مركز إمبر لأبحاث الطاقة (Ember).
وبلغت كمية الكهرباء المنتجة من الفحم 1115 تيراواط/ساعة في 2023، مقارنة بـ10 آلاف و93 تيراواط/ساعة عالميًا.
وبذلك بلغت حصة مجموعة السبع من استهلاك الفحم في توليد الكهرباء عالميًا في العام الماضي 11% بانخفاض عن 26.5% في 2013، و44% في 2003، ما يوضح حجم التراجع الكبير لاستعمال الفحم وتزايد ضغوط إزالة الكربون من منظومة الكهرباء.
وعلى سبيل المقارنة، فإن المتوسط العالمي لتوليد الكهرباء بالفحم في 2023 بلغ 37%، ما يزيد بمقدار مرتين على متوسط مجموعة السبع، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.
وحول الانبعاثات، أطلقت بلدان مجموعة السبع نحو 1.035 مليار طن متري من ثاني أكسيد الكربون وغازات أخرى نتيجة استعمال الفحم في توليد الكهرباء، بنسبة 10.8% من إجمالي الانبعاثات العالمية وبانخفاض عن 2.2 مليار طن في 2023 و2.6 مليار طن في 2003، وهو أقل مستوى مسجل، بحسب “إمبر”.
هل التخلص من الفحم في المتناول؟
ثمة تباين واضح بين الدول الأعضاء في مجموعة السبع الصناعية في حجم الاعتماد على الفحم لتوليد الكهرباء.
وكانت فرنسا الأقل اعتمادًا على الفحم لصالح الطاقة النووية التي تستحوذ على الجزء الرئيس من مزيج الكهرباء هناك.
وبلغت النسبة في بريطانيا نحو 1.1%، وفي إيطاليا 4.9%، وكندا 5.6%، و29% في اليابان، و25% في ألمانيا، و16% في الولايات المتحدة.
وخلال المفاوضات السابقة للقرار، اعترضت دول -مثل ألمانيا واليابان- على موعد التخلص من الفحم الذي اقترحته إيطاليا (رئيسة الدورة الحالية لقمة المجموعة).
ونص البيان الختامي على تعهُّد الدول الأعضاء بالخروج التدريجي لمحطات توليد الكهرباء بالفحم خلال النصف الأول من العقد المقبل، “أو وفق جدول زمني يتسق مع اتفاق باريس للمناخ، وبما يتماشى مع طرق تحقيق الحياد الكربوني محليًا”.
حركة تجارة الفحم
على عكس الولايات المتحدة وألمانيا اللتين تتمتعان باكتفاء ذاتي من الفحم بسبب الصناعة المحلية التي تغذّي معظم احتياجات الكهرباء، تعتمد اليابان بالكامل -تقريبًا- على واردات الفحم، وكانت ثالث أكبر مستورد للفحم الحراري في العالم خلال عام 2023 المنقضي، إذ استوردت أكثر من 110 ملايين طن متري.
وإذا امتثلت اليابان لتعهد المجموعة بالتخلص من الفحم بحلول 2035، ستطرأ تغييرات كبيرة على حركة الفحم العالمية، خاصة كبار الموردين وهم: إندونيسيا وروسيا وكندا.
وفي المقابل، يمكن أن تمتص اقتصادات أخرى سريعة النمو -ومنها الهند والفلبين وفيتنام- بعض الأحجام التي ستتجنّب دول مجموعة السبع شراءها على المدى القريب.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..