يبدو أن حجم الطلب على الهيدروجين بات معيارًا لخطط التطوير، إذ تتراجع الحكومات والشركات عن زخم الإقبال السابق على توسعات الوقود النظيف، مع تباطؤ الطلب عليه.

وعلّقت مدينة كندية خطط إنشاء محطة تزود بالوقود، ونشر 40 حافلة على الطرق، تعمل بالهيدروجين، في ظل حالة عدم اليقين تجاه الطلب، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبررت قيادات مدينة إدمونتون -خامس أكبر مدن كندا، وعاصمة مقاطعة ألبرتا- تراجعها عن خطط التطوير، بضرورة التوسع “التدريجي” في نشر التقنيات الناشئة وعدم الاندفاع في الاعتماد عليها.

محطة الهيدروجين

دفعت توقعات انخفاض الطلب على الهيدروجين، في مدينة إدمونتون الكندية، نحو “تجميد” خطة بناء محطة للتزود بالوقود النظيف، وفق ما نشره موقع هيدروجين إنسايتس (Hydrogen Insights).

وقال مسؤولون، إن عدم اليقين في قوة الطلب على المدى القريب سبَّب ارتباكًا في خطط التطوير، والتوسع في نشر استعمالات الهيدروجين بالمدينة.

إحدى حافلات الهيدروجين في مدينة إدمونتون الكندية – الصورة من موقع مجلس المدينة

ومع تغير توقعات الطلب على الهيدروجين في المدينة، اضطر مسؤولوها إلى وقف هذه المشروعات بصورة مؤقتة، مع وجود مرونة لإعادة النظر فيها مع تغير حجم الطلب.

وسعت شركة إدمونتون لخدمات النقل (Edmonton Transit Services)، أو ما يُعرف اختصارًا باسم إي تي إس (ETS)، لتطوير محطة للتزود بوقود الهيدروجين، تقع في محطة سنتنيال (Centennial) للحافلات، وأطلقت الشركة في سبتمبر/أيلول 2023 مناقصة لبناء المحطة وتشغيلها.

وبعد إغلاق المناقصة بيوم واحد، أُلغيت الطلبات الخاصة بالمناقصة، رغم تلقّيها 4 عروض، دون الإفصاح حينها عن أيّ تفاصيل متعلقة بالمشروع.

وعقب ذلك، أكد مسؤولون أن مشروع المحطة توقَّف بصورة مؤقتة، في ظل ضبابية حجم الطلب على الهيدروجين.

خطط نشر الحافلات

في إطار يعكس المخاوف من تباطؤ الطلب على الهيدروجين، تلقّت شركة “إي تي إس” رفضًا من مجلس مدينة إدمونتون لطلبها بشراء 40 حافلة تعمل بخلايا الوقود النظيف، بتكلفة 64 مليون دولارًا كنديًا (ما يعادل 47 مليون دولار أميركي).

(الدولار الكندي = 3.41 دولارًا أميركيًا).

ومقابل ذلك، صدّق مجلس المدينة على شراء 20 حافلة لطرازات عاملة بالديزل.

وكانت شركة “إي تي إس” قد شغّلت حافلتين تعملان بوقود الهيدروجين في المدينة، في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ضمن برنامج تجريبي لمبادرة تتبنّاها مقاطعة ألبرتا، بزيادة الاعتماد على وسائل النقل العاملة بالوقود النظيف.

وخصصت المقاطعة، في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما يُقدَّر بنحو 4.6 مليون دولار كندي (بما يعادل 3.4 مليون دولار أميركي) لخفض انبعاثات النقل بالتوسع في استعمال وقود الهيدروجين.

وتنوي المدينة إدخال تقنيات خلايا وقود الهيدروجين إلى حافلتين تعملان في الآونة الحالية بوقود الديزل، في حين قرر المطار الإقليمي التوسع في استعمالات الوقود النظيف بشراء 100 سيارة ركاب من طراز تويوتا ميراي.

حافلة هيدروجين في أحد المواقف
حافلة هيدروجين في أحد المواقف – الصورة من ST. Albert Gazette

معضلة الطلب

اجتمعت مخاوف تراجع الطلب على الهيدروجين في المدينة الكندية، مع التكلفة العالية للتحول والتخلّي عن الحافلات العاملة بالوقود الأحفوري.

وشكّلت الحافلات العاملة بالديزل اختيارًا فوريًا لتعويض نقص أسطول النقل في المدينة، نظرًا للتكلفة المالية العالية لنشر حافلات الهيدروجين.

وزاد من حدة المخاوف الأداء المخيّب للآمال لـ60 حافلة كهربائية تعمل بالبطارية، والتي تسبّبت مشكلات فنية بخروجها عن الخدمة في المدينة، ما أثار الشكوك حول إمكان ارتفاع الطلب على الهيدروجين والإقبال على الاستثمار في تقنيات الوقود النظيف.

ووصل الأمر إلى مقاضاة شركة بروتيرا (Proterra) الأميركية التي صنّعت بطاريات السيارات الكهربائية المنتشرة مؤخرًا في المدينة، وسط اتهامات بالإهمال، بعد أن أعلنت الشركة الأميركية إفلاسها واستحواذ شركة فينيكس موتور كارز (Phoenix Motorcars) عليها.

وحاول مجلس المدينة تجنُّب تكرار أخطاء توسّع السيارات الكهربائية، برفضه شراء 40 حافلة تعمل بوقود الهيدروجين، ووصف مسؤولون بالمجلس التعامل مع تقنيات الوقود النظيف بـ”التفاؤل الحذر”.

وقد تفتح المدينة باب تلقّي عروض محطة التزود بالهيدروجين مرة أخرى، حال اليقين في حجم الطلب على الوقود النظيف ومدى استمراره.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.