توقّع بعض الخبراء أن تتفوق بطاريات تخزين الكهرباء على تكنولوجيا الطاقة الكهرومائية بالضخ في أستراليا، إذ سيكون عام 2025 بمثابة انقلاب للموازين.

ومع مرور أقل من 7 سنوات منذ بناء أول بطارية كبيرة في العالم: ما يسمى ببطارية تيسلا الكبيرة في هورنسديل بولاية أستراليا الجنوبية، أثارت هذه التوقعات المزيد من الجدل حول مدى فاعلية بطاريات التخزين.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (ومقرّها واشنطن)، يُعدّ تطور بطاريات تخزين الكهرباء مهمًا خصوصًا في أستراليا، إذ يسْخر الائتلاف الفيدرالي ووسائل الإعلام المحافظة باستمرار من بطاريات التخزين بوصفها غير ناضجة.

وحتى في الأسابيع القليلة الماضية، أوضح قادتها أن تكنولوجيا البطاريات ليست ناضجة، وليست جاهزة لملء الفجوات في الشبكة التي تهيمن عليها مصادر الطاقة المتجددة.

طفرة أنظمة بطاريات تخزين الكهرباء

المؤسس المشارك لشركة فلوينس الأميركية (Fluence) المزودة لبطاريات التخزين، ماريك كوبيك، كشف تفوّق بطاريات تخزين الكهرباء، إذ يعمل الآن في مشروع “نيوم” للطاقة المتجددة الطموح في المملكة العربية السعودية.

ويقول كوبيك، إن هذا الإنجاز -الذي يُتوقع حدوثه في عام 2025- جدير بالملاحظة، لأنه يُظهر أن تقنية بطاريات تخزين الكهرباء، التي غالبًا ما يُستهزأ بها بوصفها تقنية غير ناضجة، تشهد نموًا هائلًا.

وتساءل كوبيك: “لماذا يهم هذا؟ لأن البطاريات ما تزال تُعدّ في بعض الأحيان بمثابة قطرة في المحيط”.

وتابع: “من العبارة التي يُستشهد بها كثيرًا هو أن تخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ يشكّل 97% من تخزين الشبكة المثبتة.. كان هذا صحيحًا منذ بضع سنوات فقط من حيث الميغاواط، ولكن سرعان ما عفا عليه الزمن”.

ثم قدّم كوبيك -في منشور اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- بيانات للمقارنة بين أنظمة بطاريات تخزين الكهرباء وتخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ منذ عام 2020:

  • في عام 2020، كان هناك 17.6 غيغاواط من أنظمة بطاريات تخزين الكهرباء، مقابل 159.5 غيغاواط من تخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ (أي ما يعادل 90%).
  • في عام 2021، كان هناك 27.3 غيغاواط من أنظمة بطاريات تخزين الكهرباء، مقابل 165.0 غيغاواط من تخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ (86%).
  • في عام 2022، كان هناك 44.9 غيغاواط من أنظمة بطاريات تخزين الكهرباء، مقابل 175.0 غيغاواط من تخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ (80%).
  • في عام 2023، كان هناك 89.2 غيغاواط من أنظمة بطاريات تخزين الكهرباء، مقابل 185.5 غيغاواط من تخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ (68%).
  • بالنسبة لتوقعات 2024، سيكون هناك 156.6 غيغاواط من أنظمة بطاريات تخزين الكهرباء، مقابل 196.6 غيغاواط من تخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ (56%)

دور أنظمة بطاريات تخزين الكهرباء

توقعت وكالة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس (BloombergNEF) أن متوسط معدل إضافة السعة السنوية لتخزين البطاريات من الآن فصاعدًا من المتوقع أن يكون تقريبًا بقدر سعتها التراكمية.

وهذا يعني بطبيعة الحال أنها تؤدي دورًا مهمًا في شبكات الطاقة العالمية، كما هو الحال في كاليفورنيا وتكساس وجنوب أستراليا وأماكن أخرى في الأسابيع والأشهر الأخيرة، حسب تصريحات “كوبيك”.

وتابع: “يُمكن القول الآن، إن أنظمة بطاريات تخزين الكهرباء هي فئة أصول ناضجة وقابلة للتمويل تمامًا مثل تخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ، والتي طالما نُظر إليها بوصفها معيارًا ذهبيًا لنضج تخزين الكهرباء”.

وأضاف أن بطاريات تخزين الكهرباء وتخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ سيكون لهما أدوار تكميلية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة “رينيو إيكونومي” (Renew Economy).

إذ تركّز البطاريات على المرونة والسرعة والقدرة في توفير خدمات النظام، وتخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ سيركّز على التعامل مع متطلبات التخزين الأطول، مثل الأوقات الطويلة من انخفاض إنتاج الرياح والطاقة الشمسية.

أحد مشروعات الطاقة الكهرومائية – الصورة من منصة “إنرجي إينوفيشن”

سعة بطاريات تخزين الكهرباء في أستراليا

بطبيعة الحال، السعة شيء ومدة التخزين شيء آخر؛ فمعظم البطاريات الكبيرة التي رُكِّبَت في أستراليا لديها سعة تخزين تتراوح بين ساعة وساعتين، ويرجع ذلك في الغالب إلى أن الأسواق المستهدفة الأولية كانت خدمات الشبكة، مثل التحكم في التردد وأمن النظام.

وتُنشأ مشروعات البطاريات الجديدة بسعة تخزين تصل إلى 4 ساعات، بعضها له مهمة محددة تتمثل في تحويل إنتاج الطاقة الشمسية الوفيرة على الأسطح إلى الذروة المسائية؛ في حين تستهدف 3 مشروعات على الأقل في ولاية نيو ساوث ويلز سعة تخزين تصل إلى 8 ساعات.

ووفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن مشغّل سوق الطاقة الأسترالي، هناك أكثر من 1.7 غيغاواط من سعة تخزين البطاريات العاملة في الشبكة، و3.2 غيغاواط أخرى قيد الإنشاء.

وهناك 4.4 غيغاواط أخرى من سعة تخزين البطاريات ستُطور قريبًا، و75 غيغاواط أخرى في طور الإعداد.

ويهدف برنامج استثمار القدرات التابع للحكومة الفيدرالية وحده إلى التعاقد على 9 غيغاواط و36 غيغاواط ساعة من سعة البطارية بحلول نهاية عام 2027 من خلال سلسلة من المناقصات، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (ومقرّها واشنطن).

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- توقعات سعة بطاريات تخزين الكهرباء عالميًا بحلول عام 2030:

توقعات سعة بطاريات تخزين الكهرباء

في المقابل، عادةً ما توفر الطاقة الكهرومائية بالضخ تخزينًا لمدة 8 ساعات بحدّ أدنى، وغالبًا 12 ساعة أو أكثر؛ فقد طُرِحت بأعداد كبيرة منذ ما يقرب من نصف قرن من الزمن، وكان ذلك في كثير من الأحيان بمثابة دعم لمولدات الطاقة النووية.

مع ذلك، واجهت مشروعات الطاقة الكهرومائية بالضخ صعوبات في أستراليا بسبب الارتفاع الكبير في تكاليف البناء، فقد كان مشروع تخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ “سنويي 2” مثالًا سيئًا بشكل خاص، إثر افتقاره للتخطيط والتحقيق في جيولوجيا المشروع.

من ناحية أخرى، من المتوقع تسليم مشروع “كيدستون” الأصغر حجمًا لتخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ شمال ولاية كوينزلاند في الوقت المحدد وبحدود الميزانية، وسيكون أول مشروع من نوعه يُضاف إلى الشبكة في أستراليا منذ 4 عقود، عند اكتماله العام المقبل (2025).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.