من المنتظر أن تحصل باكستان على الغاز المسال الأذربيجاني، بأسعار أقل من المتداولة في الأسواق العالمية، حال الموافقة على شراء الشحنات بصورة منتظمة.
وبحسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن مسؤولًا في باكو أبلغ مسؤولي حكومة إسلام أباد بشأن الخفض المنتظر، في محاولة لإغراء الباكستانيين لاتخاذ القرار.
ووقّعت باكستان اتفاقية لاستيراد الغاز المسال الأذربيجاني، قبل أكثر من 6 سنوات، في عهد حكومة الحركة الديمقراطية، التي تشكّلت من تيارات متعددة للوقوف ضد حكومة لاعب الكريكيت الشهير عمران خان.
ونصّت الاتفاقية على استيراد باكستان الغاز المسال من أذربيجان بصورة منتظمة لا تقلّ عن شحنة شهرية، لكن لم تحصل إسلام أباد إلّا على عدد محدود من الشحنات، رغم أن الاتفاقية لم تتضمن بندًا مثيرًا للجدل هو “الأخذ أو الدفع”، ما يمثّل تسهيلًا للاتفاقية.
لقاء مشترك
عقد وزير التجارة الباكستاني جام كمال خان لقاءً مع سفير أذربيجان في بلاده خازار فارهادوف، يوم الخميس 2 مايو/أيار 2024، ناقشا خلاله كيفية تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، حسبما ذكرت صحيفة “ذا إكسبريس تريبيون”، اليوم الأحد 5 مايو/أيار 2024.
وأكد فارهادوف، خلال اللقاء مع خان، ضرورة استئناف تصدير الغاز المسال الأذربيجاني إلى باكستان، كما ناقشا الاستثمارات المشتركة الواعدة، خاصة في قطاعي الطاقة وتكنولوجيا المعلومات.
ورغم أن باكستان لم تلتزم باستيراد شحنات الغاز المسال الأذربيجاني، فهي تشتري الغاز المسال القطري بانتظام منذ مدة طويلة، من خلال عقد طويل الأجل يتضمن بند “الأخذ أو الدفع”، الذي يبدو أنه يُعدّ السبب الرئيس لهذا الالتزام، إذ يفرض على الدولة المستوردة سداد جزء من مستحقات السلعة بصورة منتظمة، حتى وإن كانت لن تتلقّاها بصورة منتظمة.
وفي الوقت الذي تشهد فيه باكستان طلبًا متزايدًا على الطاقة، تسعى أذربيجان لإبرام عقود بيع الغاز لمدة طويلة، ليتسنّى لها ضخ استثمارات جديدة في عمليات البحث والاستكشاف والإنتاج.
وكانت تقارير عدّة، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة، قد أشارت إلى مفاوضات تُجريها باكو مع دول أوروبية لتأمين عقود طويلة الأجل لتصدير الغاز لتلك الدول الساعية إلى التخلص من الغاز الروسي، حتى تتخذ قرار ضخ استثمارات ضخمة في القطاع.
وبعد غزو روسيا أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، سعت دول القارة العجوز لفطام نفسها عن غاز موسكو، الذي كان يسدّ أكثر من 40% من احتياجات الاستهلاك في دولها، وقد تزيد عن 50% في بعضها مثل ألمانيا.
ويشهد قطاع الطاقة الباكستاني تغيرات كبيرة مؤخرًا، منها إعلان صفقة بيع إحدى الشركات العامة للقطاع الخاص بدعم من صندوق النقد الدولي، والاتجاه إلى تحرير أسعار الوقود، الذي يُعدّ من أولويات اتفاقيات الصندوق مع أيّ دولة.
يأتي ذلك في وقت تأمل فيه حكومة إسلام أباد الجديدة -بقيادة شهباز شريف- بموافقة الصندوق على إطالة أمد سداد القرض حتى تتحسّن احتياطيات النقد الأجنبي، وتنخفض المخاطر المحيطة باقتصاد بلاده.
استئناف تصدير الغاز المسال الأذربيجاني
ترغب أذربيجان في استئناف باكستان شراء غازها المسال بصورة منتظمة، وبما يعادل شحنة شهريًا، خاصة أن الاتفاق المُبرَم بينهما يعطي ميزة تفضيلية لإسلام أباد تخفض سعر الشحنات عن معدلها العالمي، وفق ما قاله سفير باكو في باكستان، خلال لقاء له مع وزير التجارة.
من جهة أخرى، وصلت الدولتان إلى مراحل متقدمة في اتفاقية تجارة مشتركة، وكشف المسؤولان خلال لقاء لهما أنهما يرغبان في إتمامها بأسرع وقت ممكن لاستفادة الجانبين من بنودها.
وتساعد تلك الاتفاقية حال الانتهاء منها، باكستان في دخول أسواق روسيا واغتنام العديد من الفرص التي توفرها، بعد توتر العلاقات مع أوروبا بسبب الحرب في أوكرانيا.
وعلى سبيل المثال، أصبحت الهند أكبر مستورد للمواد الكيميائية من روسيا، لتحلّ مكان ألمانيا، التي كانت أكبر المستوردين قبل الحرب لهذه الخامات.
وأكد وزير التجارة الباكستاني وجود حاجة إلى توسيع التجارة الثنائية لإمكاناتها الحقيقية من خلال مواجهة التحديات الرئيسة.
وأشار إلى زيادة الصادرات إلى أذربيجان من 9.70 مليون دولار في (2021-2022) إلى 12.08 مليون دولار في (2022-2023)، إلى جانب ارتفاع كبير في الواردات بسبب شراء الأسمدة أساسًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..