تتلقّى قدرة الطاقة النووية دفعة قوية لتوفير إمدادات الكهرباء مع توجه كبرى الشركات المتخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات لإبرام اتفاقيات للاستثمار في هذا القطاع.
ومؤخرًا، كشفت شركة “غوغل” عن اتفاقها للحصول على الكهرباء المولدة من عدة مفاعلات معيارية صغيرة صممتها شركة كايروس باور (Kairos Power) النووية المتقدمة.
والمفاعلات النووية المعيارية الصغيرة هي محطات طاقة نووية أصغر حجمًا وإنتاجًا مقارنة بالمفاعلات التقليدية، ومصممة لبنائها في المصانع ونقلها إلى المواقع للتركيب والتشغيل.
ويستهدف الاتفاق تشغيل أول هذه المفاعلات بحلول 2030، مع خطط لتوليد 500 ميغاواط من الكهرباء بحلول 2035، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وفي العامين الماضيين، أصبح من الواضح أن مسارات قطاعي التكنولوجيا والكهرباء مرتبطة ارتباطًا وثيقًا، ولا سيما بسبب الزيادة المتوقعة في الاستهلاك من مراكز البيانات، الذي قد يمثل 10% من إجمالي النمو المتوقع في الطلب على الكهرباء عالميًا (6.760 ألف تيراواط/ساعة) بحلول 2030.
وبالتوازي، التزمت شركة “أمازون” بتعزيز قدرة الطاقة النووية من خلال التخطيط لتنفيذ 5 غيغاواط من مشروعات توليد الكهرباء الجديدة المعتمدة على مفاعلات صغيرة من طراز إكس إنرجي بحلول 2039.
غوغل تبرم اتفاقيات شراء الكهرباء
توسّعت قدرة الطاقة النووية من المفاعلات الصغيرة المعيارية منذ 2021، من 13 غيغاواط إلى 22 غيغاواط، بحسب تقرير حديث صادر عن شركة أبحاث الطاقة (وود ماكنزي).
وترى “غوغل” أن الجيل المقبل من المفاعلات المتقدمة يتميز بتصميمات مبسطة وتدابير سلامة معززة؛ ما يسرع وتيرة عمليات البناء ويحد من عمليات التأخير دون تجاوز التكاليف المقررة.
وكان مفاعل كايروس -الذي تعاقدت “غوغل” لاستعماله- أول من حصل على تصريح بناء من اللجنة التنظيمية النووية الأميركية، مع وجود مفاعل تجريبي قيد الإنشاء -حاليًا- في ولاية تينيسي، بحسب ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
أمازون توافق على سلسلة من الصفقات النووية
تتخذ “أمازون” خطوات مهمة لتعزيز طرح تصميم جديد لمفاعل نووي صغير، وتحديدًا مفاعل “إكس إي – 100” المبرد بالغاز -الذي طورته شركة “إكس إنرجي”- بسعة 80 ميغاواط، ويستعمل وقود تريسو، وهو أقوى وقود نووي متاح، بحسب وصف وزارة الطاقة الأميركية.
وعلى عكس شركة غوغل، التزمت “أمازون” بالاستثمار المباشر في شركة “إكس إنرجي”، بإجمالي قدره 500 مليون دولار.
وتضم المرحلة الأولى 4 مفاعلات صغيرة من “إكس إنرجي” بقدرة إجمالية تبلغ 320 ميغاواط، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيلها بحلول مطلع العقد المقبل، مع خطط للتوسع إلى 960 ميغاواط في المستقبل.
كما دخلت “أمازون” في شراكة مع شركة دومينيون إنرجي (Dominion Energy) لتطوير مفاعل صغير في فرجينيا الشمالية.
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على الكهرباء بنسبة 85% على مدى السنوات الـ15 المقبلة بسبب البنية التحتية الواسعة لمراكز البيانات في فيرجينيا الشمالية.
ومن خلال شراء الكهرباء من مجموعة من المفاعلات، يمكن أن تسهم “غوغل” و”أمازون” في إضافة 1.8 غيغاواط من إجمالي قدرة الطاقة النووية المتوقعة.
علاوة على ذلك، من المتوقع أن تضيف خطة “أمازون” لعام 2039 قدرة نووية إضافية تصل إلى 3.7 غيغاواط.
التكنولوجيا والكهرباء.. اختلافات رغم التقارب
يتمثل أحد التناقضات الملحوظة بين قطاعي التكنولوجيا والكهرباء في مرونة شركات التقنية الكبرى مقارنةً بالوتيرة الأكثر بطئًا لمنتجي الكهرباء التقليديين، الذين غالبًا ما يواجهون قيودًا تنظيمية وتشغيلية واسعة النطاق.
علاوة على ذلك، تُظهر شركات التقنية حساسية أقل للتسعير، ما يدل على استعدادها لاستثمار المزيد من أجل توفير كهرباء موثوقة خالية من الكربون على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع.
وقد تصل تكلفة الكهرباء المولدة من المفاعلات النووية الصغيرة الجديدة إلى 200 دولار لكل ميغاواط/ساعة، وهي أعلى 4 مرات من تكلفة الطاقة الشمسية على نطاق المرافق، و3 أضعاف محطات التوربينات الغازية ذات الدورة المركبة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتشير المبادرات الأخيرة من كبرى الشركات التقنية، مثل خطة مايكروسوفت لإعادة تشغيل مفاعل ثري مايل آيلاند (Three Mile Island) وطموح “أوراكل” لإنشاء مركز بيانات على نطاق الغيغاواط يعمل بـ3 مفاعلات نووية صغيرة، إلى تزايد الاهتمام بالتوسع في قدرة الطاقة النووية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..