تترقب السيارات الكهربائية الصينية قرارًا صعبًا غدًا من إدارة البيت الأبيض بقيادة جو بايدن، غدًا الثلاثاء 14 مايو/أيار 2024، في محاولة لحماية الصناعة المحلية من طوفان إنتاج بكين الذي يغرقها، ما يثير أسئلة عديدة حول مدى نجاعة هذا الإجراء.

ووفق مقال للكاتب رالف سكولهامر، طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، من المتوقع أن تصدر أميركا قرارًا بزيادة الرسوم الجمركية بمقدار 4 أضعاف على المركبات الصينية المستوردة.

ويرى الكاتب أن محاولات الغرب -سواء من أميركا أو أوروبا- لن تفلح في القضاء على الهيمنة الصينية في تلك السوق.

ويشير إلى أن سيطرة السيارات الكهربائية الصينية لم تأتِ من فراغ، بل خلقَها عمل وسياسات هائلة، لإحكام قبضة بكين على كل حلقات سلاسل توريد تلك الصناعة في جميع مراحلها.

وفي الآونة الأخيرة انطلقت تحذيرات ضخمة من خبراء وأطراف عديدة في تلك البلدان، ومطالبات بتدارك الأزمة التي تُسبّبها القيادة الصينية لتلك الأسواق، ودفع خطرها بعيدًا عن تنافسية منتجيها.

دعم النفوذ الجيوسياسي

قال الكاتب رالف سكولهامر، في مقال نشره موقع “أنهيرد”، إن الرئيس شي جين بينغ، عمل على مدار سنوات على مستويات سياسية واقتصادية لدعم هيمنة السيارات الكهربائية الصينية على الأسواق العالمية.

وأوضح أن بكين تسيطر على موارد المعادن النادرة اللازمة لصناعة بطاريات تلك المركبات، وسوق التصميمات، فـ”الصين في سبيلها للتحكم الكامل بسلاسل الإمداد؛ ما يغذّي النفوذ الجيوسياسي للصراعات المتوقعة مستقبلًا”.

وأضاف أنه بسبب هيمنة الصين على المعادن النادرة، الضرورية لعملية تحول الطاقة، باتت مصدرًا لأكثر من 90% من ألواح الطاقة الشمسية إلى أوروبا.

ويرى الكاتب أن الصين لم تصل إلى هذا الوضع العالمي بوسائل أخلاقية غالبًا، “ولكنها استعملت أكثر أنواع الوقود الأحفوري قذارة -وهو الفحم- في السيطرة على صناعة الطاقة النظيفة، إضافة إلى الدعم الحكومي، وانتهاك حقوق العمال بفرض العمل القسري.

وغالبًا ما يقصد الكاتب منطقة شينجيانغ الصينية، التي شهدت انتهاكات حقوق الإنسان ضد مسلمي الأويغور في البلاد؛ لذلك حظرت الولايات المتحدة استيراد بعض منتجات الطاقة الشمسية المصنوعة في المنطقة منتصف 2021.

وقالت مجموعات مناصرة ولجنة من خبراء الأمم المتحدة، إن الأويغور والأقليات الأخرى تعرّضوا للاحتجاز التعسفي الجماعي من قِبل السلطات الصينية، وأُجبروا على العمل ضد إرادتهم في شينجيانغ، التي تنتج نحو نصف الإمدادات العالمية من البولي سيليكون المستعمَل في صناعة الألواح الشمسية.

مؤسس شركة تيسلا الأميركية إيلون ماسك – الصورة من التليغراف

زيارة رئيس تيسلا للصين

زار الرئيس والمؤسس لشركة تيسلا الأميركية Tesla إيلون ماسك الصين نهاية شهر أبريل/نيسان 2024؛ إدراكًا منه بأن المنافسة من الشرق الأقصى ستزيد حدّتها وقوّتها خلال السنوات المقبلة، وفق مقال الكاتب رالف سكولهامر.

ويرى الكاتب أن الزيادة المرتقبة للرسوم الجمركية على الواردات من السيارات الكهربائية الصينية في أميركا، ما هي إلّا إشارة على مدى يأس وتخبّط الدول الغربية في المنافسة مع بكين.

وقال، إن السياسات الغربية المستهدفة وقف مبيعات سيارات الوقود الأحفوري بعد بضع سنوات، تعزز هيمنة السيارات الكهربائية الصينية، خاصة أن بكين تقدّم دعمًا هائلًا لتلك الصناعة.

وكانت دول -مثل المملكة المتحدة- قد اتخذت قرارًا بتأجيل تنفيذ إجراء وقف مبيعات سيارات الوقود الأحفوري من 2030 إلى 2035؛ بسبب ضغط المستهلكين والمنتجين.

ومن المتوقع أن يتجه الاتحاد الأوروبي إلى فرض رسوم جمركية مشابهة لأميركا على منتجات الصين، لكن بسبب الاعتماد الكبير على بكين، عارض منتجو السيارات تلك الخطوة.

وقال الكاتب: “سيتعجب المؤرخون من حروب أوروبا وأميركا ضد سياسات الحزب الشيوعي الصيني الاقتصادية، وترويجهما؛ لأن ذلك سيكون في صالح الجميع، في حين أثبتت تجربة روسيا، بعد حربها على أوكرانيا، أن منح كل خيوط اللعبة للخصم سيكون له تكلفة بمجرد تدهور العلاقات”.

واختتم الكاتب مقاله بالقول: “إن الرسوم الجمركية لن تحلّ المشكلة، وستنتشر أزمة الهيمنة للقطاعات المتبقية، فمن السيارات الكهربائية الصينية و ألواح الطاقة الشمسية إلى المرحلة التالية من السيطرة على صناعات أخرى.. لقد أثبتت تجربة الماضي أن الاستهانة بالصين سياسة فاشلة”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.