قالت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا اليوم الخميس إن المعركة العالمية ضد التضخم انتهت إلى حد كبير، لكن لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه الاقتصاد العالمي .
وأضافت: “أولاً، سوف نعتز بالأخبار الجيدة، وهذا صحيح، لأننا لم نسمع عنها كثيرًا مؤخرًا وإن موجة التضخم العالمية الكبيرة تتراجع وإن الجمع بين إجراءات السياسة النقدية الحاسمة، وتخفيف قيود سلسلة التوريد، وتعديل أسعار المواد الغذائية والطاقة، يوجهنا مرة أخرى نحو استقرار الأسعار.
وتابعت: وقد تم ذلك دون دفع الاقتصاد العالمي إلى الركود وفقدان الوظائف على نطاق واسع، وهو ما شهدناه أثناء الوباء وبعد نوبات التضخم السابقة، والذي خشي الكثيرون أن نشهده مرة أخرى لكننا لم نفعل ذلك”.
جاء ذلك أمام جمهور من صناع السياسات ووسائل الإعلام في مقر صندوق النقد الدولي في واشنطن العاصمة.
وأكدت جورجييفا؛ لكن ليس الوقت مناسبا للاحتفال فما زالت مستويات الديون مرتفعة، ومكاسب الإنتاجية راكدة، وتهديد الحرب الجيوسياسية وعدم الاستقرار في الأمد المتوسط، في حين يشكل تغير المناخ وتمويل التحول الأخضر تحديات طويلة الأجل.
وحذرت المديرة الإدارية لصندوق النقد الدولي من أن “النمو في الأمد المتوسط من المتوقع أن يكون ضعيفا، وليس أقل بشكل حاد من مستويات ما قبل الجائحة، لكنه بعيد كل البعد عن أن يكون جيدا بما فيه الكفاية.
وقالت: النمو ليس كافيا للقضاء على الفقر العالمي، ولا لخلق عدد الوظائف التي نحتاجها، ولا لتوليد الإيرادات الضريبية التي تحتاجها الحكومات لخدمة أعباء الديون الثقيلة مع الاهتمام باحتياجات الاستثمار الهائلة، بما في ذلك التحول الأخضر”.
وقالت جورجيفا إن هناك مؤشرات مثيرة للقلق تشير إلى أن الحروب التجارية والحمائية والتجزئة قد تؤدي إلى خفض آفاق النمو.
وحذرت من أن “التجارة لن تكون المحرك الرئيسي للنمو كما كانت في السابق وهذا هو الانهيار الذي حذرت منه في عام 2019، من هنا بالذات. إلا أن الأمر أسوأ. إنه مثل صب الماء البارد على اقتصاد عالمي فاتر بالفعل”.
وأشارت جورجيفا إلى نبرة تفاؤلية، معربة عن أملها في أن ينتصر التعاون على المواجهة، وذلك في كلمتها التي ألقتها قبل الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي الأسبوع المقبل.
وتابعت: “إن ندائي خلال هذه الاجتماعات السنوية هو أن نعمل معًا بطريقة مستنيرة لرفع آفاقنا الجماعية .. دعونا لا نتحمل التوترات العالمية التي نواجهها، بل نتعهد بالعمل على خفض درجة الحرارة الجيوسياسية والاهتمام بالمهام التي لا يمكن معالجتها إلا معًا.
وأضافت: إن التجارة التي خفضت الأسعار وحسنت الجودة خلقت فرص العمل ولا تزال تظهر مرونة ملحوظة في مواجهة الحواجز الجديدة التي غالبًا ما تتدفق حولها عبر دول ثالثة ولكننا بحاجة إلى إدراك أن إعادة التوجيه لا يمكن أن تأخذنا إلى هذا الحد، ولا يمكننا أن نفترض أنها ستستمر إلى ما لا نهاية”.