تتجه تركيبات الطاقة المتجددة في أميركا لتسجيل أرقام قياسية، خلال السنوات الـ10 المقبلة، مدفوعةً بالحوافز الضريبية السخية المقدمة في قانون خفض التضخم لتسريع نشرها على مستوى البلاد.
في هذا السياق، يتوقع تقرير تحليلي حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة ومقرها واشنطن- إضافة 1000 غيغاواط إلى شبكة الكهرباء الأميركية من تركيبات الطاقة المتجددة خلال المدة من 2024 إلى 2035.
وتشمل توقعات الطاقة المتجددة في أميركا، الواردة في التقرير، كلًا من تقديرات تركيبات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لكنها قد تصل إلى 1200 غيغاواط في حال تضمين إضافات بطاريات تخزين الكهرباء.
وأقرت الولايات المتحدة، في أغسطس/آب 2022، أكبر حوافز ضريبية في تاريخها تصل إلى 370 مليار دولار لدعم مسار تحول الطاقة وتسريع مشروعات الطاقة المتجددة وتوطين صناعتها بجميع أنواعها.
توقعات الطاقة المتجددة في أميركا بحلول 2035
يستحوذ قطاع الطاقة الشمسية على أغلب النمو المتوقع لتركيبات الطاقة المتجددة في أميركا حتى عام 2035 بزيادة 2.7 مرة عن تركيبات طاقة الرياح المتوقعة، بحسب التقرير الصادر عن شركة أبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس المتخصصة.
ويتوقع التقرير وصول تركيبات الطاقة الشمسية الأميركية الجديدة إلى 737 غيغاواط، في حين ستصل تركيبات طاقة الرياح إلى 199 غيغاواط خلال المدة من 2024 إلى 2035.
ومع إضافات الطاقة الشمسية والرياح، يُتوقع زيادة قدرة بطاريات تخزين الكهرباء بنحو 221 غيغاواط خلال المدة، مع زيادة توجه الولايات الأميركية إلى مشروعات الطاقة الشمسية المزودة بأنظمة تخزين البطارية لمعالجة مشكلة التوليد المتقطع وتعزيز مرونة الشبكات واستقرارها.
وأضاف قطاع الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة 19 غيغاواط إلى الشبكة في عام 2023، بزيادة 27% عن عام 2022، وسط توقعات بأن تصل الإضافات إلى 24 غيغاواط في 2024، ثم إلى 26 غيغاواط في 2025، بحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
ويرجع السبب في ذلك، إلى أن الطاقة الشمسية صارت أرخص في التكلفة على مستوى معظم الولايات الأميركية، كما أنها تواجه عوائق أقل من طاقة الرياح في الحصول على التصاريح واختناقات الشبكة وقيود سلسلة التوريد وارتفاع أسعار الفائدة.
ورغم ذلك؛ فهناك مشكلات في سلسلة توريد المحولات الكهربائية والمفاتيح الكهربائية، كما تزداد المخاوف لدى مشغلي الشبكات من الربط المتزايد والمتسارع مع مشروعات الطاقة المتجددة في ظل ازدحام الشبكات خاصة بولايتي تكساس وكاليفورنيا.
كما يخشى مشغلو الشبكات من ارتفاع الطلب على الكهرباء في قطاع مراكز البيانات والتصنيع وقطاع تعدين العملات الرقمية؛ ما دفع الكثيرين إلى اقتراح إنشاء محطات جديدة للتوليد بالغاز للحفاظ على موثوقية الشبكة وتقليل الازدحام، بحسب تطورات قطاع الكهرباء الأميركي التي ترصدها وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.
توقعات رابطة الطاقة الشمسية الأميركية
تتفق التوقعات المتفائلة لشركة أبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس حول مستقبل الطاقة المتجددة في أميركا ولا سيما الطاقة الشمسية مع تقديرات رابطة صناعات الطاقة الشمسية الأميركية (SEIA) التي تتوقع تضاعف عدد التركيبات الشمسية في البلاد بحلول عام 2030.
وتوقع تقرير صادر عن الرابطة، نشرته وحدة أبحاث الطاقة في 22 مايو/أيار 2024، وصول إجمالي تركيبات الطاقة الشمسية التراكمية في الولايات المتحدة إلى 10 ملايين تركيب بحلول عام 2030، و15 مليونًا بحلول 2034، مقارنة بنحو 5 ملايين حتى عام 2023.
واستغرق وصول الولايات المتحدة إلى رقم 5 ملايين تركيب أكثر من 50 عامًا؛ ما يعني أنها قد تحقق مثل ما سجلته في 5 عقود خلال 6 سنوات فقط، بحسب التقرير.
وتضاعفت حصة الطاقة الشمسية في مزيج الكهرباء الأميركي 3 مرات على الأقل خلال 9 سنوات لتقفز من 1% عام 2015، إلى 4% في عام 2023، كما شكّلت أكثر من نصف قدرة توليد الكهرباء الجديدة المضافة في عام 2023، لأول مرة في تاريخ قطاع الكهرباء الأميركي.
وتتوقّع الرابطة أن تصبح الطاقة الشمسية أكبر مصدر لتوليد الكهرباء في البلاد بحلول عام 2050، بقيادة التركيبات السكنية التي ستستحوذ على 97% من إجمالي التركيبات بحلول عام 2030.
وتكفي قدرة الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة -حاليًا- لتوفير الكهرباء لنحو 32.5 مليون أسرة يمكن أن تزيد إلى 100 مليون أسرة بحلول عام 2034، إذا وصلت قدرة القطاع إلى 673 غيغاواط، بحسب توقعات الرابطة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..