سجّل مشروع الربط الكهربائي بين إسرائيل وأوروبا تقدمًا جديدًا، بالتوازي مع محادثات جارية مع مستثمرين للمضي قدمًا في تنفيذ المشروع، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ودخلت شركة إدارة الاستثمارات “ميريديام” ومقرّها باريس (Meridiam) في هيكل حملة أسهم شركة “غريت سي إنتر كونكتور” (Great Sea Interconnector) المسؤولة عن تنفيذ مشروع الربط بين اليونان وقبرص وإسرائيل، مع مشغل شبكة النقل اليونانية المستقل (IPTO).

وتُعد شركة ميريديام المستثمر الرئيس لأول خط ربط كهربائي بين المملكة المتحدة وألمانيا، الذي ما زال قيد الإنشاء “نيو كونيكت” (NeuConnect).

وأعلن المشغل اليوناني، أن المناقشات جارية مع مستثمرين آخرين بشأن المشاركة بحصص الأسهم في مشروع الربط الكهربائي بين إسرائيل وأوروبا، ومنهم شركة أبوظبي الوطنية للطاقة طاقة الإماراتية، وشركة أميركية.

ويجري مشغل شبكة النقل اليونانية محادثات ذات صلة مع مصارف تجارية محلية، وبنك قبرص، للمشاركة في تمويل المشروع الضخم الذي يستهدف نقل الكهرباء بين أوروبا وآسيا.

تطورات الربط الكهربائي بين إسرائيل وأوروبا

يتضمّن مشروع الربط الكهربائي بين إسرائيل وأوروبا عبر جزيرة كريت اليونانية خط كهرباء متعدد المحطات بقدرة 2000 ميغاواط، وبطول يزيد على 1200 كيلومتر، على عمق يصل إلى 3 آلاف متر تحت سطح البحر الأبيض المتوسط.

وأبرمت اليونان وقبرص وإسرائيل في مارس/آذار (2021) اتفاقية مبدئية للربط بين شبكات الكهرباء في البلدان الثلاثة، عبر أطول خط كهرباء تحت سطح المياه في العالم.

خطوط الكهرباء البحرية في مشروع الربط الكهربائي بين إسرائيل وأوروبا – الصورة من “IPTO”

ومن المتوقع أن يُنهي المشروع عزلة الطاقة التي تعانيها جزيرة قبرص ويربطها ببقية أوروبا، ويضمن لكل من إسرائيل وقبرص واليونان توافر إمدادات الكهرباء، وتغذية أوروبا بالطاقة النظيفة، وفق تقرير لمنصة “أوفشور إنرجي” (offshore-energy).

وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، أُقيم حفل بدء أعمال البناء في المشروع بالقصر الرئاسي في نيقوسيا.

وفي ضوء أزمة الطاقة التي أعقبت الحرب الروسية الأوكرانية، عدّ الاتحاد الأوروبي الربط الكهربائي مشروعًا ذا اهتمام مشترك، ما يسمح بالاستفادة من تسريع مراحل التخطيط واستخراج التراخيص اللازمة وخفض التكاليف الإدارية والمشاركة العامة.

وفي يناير/كانون الثاني (2022)، حصل مشروع الربط الكهربائي بين إسرائيل وأوروبا على منحة من الاتحاد الأوروبي بقيمة 657 مليون يورو (704 ملايين دولار) في قرار وصفته قبرص بـ”التاريخي”.

(اليورو= 1.07 دولارًا أميركيًا)

وفازت شركة نيكسانز النرويجية (Nexans) بعقد تطوير خطوط التيار الكهربائي المستمر عالي الجهد بين قبرص واليونان، بقيمة 1.43 مليار يورو في يوليو/تموز (2023).

كما اختير عرض شركة سيمنس الألمانية (Siemens) بوصفه أفضل عطاء لبناء محطتي ربط محول التيار الكهربائي المستمر عالي الجهد.

اهتمام واسع

قبل نهاية عام 2023 المنصرم، أبرمت شركة طاقة الإماراتية مذكرة تفاهم لاستكشاف آفاق أن تصبح أحد حملة الأسهم في مشروع الربط الكهربائي بين إسرائيل وأوروبا.

وبموجب المذكرة، ستبحث “طاقة” إمكان الانضمام إلى مشغّل نقل الكهرباء المستقل في اليونان، وحكومة قبرص، المساهمَين بالمشروع، الذي من المتوقع أن تصل تكلفة إنشائه إلى 1.9 مليار يورو (2.04 مليار دولار).

جاءت المذكرة على هامش قمة المناخ “كوب 28” في دبي بالإمارات العربية المتحدة، بمشاركة الرئيس التنفيذي لطاقة الإماراتية جاسم حسين ثابت، ووزير الطاقة والتجارة والصناعة في قبرص جورج باباناستاسيو، والرئيس التنفيذي لشركة “آي بي تي أو” مانوس مانوساكيس.

من مراسم توقيع مذكرة التفاهم
من مراسم توقيع مذكرة التفاهم – الصورة من شركة طاقة الإماراتية

وبحلول ذلك الوقت، كان مشروع الربط الكهربائي بين اليونان وقبرص قد وصل إلى مرحلة متقدمة مع انتهاء دراسات الجدوى وإبرام عقود للهندسة والمشتريات والإنشاءات، وأبدى صندوق حكومي أميركي اهتمامه بمشروع الربط الكهربائي بين إسرائيل وأوروبا وذلك في مايو/أيار (2024).

وتقدمت شركة تمويل التنمية الدولية الأميركية التابعة للحكومة (DFC) بخطاب نيات لمشغل شبكة نقل الكهرباء المستقلة في اليونان، لإبداء الاهتمام بالمشاركة بالاستثمار في المشروع بعد إجراء عمليات تقييم اقتصادية وتقنية.

حصة قبرص

أثارت قبرص المخاوف بعد إعلان اعتزامها الاستحواذ على حصة في مشروع الربط الكهربائي بين إسرائيل وأوروبا، باستغلال قرض بقيمة 100 مليون يورو من صندوق التعافي الأوروبي.

وفي البداية، كان من المقرر أن تحصل قبرص على منحة مباشرة للبناء، والآن وباستغلال المبلغ الضخم يمكنها أن تصبح صاحبة كلمة في إدارة المشروع والإيرادات المستقبلية.

ومن المخاوف المحتملة ظهور فجوة تمويلية بقيمة 100 مليون يورو، لأن الاتحاد الأوروبي يحتفظ بإسهامه في المنحة، كما قد تتحمل قبرص الزيادات بالتكاليف المقدرة عند ملياري يورو، وهو خطر اعترفت به وزارة المالية.

ولسد الفجوة المتوقعة، قد يتعيّن على قبرص تعديل اتفاق مع اليونان بشأن نسبة التكلفة إلى المنفعة في مشروع الربط، وفق تقرير لمنصة “فايل نيوز” المحلية (philenews).

وبموجب الاتفاق المشترك يُخصص 750 مليون يورو في صورة منح ويتحمل مستهلكو البلدين البقية.

ومن جانبها، تؤكد هيئة تنظيم الطاقة في قبرص “سيرا” (CERA) الحاجة إلى التقييم الشامل للمعلومات قبل اتخاذ قرارات تؤثر في المستهلكين.

وبدوره، يضغط مشغل الكهرباء اليوناني لاسترداد التكاليف بدءًا من يناير/كانون الثاني (2024) بما يتسق مع موقف المفوضية الأوروبية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.