تتجه شركة بي بي البريطانية إلى تقليص أنشطتها في مشروعات الطاقة المتجددة، ضمن خططها لتعديل إستراتيجيتها المُعلنة في عام 2020، وإعادة التركيز مرة أخرى على مشروعات النفط والغاز.

ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتطورات الموضوع، تدرس شركة النفط البريطانية بيع حصة أقلية في مشروعات طاقة الرياح البحرية، في إطار توجهها نحو خفض تركيزها على مصادر الطاقة المتجددة.

وتعهّد الرئيس التنفيذي لشركة بي بي، موراي أوكينكلوس، بتعديل خطط الشركة للتركيز على المشروعات ذات هامش الربح المرتفع، متراجعًا عن إستراتيجية سلفه برنارد لوني، لتقليل إنتاج النفط والغاز والتوسع السريع في مشروعات الطاقة المتجددة.

وتخلّت عملاقة النفط البريطانية عن هدفها الرئيس بخفض ما نسبته 25% من إنتاج النفط والغاز، في المدة بين عامي 2019 و2030، رغم إعلانها أنها لا تزال ملتزمة بهدف الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

تقليص مشروعات الطاقة المتجددة

عارض المساهمون إستراتيجية الشركة لـالتحول في مجال الطاقة، التي أطلقتها للمرة الأولى في عام 2020، نتيجة انخفاض أرباح مشروعات الطاقة المتجددة، في الوقت الذي ارتفعت فيه أرباح مشروعات النفط والغاز.

وارتفعت أسهم عملاقة النفط البريطانية، المُدرجة في بورصة لندن، بنسبة 1.15%، يوم الخميس 17 أكتوبر/تشرين الأول (2024)، حسبما أوردت “رويترز“.

وطلبت شركة بي بي البريطانية من بنك أوف أميركا العثور على شركاء لمشروعات طاقة الرياح البحرية، إذ ترغب الشركة في تقليص حصتها من الاستثمارات الضخمة المطلوبة لتطوير هذه المشروعات.

وجدّد متحدث باسم شركة بي بي، ما قاله الرئيس التنفيذي للشركة، قائلًا: “كما قال موراي في بداية العام، الاتجاه هو نفسه، لكننا سنعمل على تقديم خدماتنا بصفتنا شركة أبسط وأكثر تركيزًا وأعلى قيمة”.

وقال أوكينكلوس، الذي تولى منصبه في يناير/كانون الثاني (2024)، إن الشركة ستبيع حصة في مشروعها المشترك للطاقة الشمسية لايت سورس بي بي (Lightsource BP) بمجرد استكمال عملية الاستحواذ الكاملة في الأشهر المقبلة.

وفي يونيو/حزيران الماضي، قالت مصادر إن بي بي أوقفت استثماراتها في مشروعات طاقة الرياح البحرية، وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت الشركة أنها تخطط لبيع مشروعاتها في مجال طاقة الرياح البرية في الولايات المتحدة، قائلة إن الأصول لا تتوافق مع خططها للنمو.

وذكر مصدر، أن بي بي ستظل ملتزمة بتطوير مشروعاتها الكبرى لطاقة الرياح البحرية، كما استثمرت الشركة البريطانية، في الأشهر الأخيرة، في مشروعات الطاقة الشمسية والوقود الحيوي والهيدروجين منخفض الكربون.

مشروعات بي بي في الطاقة المتجددة

لا تملُك عملاقة النفط البريطانية، حاليًا، أي مزارع رياح بحرية قيد التشغيل، لكن تمتلك حصصًا في مشروعات في بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة وآسيا، ولديها مجموعة من المشروعات بطاقة 9.6 غيغاواط، في نهاية يونيو/حزيران.

وفي عام 2023، فازت شركة بي بي البريطانية بحقوق تطوير وبناء وتشغيل محطتين لطاقة الرياح البحرية في ألمانيا بطاقة إنتاجية تبلغ 4 غيغاواط.

عاملة في منشأة تابعة لشركة بي بي

ومن المقرر أن تدفع بي بي 6.7 مليار يورو (7.27 مليار دولار) على مدى 20 عامًا، عن دخول المشروعين حيز التشغيل في العقد المقبل.

وتعمل شركة بي بي مع شريكتها إي إن بي دبليو على تطوير 3 مزارع رياح بحرية في البحر الأيرلندي وبحر الشمال، بطاقة إجمالية تبلغ 5.9 غيغاواط.

تحديات تواجه طاقة الرياح البحرية

أدى ارتفاع التكاليف بسبب المشكلات الفنية وسلسلة التوريد بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الفائدة، خلال السنوات الأخيرة، إلى تباطؤ النمو في قطاع طاقة الرياح البحرية، ما دفع العديد من الشركات إلى مراجعة استثماراتها في القطاع.

وفي عام 2023، خسرت شركة بي بي البريطانية نحو 1.1 مليار دولار في مشروعات طاقة الرياح البحرية في الولايات المتحدة، بحسب البيان السنوي للشركة.

وفي وقت لاحق، فكّكت الشركة مشروعًا مشتركًا لطاقة الرياح البحرية في الولايات المتحدة مع شركة إكوينور النرويجية.

ودفع ارتفاع تكاليف تطوير مزارع الرياح البحرية عددًا من الشركات إلى أن تحذو حذو بي بي وتعيد النظر في استثماراتها بمشروعات طاقة الرياح البحرية، التي قد تبعد أكثر من 100 كيلومتر عن الشاطئ، خشية انخفاض قيمتها.

وعرضت شركة ماكواري وحدتها البحرية كوريو للبيع، وفي وقت سابق من العام الجاري (2024)، قلّص أكبر مطور لمزارع الرياح البحرية في العالم، شركة أورستيد، الأهداف الاستثمارية والقدرة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

رابط المصدر

شاركها.