اقرأ في هذا المقال

  • الطلب على المياه في قطاع الطاقة يمثّل 10% من الاستهلاك العالمي
  • 21 ألف محطة تحلية عاملة في العالم، نصفها في الشرق الأوسط وأفريقيا
  • استهلاك الطاقة في تحلية المياه يتجاوز 1 كيلوواط/ساعة لكل متر مكعب
  • السعودية والأردن يخططان للتوسع في مشروعات محطات تحلية مياه البحر

تزايد الطلب على الطاقة لتحلية المياه خلال العقود الماضية، لتلبية احتياجات الزيادة السكانية المتصاعدة، خاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأظهر تقرير تحليلي حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- وجود ملياري شخص في العالم لا يحصلون على مياه الشرب الآمنة، ومعاناة ثلثي السكان من نقص المياه لمدة شهر واحد على الأقل في العالم.

ورجّح التقرير تزايُد نقص المياه في العديد من المناطق بسبب تغير المناخ وزيادة الطلب، مدفوعًا بالنمو السكاني ومتطلبات التنمية الاقتصادية، ما يزيد الطلب على الطاقة لتحلية المياه.

الارتباط المتبادل بين الطاقة والمياه

يعدّ الماء والطاقة موردين حيويين مترابطين بصورة وثيقة، فالمياه ضرورية لأغلب جوانب إنتاج الطاقة الحديثة تقريبًا، بداية من توليد الكهرباء، وحتى استخراج الوقود الأحفوري، وصولًا إلى زراعة المحاصيل اللازمة لإنتاج الوقود الحيوي.

ويستهلك قطاع الطاقة العالمية 10% تقريبًا من إجمالي استعمال المياه العذبة عالميًا، بحسب التحليل المنشور على موقع وكالة الطاقة الدولية.

على الجانب الآخر، يعتمد الحفاظ على إمدادات المياه العالمية على الطاقة التي تُستعمل في عمليات استخراج المياه من البحيرات والأنهار والمحيطات، عبر محطات رفع المياه الجوفية من طبقات الأرض وضخّها في الأنابيب والقنوات، كما تستعمل الطاقة في محطات معالجة المياه وتسليمها للمستهلكين.

إحدى محطات تحلية المياه في الشرق الأوسط – الصورة من triple pundit

ورغم أن أغلب الطلب العالمي على المياه يُلبى عن طريق المياه الجوفية والمياه السطحية القادمة من الأنهار، فإن الإجهاد المائي أدى إلى زيادة استعمال الموارد غير التقليدية، مثل المياه المالحة، ما أسهم بدوره في زيادة الطلب على الطاقة لتحلية المياه.

وتتطلب تحلية المياه فصل الملح عن المياه المالحة للبحار والمحيطات، لتتحول إلى مياه عذبة وملح مركّز، وهي عملية كثيفة الاستهلاك للطاقة، وغالبًا ما تحتاج أكثر من 1 كيلوواط/ساعة لكل متر مكعب من المياه المحلّاة، بحسب وكالة الطاقة الدولية.

تطور الطلب على الطاقة لتحلية المياه

تضاعف الطلب على الطاقة لتحلية المياه عالميًا منذ عام 2010، وتشير الاتجاهات الحالية إلى أنه سيتضاعف مرة أخرى بحلول عام 2030، بقيادة منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا التي تضم حاليًا نصف القدرة المركبة في مجال التحلية العالمية حتى الآن.

ويبلغ عدد المحطات العاملة في مجال تحلية المياه حول العالم قرابة 21 ألف محطة في 150 دولة، تتركز في الولايات المتحدة والصين، ومنطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وجنوب شرق آسيا، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، بحسب بيانات وكالة الطاقة.

وتطور الطلب على الطاقة لتحلية المياه من 392 بيتاجول عام 1990، إلى 423 بيتاجول عام 1995، ثم إلى 495 بيتاجول عام 2000، وصولًا إلى 703 بيتاجول عام 2005.

*بيتاجول تعادل كوادريليون جول (وحدة لقياس الطاقة المستهلكة)

وفي عام 2010، تجاوز الطلب على الطاقة لتحلية المياه 1023 بيتاجول، ليقفز بعدها إلى 1259 بيتاجول عام 2015، ثم إلى 1551 بيتاجول عام 2020.

يوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور الطلب على الطاقة منذ عام 1990 وتوقعاتها حتى عام 2030:

الطلب على الطاقة لتحلية المياه

كما بلغ الطلب 2024 بيتاجول في عام 2023، وسط توقعات بأن يصل إلى 3883 بيتاجول بحلول عام 2030، بحسب سيناريو السياسات الحالية لوكالة الطاقة الدولية.

وتجاوز الطلب على الطاقة لتحلية المياه في الشرق الأوسط وحده 1690 بيتاجول في عام 2023، ما يمثّل 83.5% من إجمالي الطلب العالمي.

بينما بلغ الطلب في أفريقيا نحو 265 بيتاجول، أو ما يعادل 13.1% من إجمالي الطلب العالمي، أمّا بقية المناطق فلم يتجاوز طلبها 69 بيتاجول، بحسب بيانات تحليلية مقارنة رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

ومن المتوقع نمو الطلب على الطاقة لتحلية المياه في الشرق الأوسط بنسبة 76% إلى 2098 بيتاجول بحلول عام 2030، مقارنة بعام 2023، ما سيمثّل 77% من الإجمالي العالمي المتوقع بنهاية العقد.

بينما سينمو الطلب في أفريقيا بنسبة 136% إلى 625 بيتاجول بحلول 2030، مقارنة بمستوى عام 2023، ما سيمثّل 16.1% من الإجمالي العالمي.

بيانات التحلية في الشرق الأوسط وتوقعاتها

تعدّ منطقة الشرق الأوسط من أدنى مناطق العالم في مستويات استعمال المياه العذبة للفرد، ومع تزايد عدد السكان وسهولة الوصول إلى مياه البحر، أصبحت تحلية المياه النهج الرئيس المستعمل لمعالجة ندرة المياه في المنطقة.

وتغطي المياه المحلّاة غالبية الاحتياجات المائية اليومية في العديد من دول المنطقة، أبرزها قطر والكويت والبحرين وعمان والسعودية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتخطط دول المنطقة للتوسع في مشروعات تحلية المياه خلال السنوات المقبلة، إذ يخطط الأردن لإنشاء محطة كبرى على خليج العقبة قد ترفع قدرته في التحلية من 4 مليارات لتر إلى 350 مليار لتر سنويًا، وهو ما يكفي لتزويد مدينة يبلغ عدد سكانها 2.5 مليون نسمة بالمياه.

كما تخطط السعودية لبناء مدينة جديدة يسكنها 9 ملايين شخص في الجزء الشمالي الغربي من البلاد بحلول عام 2045، ستعتمد بالكامل على المياه المحلاة من البحر الأحمر وخليج العقبة.

وكانت كميات الطاقة المستعملة في تحلية المياه بالشرق الأوسط عام 2023 تعادل نصف إجمالي الطاقة التي استهلكها القطاع السكني بالمنطقة، بحسب وكالة الطاقة الدولية.

ويأتي أكثر من 95% من الطاقة المستعملة في خدمات تحليل المياه بالشرق الأوسط من مصادر الوقود الأحفوري المتوفرة بكثافة في دول المنطقة، مع انخفاض تكلفة النفط والغاز

ويتوقع سيناريو السياسات الحالية للوكالة أن يؤدي الطلب المتزايد على تحلية المياه في الشرق الأوسط إلى زيادة حصتها من الاستهلاك النهائي للطاقة في المنطقة إلى 10% بحلول عام 2030، ثم إلى 15% بحلول 2050، مقارنة بحصّتها الحالية البالغة 7%.

بعبارة أخرى، من المتوقع أن يعادل الطلب على الطاقة لتحلية المياه في الشرق الأوسط نحو 80 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي بحلول عام 2030، أي أكثر من إنتاج مصر في عام 2022.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.