تتعرض دولتان أفريقيتان لأزمة جفاف حادّة، هي الأسوأ في عدّة سنوات، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء بسبب النقص الشديد في توليد الطاقة الكهرومائية من السدود.

وواجهت كل من زيمبابوي وجارتها زامبيا في جنوب القارة السمراء انقطاعًا للتيار مساء أمس الأحد 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وقالت شركتا الكهرباء المملوكتان للدولتين في زيمبابوي وزامبيا، “زد بي سي” ZPC و”زسكو” Zesco Ltd، في بيانين منفصلين، إن انقطاع الكهرباء بدأ في الساعة 08.15 مساءً بالتوقيت المحلي (10.15 مساء بتوقيت غرينتش).

وتعاني زامبيا من أسوأ موجة جفاف في 3 سنوات، في حين تواجه زيمبابوي تلك الأزمة منذ عام 2022، لذلك تصارع الدولتان نقصًا كبيرًا في توليد الكهرباء الكهرومائية التي تمثّل المصدر الرئيس للإمدادات بسبب إنهاك توربينات المحطات.

انقطاع الكهرباء في زامبيا وزيمبابوي

قالت شركة مرفق الكهرباء في زيمبابوي، إن انقطاع الكهرباء لا يغطي إلّا مناطق محدودة الآن، بعد استرداد مناطق عديدة للتيار، في حين أشارت زامبيا (ثاني أكبر منتج للنحاس في أفريقيا) إلى أنها تعمل على استعادة التيار منذ مساء أمس الأحد.

وأدى نقص المياه في سد “كاريبا” الذي يمثّل العمود الفقري لتوليد الكهرباء في زيمبابوي وزامبيا إلى مشكلات في التوليد.

وأعلنت (زرا) -وهي هيئة نهر زامبيزي المسؤولة عن إدارة السد (أكبر سد مائي جنوب القارة الأفريقية)- في أكتوبر/تشرين الأول 2022، انخفاض معدلات التخزين بصورة قياسية إلى أدنى مستوياتها منذ تشغيله عام 1959.

ويؤثّر انخفاض المنسوب في معدلات توليد الطاقة الكهرومائية من سد كاريبا المغذّي الرئيس لزامبيا وزيمبابوي -البلدين اللذين يشتركان في إدارة سد كاريبا على نهر زامبيزي-.

وفي سبتمبر/أيلول 2024، قالت (زرا)، إن منسوب المياه في السدّ انخفض بشدة في 26 أغسطس/آب 2024، وسجل 8% فقط من المنسوب المعتاد لتوليد الكهرباء.

ووفق بيان (زرا): “تناقصت المياه بصورة متواصلة نتيجة لانخفاض التدفق المستمر، ما أغلق المدة التي خضعت للمراجعة عند 476.8 مترًا حتى الوقت المذكور (وهي تمثّل 8.71% فقط من معدل التخزين المعتاد للتوليد).

وأعلنت زامبيا تعطيل توربينات السد في جهتها من البحيرة في 14 سبتمبر/أيلول 2024، ما يعني أن المنازل والشركات والمصانع ستحصل على 3 ساعات فقط من الكهرباء يوميًا.

سد كاريبا – الصورة من براتينيكا

فساد شركة المرافق في زيمبابوي

تتعرض زيمبابوي إلى انقطاع الكهرباء لمدة قد تصل إلى 18 ساعة يوميًا، ما انعكس سلبًا في الأنشطة الاقتصادية بصورة عامة؛ بدءًا من الإنتاج الصناعي وقطاع التعدين، ومرورًا بالزراعة، وحتى الأنشطة التجارية.

وبينما تكافح الكيانات الاقتصادية الصغيرة للحفاظ على استمرار النشاط، تخسر الكبيرة ملايين الدولارات شهريًا، بسبب انقطاع الكهرباء.

غير أن تقارير أشارت إلى أن شركة مرفق الكهرباء في زيمبابوي لديها القدرة على توفير إمدادات كهرباء موثوقة ومستقرة، لكنها لا تفعل ذلك لأسباب عديدة.

وقد تبدو معاناة محطات الطاقة الحرارية -التي يرجع تاريخ تأسيسها إلى حقبة الاستعمار (حصلت الدولة على الاستقلال عام 1980)- في تلبية الطلب، مفسرةً لمشكلة انقطاع الكهرباء في الدولة الأفريقية، إلّا أن تلك الأسباب ليست الوحيدة وراء الأزمة.

فالسبب الأهم متعلق بشركة مرفق الكهرباء المملوكة للدولة في زيمبابوي (زيسا) نفسها، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

فالشركة القادرة على على تزويد شعب زيمبابوي الذي يدفع مقابل الحصول على الكهرباء لا تقوم بالتزاماتها بسبب الفساد وسوء الإدارة، إضافة إلى غياب المحاسبة داخل هذا الكيان.

وفي تقرير جنائي صادر عام 2019 عن المدقق العام، لصالح شركة برايس ووتر هاوس كوبرز، استنزف مسؤولون في الشركة ملايين الدولارات من خلال مخططات احتيالية، مثل صرف مبالغ باهظة على المحولات وشراء معدّات قديمة، إضافة إلى تحويل مبالغ كبيرة لأشياء كمالية للمديرين التنفيذيين.

وعلى سبيل المثال، أشار التقرير إلى أن أحد المديرين التنفيذيين في شركة زيسا أنفق 600 ألف دولار على 4 سيارات فاخرة فقط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. انقطاع الكهرباء في دول جنوب أفريقيا الأسوأ في سنوات من وكالة بلومبرغ
  2. زامبيا وزيمبابوي تواجهان ظلامًا متواصلًا من ذا سيتيزن
  3. زيسا تدمر زيمبابوي من زاوية
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.