شهدت الطاقة النووية في العراق خطوة جديدة مهمة، من شأنها أن تدعم قطاعي الصحة والزراعة وغيرهما من مجالات الاستعمالات السلمية للطاقة الذرية في بغداد.
ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس هيئة الطاقة الذرية نعيم العبودي، اليوم الأحد 22 سبتمبر/أيلول (2024)، إن الهيئة تمكنت من استعادة تشغيل الخلية الحرارية المعروفة بعملية التشعيع.
وأضاف العبودي أن هذا الإنجاز تحقق بأيادٍ عراقية بوساطة علماء هيئة الطاقة الذرية، مُوضحًا أن عملية التشعيع تعدّ أهم عملية لاستعمالات الطاقة النووية في العراق للأغراض السلمية.
وأشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي إلى التطبيقات والاستعمالات الواسعة لتشغيل هذه الخلية الحرارية، ولا سيما الجانب الصحي والزراعي، إذ يحتاج العراق إلى المواد الزراعية، مبينًا أنه في حال نجاح التجارب الجارية ستحدث طفرة في الإنتاج الزراعي.
وفضلًا عن الجانب الصحي والزراعي، تتضمن استعمالات تشغيل الخلية الحرارية تعقيم المواد الغذائية وتطهير المواد الصحية وحفظ المستندات والآثار.
اتفاقيات تعاون
قال العبودي، إن الزيارة الأخيرة إلى النمسا تضمنت اتفاقيات ومذكرات تفاهم بمجال الطاقة النووية في العراق مع بعض الدول العظمى، ما يُعدّ إنجازًا سيدعم بشكل كبير عمل هيئة الطاقة الذرية في المفاعل النووي الصفري والنظائر المشعّة وكذلك الكهرونووي، وفق ما أوردت وكالة الأنباء العراقية.
وفي 17 سبتمبر/أيلول الجاري، وقّع العبودي، على هامش فعاليات المؤتمر العام الثامن والستين للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، مذكرة تفاهم في مجالات التعاون الثنائي، مع مدير شركة روساتوم الروسية (ROSATOM) أليكسي ليخاتشيف.
وتُعدّ هذه المذكرة هي الأولى في مجال الاستعمال السلمي للطاقة النووية في العراق بعد عام 2003، والأولى لهيئة الطاقة الذرية بعد إصدار قانونها، بحسب العبودي.
وأكد العبودي أهمية تنفيذ بنود مذكرة التفاهم بما يخدم المصالح المشتركة لكل من بغداد وموسكو، مضيفًا أنها تحظى بأهمية خاصة، إذ تُعدّ خارطة طريق للعمل في مجال استعمال الطاقة النووية في العراق وموسكو للأغراض السلمية.
وأشار العبودي إلى حرص المؤسسات التعليمية المختصة في العراق على دعم مجالات الفيزياء النووية والهندسة النووية وتنظيم سياق التعاون مع شركة روساتوم الروسية، مُشيدًا بما تُقدّمه من منح دراسية للطلاب العراقيين بهدف تطوير الكوادر الفنية المتخصصة.
وأكد مدير روساتوم أليكسي ليخاتشيف جدّية موسكو بالتنسيق بين البلدين من أجل تجسيد مذكرة التفاهم الثنائية بصورة برامج علمية مشتركة في مجال الاستعمال السلمي للطاقة النووية.
برنامج الطاقة النووية في العراق
في يوليو/تموز الماضي، ناقش الوفد العراقي المكلّف بزيارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العاصمة النمساوية فيينا برئاسة مستشار رئيس الوزراء الدكتور حامد الباهلي، مع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، مسودة مشروع القانون النووي العراقي، وفقًا لوزارة الخارجية العراقية.
وفي مارس/آذار الماضي، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، خلال زيارته بغداد، دعم الوكالة إنشاء برنامج نووي سلمي عراقي، مشيرًا إلى أن الوكالة لديها فريق يعمل في بغداد من أجل إنجاح هذا الهدف.
وفي أبريل/نيسان الماضي، نقل بيان لمركز الوقاية من الإشعاع تدوينة لغروسي، قال فيها: إنه “بعد مرور قرابة 43 عامًا على تدمير إسرائيل أول مفاعل نووي عراقي تمّ بناؤه، تبدأ الطاقة النووية في العراق مرحلة جديدة للأغراض السلمية بدعم الوكالة الدولية”.
وتتعاون بغداد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وضع خريطة طريق لتأسيس البنى التحتية والحصول على التكنولوجيا النووية لإنشاء مفاعل نووي للأغراض السلمية في قطاع الكهرباء، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..