بعد التعليق المفاجئ للعقود المبرمة مع شركة أرامكو السعودية، ما تزال الشركات المالكة لمنصات الحفر البحرية تبحث عن أماكن بديلة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ففي وقت سابق من عام 2024، قررت أرامكو إيقاف برنامجها البارز للتوسع النفطي مؤقتًا، ما أدى إلى احتفاظها بطاقة إنتاجية تبلغ 12 مليون برميل يوميًا، أي أقل بنحو مليون برميل يوميًا من أهدافها المعلنة مسبقًا.

ونتيجةً لذلك، أرسلت الشركة السعودية العملاقة إشعارات تعليق إلى العديد من مقاولي الحفر، مع ما يصل إلى 22 عقدًا لمنصات حفر ذاتية الرفع جرى تعليقها بسبب تعديل برنامج الإنتاج.

ومن بين هؤلاء المقاولين، جاءت شركة الحفر العربية (Arabian Drilling)، التي لم تبدأ بعد برنامج التعليق، بالإضافة إلى شركتي شلف دريلينغ (Shelf Drilling)، وأديس دريلينغ (ADES Drilling)، اللتين عثرتا على مشترين جدد.

تداعيات تعليق منصات الحفر البحرية

أكدت شركة الحفر العربية أن تعليق 3 عقود لمنصات حفر ذاتية الرفع مع أرامكو السعودية لمدّة 12 شهرًا لم يجرِ الانتهاء منه بعد، ولكن من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ في نهاية الربع الثالث من عام 2024.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة الحفر العربية غسان مرداد، إن البحث يجري حاليًا للحصول على فرص لإعادة نشر هذه المنصات مع عملاء آخرين.

وقد أبلغت شركة الحفر العربية عن استعمال 100% لأسطولها من منصات الحفر البحرية في الربع الأول من عام 2024، وتعمل 9 من 11 منصة حفر ذاتية الرفع تابعة للشركة حاليًا لصالح أرامكو.

ومن جانبها، وقّعت أديس صفقة جديدة مع شركة بي تي تي إي بي التايلاندية (PTTEP) لواحدة من منصات الحفر ذاتية الرفع التابعة لها، وتبلغ مدّة العقد 18 شهرًا، مع خيار التمديد لمدّة 9 أشهر.

وتبلغ قيمة العقد 94 مليون دولار، ومن المتوقع أن يبدأ الحفر البحري في تايلاند في الربع الثاني من عام 2024، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة في منصة “ريفييرا ماريتايم ميديا” (Riviera Maritime Media).

ووسعت الشركة وجودها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ العام الماضي (2023)، بعد أن منحت شركة برتامينا دريلينغ سيرفيسز الإندونيسية (Pertamina Drilling Services Indonesia) منصة الحفر “إميرالد دريلر” في صفقة طويلة الأجل من المقرر أن تبدأ في النصف الثاني من العام.

وبدأت جميع المنصات الـ4 التابعة لشركة “شلف دريلينغ”، التي تلقت إخطارات التعليق من أرامكو السعودية، فترات تعليقها لمدّة تصل إلى 12 شهرًا، وهي أتشيفر، وفيكتوري، ومين باس 1، ومين باس 4.

إلا أن “شلف دريلينغ” قالت إنها تعمل بنشاط على تسويق أتشيفر وفيكتوري ومين باس 4 لأعمال أخرى، وما تزال مين باس 1 موجودة في المملكة العربية السعودية.

منصات الحفر البحرية التابعة لشركة “بور دريلينغ” – الصورة من الموقع الرسمي للشركة

تحركات منصات الحفر البحرية

في سياقٍ متصل، نُقلت منصة الحفر ذاتية الرفع “أرابيا 1″، التابعة لشركة بور دريلينغ (Borr Drilling)، التي أوقفتها أرامكو لمدّة 12 شهرًا في أبريل/نيسان 2024، إلى الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن في البحرين.

وخلال مدّة التعليق، تعتزم شركة “بور” البحث عن التزام بديل لمنصة الحفر، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

كما ستنتقل منصة الحفر شبه الغاطسة “هركليز” التابعة لشركة أودفيل دريلينغ (Odfjell Drilling) إلى كندا للعمل لدى شركة إكوينور النرويجية (Equinor).

وأكملت المنصة -مؤخرًا- حملة حفر لشركة غالب إنرجيا (Galp Energia) قبالة شواطئ ناميبيا، ما أدى إلى اكتشاف موباني.

من جانبها، أعلنت شركة مبادلة للطاقة اكتشافًا مهمًا آخر للغاز في البئر الاستكشافية تانغكولو-1، الواقعة في جنوب أندامان، قبالة سواحل إندونيسيا.

وحفرت سفينة الحفر ويست كابيلا التابعة لشركة سيدريل (Seadrill) البئر حتى عمق 3 آلاف و400 متر.

سفينة الحفر ويست كابيلا التابعة لشركة سيدريل
سفينة الحفر ويست كابيلا التابعة لشركة سيدريل – الصورة من الموقع الرسمي للشركة

عقود أخرى لمنصات الحفر البحرية

في أفريقيا، أعلنت شركة إكسون موبيل الأميركية هذا الأسبوع اكتشاف مواد هيدروكربونية في المربع البحري 15 في أنغولا.

وحُفرت البئر ليكيمبي-01 بين فبراير/شباط وأبريل/نيسان 2024، إلى عمق نهائي يزيد قليلًا على 3 آلاف متر، باستعمال سفينة الحفر “فالاريس دي إس-9”.

على جانب آخر، أعلنت شركة بتروناس الماليزية اكتشافًا جديدًا في بئر استكشافية حُفرت بوساطة سفينة الحفر نوبل فويجر، شمال ساحل باراماريبو، عاصمة سورينام، ليكون هو الاكتشاف الثالث لاشركة بتروناس في المربع 52.

كما أصدرت هيئة صناعة المحيط النرويجية تصريحي حفر هذا الأسبوع، إذ حصلت شركة بي جي نيغ أبستريم (PGNiG Upstream) على موافقة للتنقيب في البحر النرويجي، عبر بئر موجودة في ترخيص الإنتاج بي إل 1055، الذي تتولى تشغيله مع شركة شل.

وستُحفر البئر باستعمال منصة الحفر “ديبسي يانتاي” شبه الغاطسة التابعة لشركة أودفيل دريلينغ، وتوجد منصة الحفر -حاليًا- في بحر الشمال ضمن ترخيص الإنتاج بي إل 636، الذي تديره شركة فار إنرجي (Var Energi).

وفي بريطانيا، حصلت شركة سيريكا إنرجي (Serica Energy) على الموافقة النهائية من الهيئة الانتقالية لبحر الشمال لتطوير حقل بليندا الذي تملكه وتديره بنسبة 100%، والذي سيُربط بوحدة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة تريتون بعد حفر بئر التطوير في النصف الأول من عام 2025.

ووفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، تُعد هذه هي البئر الخامسة في حملة حفر منطقة تريتون التابعة لشركة “سيريكا”، التي بدأت في أبريل/نيسان 2024، باستعمال منصة الحفر “كوسل إنوفيتور”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.