يتجه المغرب خلال المرحلة المقبلة إلى استعمال الهيدروجين الأخضر بصفته طاقة بديلة نظيفة في قطاع النقل، وذلك ضمن إستراتيجيته المتمثلة في تبنّي حلول الطاقة المستدامة.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، عقدت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، شراكة مع شركة كابغيميني (Capgemini) الفرنسية، تستهدف تعزيز استعمال الهيدروجين في قطاع النقل.
وتستهدف الشراكة، التي وقعت في شهر يوليو/تموز الماضي (2024)، دمج القدرات البحثية لمختبر “ليمسيت” (LIMSET) في المغرب، مع الخبرات العملية التي يملكها فريق الشركة متعددة الأفرع، الأمر الذي يعد بتطوير حلول مبتكرة في مجال الطاقة.
يشار إلى أن المغرب يعمل على تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر على الرغم من وجود كثير من التحديات التي قد تعوق هذه المحاولات، إلّا أن مسؤوليه كثيرًا ما أعلنوا نية بلادهم لإنتاج هذا الوقود الأخضر وتصديره عالميًا.
الهيدروجين الأخضر في المغرب
يعدّ مركز ليمسيت في المغرب مركزًا متقدمًا في أبحاث الطاقة المستدامة، إذ يعمل على تطوير مواد مبتكرة تدعم استعمال الهيدروجين الأخضر في مختلف القطاعات، وفق ما جاء في تقرير نشرته مجلة “صناع المغرب”.
وتستهدف الأبحاث التي يُجريها هذا المركز -خصوصًا- تحسين تقنيات تخزين الهيدروجين الأخضر، وهو أمر أساس لخفض انبعاثات الكربون في النقل الثقيل، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
في الوقت نفسه، تعمل شركة كابغيميني الفرنسية، التي تملك فروعًا في كل من المغرب ومصر والسعودية ودول أخرى، على مواصلة إستراتيجيتها الهادفة إلى تعزيز الابتكار في مجال الطاقة المستدامة، وذلك من خلال الشراكات مع مؤسسات تعليمية.
وتتضمن هذه الإستراتيجية، في الوقت نفسه، تعزيز جهود البحث العلمي، بالإضافة إلى تطوير حلول مبتكرة في مجال النقل، ويساعدها في ذلك وجود فرق دولية من الخبراء لديها، لذلك فهي تلتزم بالتوجّه نحو مصادر الطاقة المتجددة.
من جانبها، قالت المديرة العامة لشركة كابغيميني للهندسة في كل من المغرب ومصر الدكتورة مونة بنعزوز، إن الشراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التقنيات تمثّل التزامًا بالتحول نحو طاقة أكثر نظافة واستدامة.
بينما قال مدير مركز “ليمسيت” البروفيسور فايق عبد السلام، إن التعاون بين جامعة محمد السادس وشركة كابغيميني، يهدف إلى تطوير تقنيات تخزين الهيدروجين الأخضر، ويعكس رؤية مشتركة لتحقيق الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة.
التحول إلى الطاقة النظيفة
تعدّ الشراكة بين الجامعة والشركة خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف الطاقة النظيفة في المملكة، وتعزيزًا لمكانة المغرب بصفته قائدًا بهذا المجال، إذ يمكن تحويل التحديات المتعلقة بالهيدروجين الأخضر إلى فرص، مع تعزيز الاستعمال المستدام للموارد الطبيعية، لتحقيق مستقبل أكثر نظافة للطاقة.
ويواجه المغرب تحديات في قطاع الهيدروجين الأخضر، إذ ترى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أنه لا يجوز أن تركّز الاستثمارات بشكل مفرط على الهيدروجين، بل يجب أن تشمل جهود خفض الكربون في قطاعات أخرى، كما يجب على المملكة تعديل جداول تصدير الهيدروجين لتناسب توقيت الدول المستوردة للشحنات الأولى في 2030.
يشار إلى أن المملكة كانت قد خصصت في مارس/آذار الماضي 2024 نحو مليون هكتار لتنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر، ضمن جهود حكومتها للاستحواذ على حصة من سوق وقود المستقبل، إذ أصدر رئيس الحكومة عزيز أخنوش منشور تفعيل لتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويخطط المغرب لإنتاج كميات ضخمة من الهيدروجين الأخضر، تُقدَّر بنحو 3 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2030، وذلك اعتمادًا على ما يمتلكه من إمكانات عملاقة في مجال الطاقة المتجددة وتحلية مياه البحر، الأمر الذي يمكّنه من تسريع تحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي في عام 2050.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..