يترقب برنامج الطاقة النووية في الجزائر انطلاقة خلال المدة المقبلة، في إطار المساعي الرامية إلى تنويع مصادر الطاقة وخفض الاعتماد على النفط والغاز في توليد الكهرباء.
ووفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، وقعت وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية مذكرة تفاهم مع شركة روساتوم (ROSATOM) -الشركة الحكومية الروسية المتخصصة في الطاقة النووية- للتعاون في مجال الاستعمال السلمي للطاقة النووية.
تأتي مذكرة التفاهم، التي جرى توقيعها على هامش النسخة الـ13 للمنتدى الدولي “أتوم إكسبو” (ATOMEXPO)، الذي جرت فعالياته بمنتجع سوتشي في روسيا الاتحادية يومي 25 و26 مارس/آذار (2024)، بالتزامن مع التفكير في إدخال الطاقة النووية بالجزائر في النموذج الطاقوي بالبلاد، لتأمين الطلب المتزايد على الكهرباء وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ما يدعم أهداف خفض الانبعاثات والوصول إلى الحياد الكربوني.
البرنامج النووي الجزائري
تتضمن مذكرة التفاهم خريطة الطريق لأنشطة التعاون المشتركة بين الأطراف خلال عامي 2024 و2025، على غرار استعمال التطبيقات النووية في مجال الصحة، والعلاج الإشعاعي، والمفاعلات المستعملة في الأبحاث، والمستحضرات النووية الصيدلانية، وتكوين الإطارات العلمية والتقنية.
كما تهدف الاتفاقية -وفق بيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة- إلى تطوير التقنيات والتطبيقات النووية للأغراض السلمية.
وتعمل الجزائر على إعداد إستراتيجية وطنية من أجل إدخال الطاقة النووية في مزيج الطاقة، مع مراعاة متطلبات الانتقال الطاقوي والبيئي، إذ شدد وزير الطاقة محمد عرقاب، في تصريحات سابقة، على أن الطاقة الذرّية تؤدي دورًا مهمًا في تجسيد إستراتيجية الانتقال الطاقوي في الجزائر.
وتأتي مذكرة التفاهم بعد نحو عام من زيارة وفد من شركة روساتوم الروسية إلى الجزائر، لمناقشة التعاون في تطوير مجال الطاقة النووية، واستعمالاتها للأغراض السلمية.
وبحث الجانبان -حينها- تطوير استعمال التكنولوجيا النووية طبيًا، وفي مجال التصوير التشخيصي، وإنتاج النظائر المشعة، وكذلك تبادل الخبرات، والاهتمامات المشتركة بقطاع الطاقة النووية في الجزائر.
منتدى أتوم إكسبو
عُقد منتدى أتوم إكسبو 2024 في حديقة سيريوس للعلوم والفنون في مدينة سوتشي، وافتتحه المدير العام لشركة روساتوم أليكسي ليخاتشيف، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل مورينو غروسي، والمديرة العامة للجمعية النووية العالمية ساما بيلباو إي ليون.
وتُعقد دورة المنتدى هذا العام تحت عنوان “الطاقة النظيفة.. نصنع المستقبل معًا”، إذ استعرضت الفعاليات أهم التطورات التكنولوجية التي حققتها الشركات النووية الروسية والأجنبية، بالإضافة إلى برنامج واسع النطاق لتبادل الآراء في شكل حلقات نقاش وموائد مستديرة، بمشاركة قادة أعمال الصناعة النووية ومديري الشركات الدولية والخبراء العالميين.
وكان محمد عرقاب قد أعلن، في سبتمبر/أيلول الماضي 2022، موقف الجزائر من دخول عالم الطاقة النووية، موضحًا أن هناك اهتمامًا كبيرًا بدور وكالة الطاقة الذرّية، بصفتها مؤسسة تفي بأهداف المادة 4 من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
يُشار إلى أنه في بداية ثمانينيات القرن الـ20، بدأ البرنامج النووي الجزائري أولى خطواته بتدشين مركز بحثي للتكنولوجيا النووية، أُطلق عليه لاحقًا اسم “محافظة الطاقة الذرية”، وهو الذي أُسندت إليه مهام صياغة سياسة تطوير الطاقة النووية وتقنياتها، وتحديد الإستراتيجية الخاصة بتنفيذها.
وتضمنت مهام محافظة الطاقة الذرّية، لتنفيذ البرنامج النووي الجزائري، مراقبة الالتزام بالأحكام التنظيمية بصورة صارمة، بجانب تطوير معايير السلامة النووية والفيزيائية والإشعاعية، والتدريب ومسؤولية المنشآت النووية ومرافق إدارة المواد المشعة، وتطويرها باستمرار.
وأسّست الجزائر في وقت لاحق عددًا من المنشآت النووية، التي وضعتها تحت مسؤولية المحافظة، وهي كل من: مفاعل السلام، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 15 ميغاواط، ومفاعل نور الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 1 ميغاواط، ثم وحدة تطوير عناصر الوقود النووي، وحلقات اختبار تأهيل الوقود النووي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..