أثار الهيدروجين الأزرق في كوريا الجنوبية أزمة مع نشطاء البيئة بعد قرار حكومي يضعه ضمن مصادر الطاقة النظيفة، ما يعني حصول مشروعاته على دعم ضريبي.

ورفعت مجموعات من منظمات حماية البيئة، أمس الإثنين 3 يونيو/حزيران 2024، دعوى قضائية في المحكمة الدستورية ضد القرار الحكومي الذي يضم -أيضًا- الغاز الطبيعي والكربون المخزن بعد احتجازه، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

ويروّج العديد منذ مدة، على مستوى عالمي، للهيدروجين الأزرق بوصفه منخفض الانبعاثات.

غير أن تقريرًا صادرًا في الربع الأخير من عام 2023 -نشرته وحدة أبحاث الطاقة- شكّك في طريقة إنتاج الهيدروجين الأزرق والحملات المروجة له بوصفه بديلًا ملائمًا للبيئة لانخفاض انبعاثاته الكربونية.

الهيدروجين الأزرق في كوريا الجنوبية

يعني نجاح نشطاء البيئة في قضية الهيدروجين الأزرق التي رفعوها ضد الحكومة، بسبب عدّها له من الطاقة النظيفة، أن مشروعات هذا الوقود لن تحصل على أي دعم قررته الدولة لتحفيز إنتاج الهيدروجين، متضمنًا الإعفاءات الضريبية، حسبما ذكر موقع “هيدروجين إنسايت”.

ووضعت الحكومة نظامًا لتصنيف الهيدروجين في البلاد خلال مارس/آذار الماضي، وحددت وسائل اعتباره نظيفًا، وفق حجم الانبعاثات الصادرة عند إنتاجه وتصديره.

وتخطّط كوريا الجنوبية لتصبح من رواد صناعة الهيدروجين عالميًا، وفي شهر أبريل/نيسان 2024، أبرمت مقاطعة جولانام دو مذكرة تفاهم لإنشاء مجمع صناعي متكامل في منطقة ميودو لإنتاج الهيدروجين الأزرق لاستعماله في الكهرباء، باستثمارات تقترب من 3 مليارات دولار.

ويشمل المجمع الصناعي إنشاء مرافق الإنتاج والتخزين والنقل واحتجاز ثاني أكسيد الكربون والتخلص منه، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتبني شركة “إيكولوغ” (ECOLOG) محطة جديدة لاستيراد الغاز المسال ومنشأة لإعادته إلى صورته الغازية وتقديمه للشركات، في حين تبني شركتا ليند كوريا (Linde Korea) و”هانيانغ كوربوريشن” (Hanyang Corporation) مصنعًا لإنتاج الهيدروجين الأزرق باستعمال الغاز المسال.

غير أن منظمات بيئية تدعم حماية المناخ، ترى أن تصنيف الهيدروجين الأزرق وقودًا نظيفًا “غير موفق”، كونه يصدر كميات ضخمة من غاز الميثان، الذي يزيد معدل تلويثه للهواء بنحو 84-86 ضعف ثاني أكسيد الكربون، خلال 20 عامًا.

ومن بين المنظمات البيئية التي شاركت في الدعوى المقامة ضد قرار الحكومة بشأن الهيدروجين الأزرق في كوريا الجنوبية: غرينبيس كوريا وحملة العمل الشبابي للطوارئ المناخية، بالإضافة إلى منظمة “حلول من أجل مناخنا”.

انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من إحدى المنشآت – الصورة من وكالة بلومبرغ

الهيدروجين الأخضر

أكدت بعض المنظمات البيئية المناهضة لوضع الهيدروجين الأزرق على قائمة الوقود النظيف في كوريا الجنوبية، أنه لا يمكن عد أي الأنواع نظيفًا سوى الهيدروجين المُنتج من الطاقة المتجددة (الهيدروجين الأخضر).

وعقدت تلك المجموعات مؤتمرًا صحفيًا يوم الإثنين 3 يونيو/حزيران، أمام المحكمة الدستورية، عقب تقديم مستندات الدعوى، رافعة لافتات شعارات مثل “توقفوا عن ممارسة الغسل الأخضر” و”استبعدوا الهيدروجين الأزرق من نظام شهادات الهيدروجين النظيف”.

ولا يُعرف حتى الآن موعد جلسة الاستماع التي ستعقدها المحكمة الدستورية للنظر بقضية الهيدروجين الأزرق في كوريا الجنوبية، لكنها تأتي بالتزامن مع رفع 4 مجموعات بيئية أخرى دعوى مشابهة ضد محطة مقترح إقامتها لإنتاج هيدروجين أزرق، وهي مشتركة بين شركتي مرفق “كوريان ميدلاند باور” Korean Midland Power، و”إس كيه إي آند إس” SK E&S على الساحل الغربي لمدينة “بوريونغ”.

وقال الناشط في مجال الطاقة المناخية بمنظمة “غرينبيس” يانغ يون: “إن إعلان نظام شهادات الهيدروجين النظيف هو إجراء يتعارض مع الجهود الرامية إلى إزالة الكربون والانتقال إلى الطاقة المستدامة”.

وفي إشارة إلى محطات تحويل الغاز الطبيعي المسال الـ6 التي جرى إعلانها بمدينة “في يونجين” بالقرب من العاصمة سول، قال: “إن خطة التحول إلى حرق الهيدروجين المشترك في المستقبل هي -أيضًا- قرار متحيز لمصالح صناعة غاز معينة”.

وأضاف ممثل منظمة العمل الشبابي لطوارئ المناخ إيونبين كانغ: “جلبنا الغاز الذي ينتج الهيدروجين الأزرق من نهب منازل سكان جزيرة تيوي الأسترالية.. الطاقة التي تهدد حياة السكان عبر البحر وفي مدينة بوريونغ لا يمكن وصفها بأنها نظيفة، وحان الوقت للتوقف عن تقديم المبررات الواهية والسعي إلى انتقال عادل في صناعة الطاقة”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.