عادت صادرات الغاز النرويجي لتغذي بريطانيا من جديد، صباح اليوم الجمعة 7 يونيو/حزيران 2024، بعد توقف دام أيامًا إثر الحاجة إلى إصلاح كسر رُصد في خط أنابيب.
ووفق معلومات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، أدى توقف الإمدادات منذ 5 أيام نحو دفع أسعار الغاز لمستويات قياسية، هي الأعلى من نوعها خلال العام الجاري.
وجدد انقطاع تدفقات الغاز، ومستويات الأسعار، من مخاوف أمن الطاقة؛ إذ أعاد للأذهان تقلبات أسعار ما بعد اندلاع الحرب الأوكرانية.
وكان مشغل خطوط أنابيب في النرويج غاسكو (Gassco) قد أكد -في وقت سابق من الأسبوع الجاري- توقف التدفقات مساء الأحد، قبل أن تعاود الضخ إلى أوروبا صباح اليوم.
استئناف صادرات الغاز
تدفقت صادرات الغاز النرويجي إلى بريطانيا عبر خط أنابيب لانغيلد (Langeled)، لتصل إلى محطة إيزنغتون (Easington) المعنية باستقبال الصادرات، والواقعة شمال إنجلترا، وفق ما نشرته رويترز.
وبعد أن سجّلت واردات المحطة صفرًا حتى أمس الخميس، استقبلت صباح اليوم ما مقداره 44.5 مليون متر مكعب يوميًا، في حين يُخطط المشغل “غاسكو” إلى زيادة التدفقات بصورة تدريجية على مدار اليوم إلى المحطة.
وقبل أيام، توقفت الإمدادات نتيجة كسر يشبه شرخًا بمقدار بوصتين في خط ضمن مرافق منصة بحرية تُسمى “سليبنر رايز”، المملوكة لشركة إكوينور (Equinor) النرويجية، وتؤدي المنصة دورًا مهمًا؛ إذ تمثل مركز ربط بين خطي الأنابيب “لانغيلد نورث” و”لانغيلد ساوث”.
وكان توقف تدفقات منصة “سليبنر”، منذ مساء الأحد وصباح الإثنين الماضيين، قد دفع نحو هبوط حاد لصادرات الغاز النرويجي إلى أوروبا، في حين حذر مسؤول تشغيل خطوط النقل لدى غاسكو “ألفريد هانسن” من تأثير العطل وشرخ الخط في انتظام الإمدادات.
أسعار الغاز في أوروبا
عادةً ينعكس انتظام صادرات الغاز النرويجي إلى أوروبا على مستويات أسعار الغاز، وأدى الاضطراب الأخير في الإمدادات نحو تسجيل أسعار الغاز أعلى مستوياتها لعام في القارة العجوز.
ورغم محاولات المشغل “غاسكو” لطمأنة المستوردين بأن العطل لا يُصنف بالـ”خطير”، إلا أن عدم الإفصاح عن المدة المطلوبة للإصلاح واستئناف ضخ صادرات الغاز النرويجي مرة أخرى تسببت في قفزة الأسعار.
ومع توقف تدفقات الخط، سجلت أسعار الغاز الأوروبية 37.08 يورو (40.40 دولارًا)/ميغاواط بنسبة ارتفاع قدرها 7.2%، وقفزت يوم الإثنين إلى 38.56 يورو/ميغاواط، في أعلى مستوياتها منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول 2023.
ومع عودة الإمدادات تراجعت أسعار الغاز في أوروبا اليوم الجمعة بما يقرب من 2.5%، إذ انخفضت عقود مؤشر “تي تي إف” الهولندي بنسبة 2.20% وبمقدار 0.74 يورو (0.81 دولارًا) في اليوم، عند 32.94 يورو (35.89 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، بحلول الساعة 12:36 مساءً بتوقيت غرينتش (02:26 مساءً بتوقيت مكة المكرمة).
ولم يقتصر الأمر على أوروبا فقط، بل امتد تأثير توقف تدفقات الغاز من النرويج في الأسعار الأميركية والآسيوية أيضًا، وسط مخاوف من تراجع المعروض وزيادة المنافسة على الغاز المسال بعد إثارة الحديث حول حظر أوروبي محتمل للإمدادات الروسية.
ويقارن الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- بين معدل إنتاج الغاز في النرويج خلال عامي 2022 و2023:
الغاز النرويجي وأوروبا
تعد المنصة أو المركز البحري “سليبنر” نقطة لالتقاء تدفقات خطي “لانغيلد”، والتي تنقل بدورها التدفقات (من محطة نيهامنا النرويجية إلى إيزنغتون البريطانية).
وتعهدت “غاسكو” بالتنسيق مع إكوينور للوقوف على أفضل السبل لإصلاح الضرر، مع التخطيط لزيادة تدفقات الغاز إلى أوروبا لتعويض فقد الإمدادات خلال مدة إصلاح الخط.
وتعالج محطة “نيهامنا” 79.8 مليون متر مكعب يوميًا، في حين تستقبل محطة “إيزنغتون” ما يصل إلى 72.50 مليون متر مكعب يوميًا.
وتشكل صادرات الغاز النرويجي شريان حياة لأوروبا، وتعد حاليًا أكبر مورد للقارة بعدما تسببت الحرب الأوكرانية في تغيير خريطة البيع والشراء بالقارة، مع فرض العقوبات المزيد من القيود على الغاز الروسي.
واقتنصت النرويج عام 2022 لقب أكبر موردي الغاز إلى أوروبا، بحصة قدرها 26% من إجمالي معدل الاستهلاك لكل من بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي.
ويفسر ذلك -وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)- حساسية مستويات أسعار الغاز بصورة مفرطة تجاه أي تقلبات أو تراجع في صادرات الغاز النرويجية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..