تخطط الولايات المتحدة لتحويل منصات النفط إلى قاعدة صواريخ، في خطوة من شأنها أن تعزز إستراتيجيات الدفاع الأميركية ضد المخاوف من الهجمات الصينية في المحيط الهادئ.
قدّمت شركة غيبس آند كوكس (Gibbs & Cox) الأميركية -وهي شركة هندسة بحرية متخصصة في تصميم السفن الحربية- مشروع موديب (MODEP)، الذي يستهدف تحويل منصات النفط غير المشتغلة في غرب المحيط الهادئ إلى قواعد دفاع صاروخي متنقلة لوقف التعرض للأسلحة الصينية.
وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يهدف مشروع تحويل منصات النفط لقاعدة صواريخ إلى سدّ الثغرات بالدفاع الصاروخي من الصين، إذ إن الصواريخ الباليستية الصينية “دونغ فينغ 26″، الملقّبة بـ “قاتلة حاملات الطائرات”، تشكّل تهديدًا كبيرًا للقوات البحرية الأميركية في المحيط الهادئ.
منصات النفط
لا يساعد تحويل منصات النفط إلى قاعدة صواريخ بتوفير الدفاع فحسب، بل توجيه ضربات للعدو أيضًا، كما أنها ستكون قادرة على العمل بصفة قواعد إمداد لسفن البحرية الأميركية.
تمتلك الولايات المتحدة حاليًا نحو 6 منصات نفطية يمكن إعادة بنائها بتكلفة منخفضة، إذ يُتوقع أن تستغرق إعادة تكييفها بالكامل للاستعمال العسكري نحو عامين فقط.
وقال مهندس الحلول ومدير قسم الأنظمة القتالية في غيبس آند كوكس، ديف زوك: “هدفنا إيجاد حل للمساعدة في المشكلة الصعبة المتمثلة بوجود مشكلات تتعلق بالقدرة في غرب المحيط الهادئ، إذ لا توجد قواعد كافية، ولا صواريخ كافية، ولا تكفي القدرة على الاحتفاظ بهذه السفن في المحطة الأمامية”.
مشروع موديب (MODEP) الهادف لتحويل منصات النفط إلى قاعدة صواريخ، عبارة عن قاعدة جزيرة عائمة كبيرة مصممة لتعزيز الدفاع متعدد الطبقات، إذ يمكن للمنصة البقاء على مسافة مثالية من الشاطئ، وتكون قادرة على العمل بشكل مستقل لأكثر من 12 شهرًا .
مزايا منصات النفط
يقول ديف زوك: “صُمِّمَ المشروع حلًا مؤقتًا لمعالجة أنظمة الدفاع الصاروخية الباليستية ومطالب البحرية الأميركية بحلّ إعادة التحميل في البحر، إذ تقدّم منصات النفط غير المستغلة حلًا فريدًا للعديد من هذه المشكلات”، حسبما ذكرت “نافال نيوز“.
يعمل تحويل منصات النفط إلى قاعدة صواريخ بمعالجة قضايا البحرية الأميركية، إذ تمتلك المنصات البحرية قدرات تفوق السفن التقليدية للدفاع الجوي، ويمكن لأنظمة سفن الدفاع الصاروخي الباليستي السفر بسرعة 5-8 عقدة لتغطية نحو 200 ميل بحري يوميًا، وتتطلب استقرار جميع حالات البحر، بما في ذلك الأمواج التي يصل ارتفاعها إلى 60 قدمًا.
في حين يمكن أن يصل إجمالي القدرة على التحمّل لمنصات النفط في مشروع موديب إلى 150 يومًا، ومدى إجمالي يبلغ 4000 ميل بحري دون التزود بالوقود، ويوفر المشروع أيضًا من 6-20 ميغاواط من الطاقة الإضافية للمهمة، وورشة صيانة وإصلاح للسفن الحربية، وسعة وقود تبلغ 2.3 مليون غالون، وقدرة حمولة أولية تبلغ 8 آلاف طن.
كما يمكن للمنصة المحولة أن تدعم مهام الدفاع الجوي أو الضربات بقدرة 5 أضعاف قدرة مدمرة تابعة للبحرية الأميركية من طراز Arleigh Burke.
تشدد شركة غيبس آند كوكس على أن ارتفاع المنصة الذي يتراوح بين 45 و90 مترًا فوق سطح الماء يوفر “الرؤية والمراقبة الأمثل” لأجهزة الاستشعار المرتبطة بها، كما تقلل من المخاطر والتكاليف المرتبطة بأنظمة الدفاع الأرضية.
ويهدف مفهوم تحويل منصات النفط لقاعدة صواريخ أيضًا إلى دعم استدامة المقاتلات السطحية والغواصات النووية في الخدمة، من خلال تكوين قاعدة التدريج الأمامية العائمة، فضلًا عن خفض التكلفة، إذ إن تحويل المنصات يمثّل 10% من التكلفة الإجمالية لنسخة من أنظمة الدفاع الصاروخي الباليستي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..