يقف قطاع الهيدروجين الأخضر في الهند على أعتاب ثورة كبيرة، إذ تتطلع البلاد تحت مظلة “المبادرة الوطنية للهيدروجين الأخضر” (SIGHT)، لإنتاج 15 ألف ميغاواط من محطات تصنيع المحللات الكهربائية، بقيمة استثمارية تتراوح بين 30 و45 ألف كرور روبية هندية (3.6 و5.4 مليار دولار أميركي).
ويعدّ هذا الأمر نقطة فارقة أمام جهود الهند الطموحة، لأداء دور كبير في مستقبل الطاقة، وضخ استثمارات كبيرة داخل البلاد، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
*(الكرور: وحدة في نظام الترقيم الآسيوي تعادل 10 ملايين).
*(الروبية الهندية = 0,012 دولارًا أميركيًا).
وتصل القدرة الإنتاجية للانتقال إلى الهيدروجين الأخضر في الهند إلى نحو 15 ألف ميغاواط، واعتُمدت 15 شركة لتطوير تلك القدرات وتحقيق نتائج إيجابية داخل البلاد.
وتسعى هذه الشركات لعقد شراكات تقنية ووضع البنية التحتية المطلوبة، وإنشاء المصانع عقب إتمام تحديد الأراضي وتركيب الآلات والمعدّات اللازمة للتشغيل، وفقًا لمسؤول كبير في الحكومة الهندية.
بدء عجلة الإنتاج
قررت الحكومة الهندية تخصيص حوافز بقيمة 12.500 كرور روبية (1.5 مليار دولار أميركي) لدعم المبادرة الوطنية للهيدروجين الأخضر”، ومساندتها، على مدار 5 سنوات مقبلة، وفقًا لما صرّح به مسؤولون كبار عن تلك المبادرة.
كما أعلنت الحكومة أن عام 2026 هو الموعد النهائي لبدء الإنتاج عقب تشغيل هذه المصانع، وفي الوقت نفسه، بدأت شركة أوميوم (Ohmium) الرائدة في مجال الهيدروجين الأخضر، عملياتها في أحد المصانع بقدرة 2000 ميغاواط، وفقًا لصحيفة (إيكونوميك تايمز) economictimes الهندية.
ويبدو أن هناك اتجاهًا داخل الهند لتسريع تنمية الهيدروجين الأخضر، ويتضح ذلك جليًا في توجّه الشركات إلى إنشاء مصانع أكثر تضم إمكانات هائلة لتطوير هذا القطاع.
ووضعت الحكومة الهندية ضمن برنامج المبادرة الوطنية للهيدروجين الأخضر محورين، أولهما: إنتاج نحو 412 ألف طن من الهيدروجين الأخضر، للاستهلاك المحلي والتصدير، مع خطط لزيادة هذا الإنتاج إلى 4.5 مليون طن.
ويتمثّل المحور الثاني في الاستهلاك المحلي الذي يشمل المصافي، التي تُعدّ أحد القطاعات المستهلكة بشدة للهيدروجين، ودُعم هذا المحور بتخصيص مليوني طن ضمن برنامج الحوافز، لإنتاج الهيدروجين الأخضر لمعالجة مشكلات النقل، بالإضافة إلى إطلاق مناقصة كبيرة لإنتاج 7 ملايين طن من الأمونيا الخضراء.
تحديات وفجوة في التكلفة والسعر
يواجه قطاع الهيدروجين الأخضر في الهند تحديات رئيسة تتمثل في الفجوة السعرية بين الهيدروجين الرمادي والأخضر، وعلى الرغم من ذلك، فإنه من المتوقع أن تؤدي السوق القوية للطاقة المتجددة في الهند وشبكة الطاقة المتكاملة إلى جعل نيودلهي واحدة من أرخص منتجي الهيدروجين الأخضر في العالم.
ومع التراجع السريع في تكلفة الطاقة الشمسية، تفاءل مسؤول هندي بحدوث اتجاه مشابه للهيدروجين الأخضر، مضيفًا: “في حالة الهيدروجين الأخضر، نعتقد أننا سنكون من بين أرخص المنتجين في العالم؛ كون سوق الطاقة المتجددة في الهند قوية للغاية”.
ومن المتوقع انخفاض تكاليف إنتاج الهيدروجين الأخضر نتيجة تقديم حوافز إضافية من جانب الحكومة، مثل إعفاءات نظام رسوم النقل (ISTS)، وحوافز المناطق الاقتصادية الخاصة (SEZ)، بالإضافة إلى تطوير سوق الكربون وتقليل الانبعاثات من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوغرام من الهيدروجين إلى 2 كيلوغرام بدلاً من 11 كيلوغرام، ما يُنتج ائتمانات كربونية قيّمة.
ثورة واعدة للهيدروجين
تهتم الهند بدعم قطاع النقل الكهربائي من خلال زيادة إنتاج الهيدروجين الأخضر؛ ما يسهم في تسريع الانتقال الأكبر إلى اقتصاد الطاقة المستدامة، وإطلاق ثورة واعدة في مستقبل البلاد.
ومن المنتظر أن تؤدي الهند دورًا محوريًا في مستقبل الطاقة المستدامة داخل البلاد؛ ما يساعد في ضخ استثمارات كبيرة تدعم نمو عجلة الإنتاج، وذلك تحت مظلة المبادرة الوطنية للهيدروجين الأخضر.
جدير بالذكر أن شركة “غايل” GAIL، المملوكة للدولة، بدأت العمل في أول مشروعاتها لإنتاج الهيدروجين الأخضر في الهند، خلال شهر أبريل/نيسان 2024، باستقبال المحلل الكهربائي بغشاء تبادل البروتون بقدرة 10 ميغاواط.
وقررت الشركة وضع وحدة المحلل الكهربائي في مجمع “فيجايبور” Vijaipur بولاية ماديا برادش، حسبما ذكرت وكالة رويترز، يوم الثلاثاء 26 مارس/آذار 2024، نقلًا عن 3 مصادر بالشركة.
ومن المتوقع أن تصل سعة إنتاج الهيدروجين الأخضر في الهند إلى 2.9 مليون طن سنويًا بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، مقارنةً بالمستوى المستهدف البالغ 5 ملايين طن سنويًا، وفقًا لتقرير صادر عن مجلس الأعمال البريطاني الهندي نهاية 2023.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..