يبدو أن التوسع في قدرة طاقة الرياح العالمية لا يحصل على القدر نفسه من الزخم الذي تحظى به الطاقة الشمسية، ويحتاج إلى مزيد من الجهود لتحقيق الأهداف المناخية بحلول 2030.
يأتي ذلك رغم أن الأهداف الوطنية التي وضعتها الحكومات تصل بسعة طاقة الرياح لأكثر من الضعف، لكنها تظلّ أقل مما هو مطلوب لتحقيق الهدف العالمي بمضاعفة قدرة الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول 2030.
وبناءً على المستهدفات الوطنية، من المتوقع أن تصل قدرة طاقة الرياح العالمية للضعف إلى 2.157 تيراواط، ما يمثّل زيادة بنسبة 240%، مقارنة بـ901 غيغاواط في 2022، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
ومن أجل تحقيق أهداف خفض الانبعاثات، يجب تضاعف سعة طاقة الرياح في العالم 3 مرات، لتصل إلى 2.742 تيراواط في 2030، ما يعني وجود فجوة قدرها 585 غيغاواط لتحقيق المستهدف.
وجُمعت بيانات أهداف سعة طاقة الرياح الوطنية لعام 2030 عبر 70 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، لتشكّل الدول مجتمعة 99% من قدرة طاقة الرياح العالمية الحالية.
المسار الأمثل لأهداف المناخ
ينطوي المسار الأكثر فاعلية لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية على زيادة قدرة الطاقة المتجددة العالمية بمقدار 3 أضعاف، لتصل إلى 11 تيراواط على الأقل، بحلول 2030.
ومن المتوقع أن تقود طاقتا الشمسية والرياح معظم هذا النمو، على أن يُمثلا معًا (90%) من قدرة الطاقة المتجددة، وفق مستهدفات قطاع الطاقة المتجددة، التي تتابعها وحدة أبحاث الطاقة دوريًا.
وتتزايد طموحات التوسع في قدرة طاقة الرياح العالمية، لتكون مساهمًا كبيرًا في إمدادات الكهرباء عالميًا، لتوليد ما يقرب من خُمس (19%) الإجمالي، بحلول 2030، بحسب تقرير حديث صادر عن مركز أبحاث الطاقة النظيفة (إمبر).
ويؤدي التوسع في قدرة طاقة الرياح العالمية دورًا مهمًا في الانتقال نحو كهرباء نظيفة، فعلى الرغم من امتلاكها أقل من نصف سعة الطاقة الشمسية العالمية، فإنه من المتوقع أن تولّد طاقة الرياح كهرباء بمقدار مساوٍ لما تنتجه الطاقة الشمسية تقريبًا في 2030.
الصين تقود النمو العالمي
من بين الدول الـ70 التي لديها خطط أهداف الرياح، من المرجح أن يفشل 66% منها في تحقيق أهدافها الوطنية لطاقة الرياح في 2030، رغم أنها تستهدف مجتمعة أقل بكثير من هدف مضاعفة قدرة الرياح 3 مرات، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
وبينما تسير بقية دول العالم في طريق عدم تحقيق التوقعات، فإن الصين ستضاعف قدرتها من طاقة الرياح 3 مرات بحلول 2030، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ومن المتوقع أن تقود الصين نمو قدرة طاقة الرياح في العالم، مع تركيب 5 أضعاف قدرة ما تضيفه مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في 2030.
وستواصل الصين الهيمنة على إضافات قدرة طاقة الرياح العالمية، إذ ستستحوذ على أكثر من 50% من تركيبات طاقة الرياح الجديدة سنويًا من 2024 إلى 2030، رغم أنها تمثّل 37% فقط من المستهدف العالمي.
قدرة الرياح في أميركا والهند
تُعد الولايات المتحدة، ثاني أكبر سوق لطاقة الرياح في العالم بعد الصين، وأكبر دولة لديها فجوة بين التركيبات المتوقعة، وما يلزم لتحقيق هدفها المناخي في 2030.
والولايات المتحدة ليس لديها هدف واضح للطاقة المتجددة، إلا أنه من المتوقع -وفقًا للسياسات الحالية- أن ترتفع قدرة الرياح في البلاد بمقدار 2.6 مرة من 142 غيغاواط في 2022 إلى 369 غيغاواط في 2030.
ولتحقيق ذلك، ستحتاج الولايات المتحدة إلى بناء ما يقرب من 32 غيغاواط من طاقة الرياح سنويًا من 2024 إلى 2030.
ومع ذلك، فإن وتيرة البناء الحالية مثيرة للقلق، إذ ثبّتت الولايات المتحدة 6.4 غيغاواط فقط من طاقة الرياح في 2023، ما يشير إلى وجود فجوة كبيرة بين الطموح والواقع.
بالمقابل، تستهدف الهند، رابع أكبر سوق لطاقة الرياح في العالم، تحقيق 509 غيغاواط من قدرة الطاقة المتجددة بحلول 2030، متضمنة 110 غيغاواط من قدرة طاقة الرياح، ويتطلب ذلك تركيب 9.3 غيغاواط من طاقة الرياح سنويًا من 2024 إلى 2030.
وبينما شهدت تركيبات طاقة الرياح السنوية في الهند زيادة مطردة على مدار السنوات الـ3 الماضية، فإن الوتيرة الحالية، البالغة 2.8 غيغاواط في 2023، تقل عن المعدل المطلوب.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..