عزّزت شركة بوتاش التركية أنشطة محطتين للغاز المسال بزوارق سحب كهربائية تساعد في خفض انبعاثات الكربون خلال العمليات، وتدعم خطة الدولة لتحقيق كفاءة الطاقة.
وطلبت الشركة المملوكة للدولة 4 زوارق سحب كهربائي من شركة “سانمار”، تتوزع على محطتين للغاز المسال مناصفة، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتُعدّ سانمار أكبر شركة لصناعة زوارق السحب الكهربائية في العالم، وبدأت اتّباع خطة العام الجاري (2024) تستهدف دعم محفظتها الإنتاجية من تلك المركبات البحرية، وذلك في وقت يفرض فيه العديد من المواني العالمية قيودًا جديدة ومعايير تراعي البيئة لتقليل الانبعاثات بصورة كبيرة.
وتعمل زوارق السحب -عادةً- داخل المواني أو بالقرب منها؛ في حين يُعدّ الشحن البحري مسؤولًا عن 80% من حركة نقل البضائع عالميًا، كما يُطِلق ما يقارب من 3% من انبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحترار العالمي؛ ما يعني أهمية خفض انبعاثات القطاع.
طلب بوتاش التركية
طلبت شركة بوتاش التركية 4 زوارق سحب كهربائية من شركة سانمار لتشغيلها في محطتي الغاز المسال “إرجليزي إل إن جي” و”ساروس”، والأخيرة محطة عائمة للتخزين والتغويز (إعادة الغاز المسال لحالته الغازية).
وقال مدير عمليات الغاز المسال في شركة بوتاش التركية إردينك دلي: “إن تلك الزوارق لها أهمية إستراتيجية في أمن الطاقة التركي”، حسبما ذكر موقع “ريفيرا“، اليوم الخميس 24 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وأقامت سانمار احتفالًا بمناسبة بدء العمل في زوارق السحب الكهربائية لصالح بوتاش التركية في 11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بحوض بناء السفن “ألتينوفا”، شارك فيها الرؤساء التنفيذيون وعدد من أعضاء مجلس إدارة الشركتين.
وتعتمد الزوارق الكهربائية الأربعة على تصميم “روبرت ألان إلكتريك آر إيه 2500-إس زد”، بحمولة سحب تبلغ 70 طنًا، وسرعة قصوى 12 عقدة، مع عدد طاقم عمل يصل إلى 8 أشخاص.
وتزوّد شركة “كورس إنرجي” الزوارق بأنظمة تخزين الطاقة، بسعة تبلغ 5.085 كيلوواط/ساعة، مع أنظمة إطفاء حرائق ممتدة حتى خارج كل زورق.
وتبلغ سعة خزانات الوقود 54 مترًا مكعبًا من زيت الوقود و18 مترًا مكعبًا من المياه العذبة.
خالية من الانبعاثات
قال مدير عمليات الغاز المسال في شركة بوتاش التركية إردينك دلي، إن زوارق السحب الكهربائي الأربعة التي تبنيها سانمار ستكون خالية من الانبعاثات.
وأضاف: “الانتقال إلى تقنيات صديقة للبيئة ضروري لمستقبل القطاع.. عملياتنا المشتركة مع سانمار تأتي بالتوازي مع المعايير العالمية التي تستهدف خلوّ صناعة الشحن البحري من الوقود الأحفوري، والخطة الوطنية التركية لإجراءات رفع كفاءة الطاقة”.
وتابع: “هذه الرحلة التي بدأناها اليوم تعني فصلًا جديدًا في قطاع الشحن البحري، وإسهامًا في ضمان مستقبلٍ أنظف للأجيال الجديدة”.
بدوره، شدد نائب رئيس سانمار سيم سيفن على أهمية تلك الخطوة في تحول الطاقة العالمية نحو وقود صديق للبيئة. وقال: “وفقًا لأهداف المنظمة البحرية الدولية، فإنه من المتوقع أن يصبح القطاع حيادي الكربون بحلول 2050”.
يُذكَر أن التوقعات تشير إلى ان استعمال الغاز المسال بصفته وقودًا بحريًا سيستمر على الأقل طوال مدة تشغيل المجموعة الحالية من السفن الجديدة التي تعمل بالوقود المزدوج.
إلّا أن إزالة الكربون من قطاع الشحن البحري تتطلب بذل كثير من المجهودات، والعمل على توسُّع مصادر الطاقة البديلة، ومنها الميثانول الأخضر والأمونيا.
وتوصلت دراسة صادرة في أبريل/نيسان الماضي، اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، مقّرها واشنطن، إلى أنه يمكن استعمال الأمونيا الخضراء لتلبية متطلبات الوقود لأكثر من 60% من الشحن العالمي، من خلال استهداف أفضل 10 مواني وقود إقليمية فقط.
وأشارت دراسة “محيطات الفرص: توريد الميثانول الأخضر والأمونيا في المواني”، في نشرة معهد روكي ماونتن البحثي (RMI) والمنتدى البحري العالمي، إلى أنه سيتعين على نقاط التزويد بالوقود استقطاب كميات كبيرة من الوقود المعتمد على الهيدروجين بحلول عام 2030 لتلبية الطلب المتزايد من الشحن.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..